الدكتور التجاني السيسي: التوافق على برنامج إدارة الفترة الانتقالية مدخل للحل
امستردام: الاثنين 19 فبراير2024: راديو دبنقا
اعتبر الدكتور التجاني السيسي، رئيس قوى الحراك الوطني، أن البيان الذي صدر بعد اجتماعات جوبا لم يحمل موقفا جديدا بل هو تأكيد لمواقف سابقة. وقال في حديث لبرنامج ملفات سودانية، يذاع مساء غد الثلاثاء أنهم ظلوا وحتى قبل انتصار الثورة ينادون بأن الحل الوحيد للأزمة السياسية السودانية التاريخية هو التوافق حول برنامج إدارة الفترة الانتقالية باستصحاب أصحاب المصلحة، ويتيح ذلك تفادي الاصطفاف المضاد. لكن بعد الحرب التي غيرت المشهد تماما وليس هناك سوداني يتمنى استمرار الحرب والكل يريد إنهاء الحرب، ولكن هناك اختلاف في الرؤى والتكتيكات لتحقيق هذا المطلب.
إنهاء حالة الاستقطاب
وأشار الدكتور التجاني السيسي أن زيارتهم إلى جوبا جاءت بدعوة من الفريق سلفا كير ميارديت، رئيس جنوب السودان، للمشاركة في مشاورات تهدف للتفاكر حول كيفية وضع نهاية لهذه الأزمة السودانية التي تهدد الوطن بأكمله. وأضاف منطلقاتنا واضحة جدا خصوصا وأن السودان يعاني حاليا من الاستقطاب السياسي والجهوي والقبلي وغيره، ما يحدث الآن في السودان لن يعالج إلا بمشاركة كافة أهل السودان في وضع رؤية لوقف الحرب وفي نفس الوقت وضع رؤية لإدارة الفترة الانتقالية. وذكر رئيس قوى الحراك الوطني أن هناك كثيرون تختلط عليهم المسائل، فعندما نقول أهل السودان يقفز إلى أذهانهم مباشرة قضايا اقتسام السلطة بالرغم من الأزمة السودانية التاريخية تكمن في الصراع حول من يحكم السودان. وشدد على أن الوقت قد حان للتفكير في كيف يحكم السودان ووضع الأسس السليمة لإدارة الدولة. عندها لن تكون قضية من يحكم السودان مشكلة طالما كان هناك اتفاق على أسس كيف يحكم السودان.
حاولنا منع اندلاع الحرب
ومضى الدكتور التجاني السيسي للقول بأن منطلقات لقاء جوبا لقوى للحراك الوطني كانت هي نفس منطلقاتها التي نادت بها منذ اليوم الأول للثورة وشاركنا في كثير من اللقاءات لأننا كنا نرى الحرب قادمة، وكنا نتدافع لمنع هذا الأمر لكن في النهاية إرادة الله كانت هي الغالبة. هذه الحرب ستقف عبر محورين، المحور العسكري-الإنساني والمحور السياسي. صحيح أن تقديرات المحور العسكري عند العسكريين وينبغي أن يستمر محور جدة الذي أنشئ لهذا الغرض.
وحول التصعيد العسكري من قبل طرفي الحرب في الأيام الأخيرة، شدد الدكتور التجاني السيسي على أن الخلاف السياسي هو السبب الذي أدى لاندلاع الحرب. ونعتقد أنه إذا استطعنا احتواء كل الخلافات السياسية وغياب الثقة بين القوى السياسية المختلفة واستطعنا احتواء حالة الاستقطاب الحاد، سيكون ذلك دافعا كبيرا لإيقاف الحرب. أيقاف الحرب لديه طرق والعسكريين يتحاورون في منبر جدة ونحن لسنا طرفا في هذا المنبر لكنا نرى أن الطريقة الوحيدة لإيقاف الحرب هي الالتزام بما تم الاتفاق عليه في هذا المنبر. وجود منبر يعمل من دون أن تلتزم الأطراف بما توقع عليه فالحرب لن تتوقف.
التدخلات الخارجية
وعبر الدكتور التجاني السيسي عن أسفه لأن هذه الحرب فيها تدخلات خارجية وهي واحدة من الأسباب التي يمكن أن تقود لاستمرار الحرب وهو مدعاة لخسائر لنا كسودانيين وطنا وشعبا. علينا أن نمضي قدما في المسار السياسي ونتفق على رؤية وفي نفس الوقت نشجع الجهات التي تتفاوض في جدة في أن يستمر المنبر شريطة إنفاذ ما يتم الاتفاق عليه.
ضرورة إيصال المساعدات للمناطق الآمنة
وحول الأزمة الإنسانية ومطالبة المنظمات الدولية بفتح معابر لمرور المعونات، اعتبر الدكتور التجاني السيسي أن الأزمة الإنسانية قديمة جدا خاصة في دارفور وفي مناطق السودان الأخرى التي نزح إليها المواطنون وفي بعض دول الجوار التي لجأ إليها بعض المواطنين وأن هناك ضرورة لإيصال المعينات الإنسانية. وتسأل رئيس قوى الحراك الوطني عن مدى حرص المنظمات لدعم هؤلاء النازحين. الإجابة بالنسبة لي هي لا ولسبب أساسي. أن هناك مناطق في السودان نزح إليها المواطنين وهي آمنة مثل مناطق شرق السودان ومناطق الجزيرة ومناطق أخرى يمكن إيصال الغذاء إليها. لكن المنظمات لم تكترث لذلك. هناك أيضا أهلنا في تشاد الذين نزحوا من مناطق دار مساليت وهم موجودون في دولة أخرى وكان من الطبيعي أن تتجه لهم المنظمات الدولية وتقدم لهم المساعدة، لكنهم حقيقة يعانون في الوقت الراهن من عدم وجود أي منظمات تقدم لهم الإغاثة.
أولويات المنظمات الدولية ونوه الدكتور التجاني السيسي إلى أن هناك بعض المنظمات التي بدلا من أن تبدأ في إغاثة هؤلاء اللاجئين المفتقدين لأبسط مقومات الحياة، تعمل حاليا على إنشاء طرق من أدري إلى الجنينة وهو أمر ليس لديه مبرر. صحيح هناك مناطق غير آمنة، والمطلوب أن يتوصل منبر جدة بشأنها لاتفاق لفتح ممرات آمنة لإغاثة المواطنين المتواجدين في المناطق المتأثرة بالحرب. هل هناك ما يمنع المنظمات الإقليمية والدولية من مد يد العون للمواطنين الذين هربوا من جحيم الحرب إلى مناطق آمنة في السودان وإلى دول الجوار. هناك تقصير كبير جدا في الاستجابة الدولية للإغاثة وهو أمر مخجل. وللحقيقة هناك دول لها السبق وظلت تدعم إلى اليوم ومن بينها دول في المنطقة الخليجية مثل قطر والسعودية وكذلك تركيا. أما المنظمات العالمية فتستحق صوت لوم لأنها لم تقدم أي شيء للمتأثرين بالحرب.