الدعم السريع يعاود استهداف قاعدة كنانة الجوية
أمستردام: 29 يوليو 2024: راديو دبنقا
تعرضت قاعدة كنانة الجوية صباح يوم الاثنين 29 يوليو 2024 لهجوم بواسطة 4 مسيرات مفخخة. وأفادت الفرقة 18 مشاة، من مقرها في كوستي، أن الدفاعات الجوية للقوات المسلحة نجحت في إسقاطها قبل أن تصيب أهدافها. لكنها أشارت في نفس الوقت إلى سقوط مسيرتين على حظيرة الطائرات وسقوط مسيرتين أخريين على المبنى الإداري للقاعدة ما تسبب في حدوث 4 إصابات خفيفة وسط العسكريين في القاعدة.
ويعتبر هذا الهجوم الثاني الذي تتعرض له القاعدة الجوية منذ بداية الحرب الحالية في 15 أبريل 2023. حيث تعرضت قاعدة كنانة الجوية لهجوم مماثل قبل حوالي الأسبوعين، وأعلنت القوات المسلحة حينها عن نجاح دفاعاتها الجوية في إسقاط المسيرات التي نفذت الهجوم، حيث أسقطت المسيرة الأولى بالقرب من “القرية 5” والثانية في منطقة قريبة من كوستي.
قاعدة كنانة الجوية
وتعتبر قاعدة كنانة الجوية أحدث قاعدة جوية يتم إنشاؤها في السودان، حيث افتتحها الرئيس السابق، عمر البشير، في 4 أبريل 2018 وقبل حوالي العام من سقوط نظامه في 11 أبريل 2019. وهي القاعدة الجوية الأقرب للحدود مع جنوب السودان وتم التخطيط لإنشائها بعد معارك هجليج بين السودان وجنوب السودان في العام في أبريل 2012 بعد عامين من انفصال السودان لدولتين.
وتستقبل القاعدة 2 من وحدات القوات الجوية المختصة بالتدريب وهي سرب التدريب على مهمات النقل والذي يستخدم طائرات من نوع انتينوف An-2 الروسية الصنع وسرب التدريب على المروحيات (الهليكوبتر) والذي يستخدم طائرات مروحية من نوع Mil Mi-2 الروسية الصنع.
ومنذ بداية الحرب الحالية، نقلت القوات الجوية السودانية جزء من أسطول مروحياتها القتالية من طراز “أبابيل” Mil Mi-24 Hind لتفادي تواجد كل الأسطول في قاعدتي وادي سيدنا وقاعدة مروي الجوية بعد سقوط “قاعدة جبل أولياء الجوية” تحت سيطرة الدعم السريع وهي قاعدة خاصة بالطائرات المروحية، بالإضافة إلى أسباب تتعلق بتأمين هذه المروحيات في منطقة بعيدة لا تطالها عمليات الدعم السريع بالإضافة إلى إمكانية استخدامها في مناطق قريبة من قاعدتها الجديدة ما يزيد من فعاليتها العملياتية.
مطار كنانة المدني
رغم أن الاستخدام الأساسي لهذا المطار عسكري، إلا أنه متاح أيضا لاستخدام الطائرات المدنية حيث يستخدم مطار كنانة المدني نفس منشئات قاعدة كنانة الجوية. وكانت السلطات السودانية تخطط لتحويله إلى مطار مدني دولي ليكون المطار الدولي رقم 8 في السودان من أصل 121 مطار ومهبط جوي. واستخدم المطار في السابق في استقبال سفريات الحج والعمرة لمواطني ولاية النيل الأبيض والأجزاء الشرقية لولاية كردفان وإن كان ذلك على نطاق محدود. ويعرف مطار كنانة المدني بالرمز الدولي HSKN وتم تشييد مدرجه بالمواصفات الدولية وفق ما تقوله سلطات ولاية النيل الأبيض التي كانت قد أعلنت في شهر مايو الماضي عن إكمال اضاءة المدرج ليصبح قادر على استقبال الرحلات الليلية.
موقع استراتيجي
تقع قاعدة كنانة الجوية على بعد 277 كيلومتر جنوب مدينة الخرطوم وفي الجزء الجنوبي الغربي لمشروع كنانة الزراعي وجنوب مصنع سكر كنانة مباشرة. وتبعد قاعدة كنانة الجوية بحوالي 20 كيلومتر إلى الجنوب الشرقي من مدينة ربك، عاصمة ولاية النيل الأزرق والتي تجاورها على الضفة الغربية من النيل الأبيض مدينة كوستي، حيث مقر الفرقة 18 مشاة، وهي واحدة من أهم معاقل الجيش في ولاية النيل الأبيض. فيما تتمركز قوات الدعم السريع في منطقة جبل موية الواقعة على 70 كيلومتر إلى الشرق من القاعدة الجوية وعلى الطريق الرئيسي الذي يربط بين سنار وربك. وتتواجد قوات كبيرة للدعم السريع في مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة التي تقع إلى الشمال الشرقي من قاعدة كنانة الجوية على بعد 156 كيلومتر. ونجحت قوات الدعم السريع مؤخرا في فرض سيطرتها على المزموم التي تقع على بعد 110 كيلومتر إلى الجنوب من قاعدة كنانة الجوية.
معركة مرتقبة
عبر عملياتها في ولاية سنار، نجحت قوات الدعم السريع في قطع طرق الامتداد عن قاعدة كنانة الجوية ومدينة ربك عبر الطريق البري الذي يربط مدينة سنار بمدينة ربك. كما أن سيطرتها على المناطق الممتدة على الضفة الشرقية للنيل الأبيض من جبل أولياء وحتى ود الزاكي وعلى الضفة الغربية للنيل الأزرق من جنوب أمدرمان حتى شمال الدويم، اتاحت لها قطع طرق الامداد عن كوستي وربك ولم يتبق طريق للوصول إلى المدينتين إلا عن طريق الجو عبر قاعدة كنانة الجوية. لذا يرجح المراقبون أن تكون قاعدة كنانة الجوية الهدف التالي لقوات الدعم السريع في حال نجحت في السيطرة على سنار. أما القوات المسلحة، فإن الإبقاء على قاعدة كنانة الجوية تحت سيطرتها والاستمرار في تشغيلها يوفر لها خطوط إمداد لقواتها في جنوب النيل الأبيض والقدرة على استخدام المروحيات في المناطق المحيطة في ولايات سنار والنيل الأبيض والجزيرة انطلاقا من قاعدة كنانة الجوية.