الدعم السريع يخرج مركز الفاشر لغسيل الكلى عن الخدمة
الفاشر 24 : يونيو 2024 : راديو دبنقا
تعرض مركز غسيل الكلى بمدينة الفاشر للقصف يوم الأحد 23 يونيو 2024 من قبل قوات الدعم السريع مما أدى إلى حدوث أضرار جسيمة بالمعدات والمباني. وتضاربت المعلومات حول ما إذا كان المركز قد دمر بالكامل جراء القصف أم تم تدميره جزئيا، لكن تبقى الحقيقة الرئيسية أن المركز قد تعطل عن العمل وربما يستمر ذلك لوقت طويل الأمر الذي يحرم 94 مريضا من مختلف ولايات دارفور من عمليات غسيل الكلى بحسبما افاد اطباء عملوا بالمركز .
وأوضحت اتصالات قام بها راديو دبنقا أن جزء من العنابر وعربة الإسعاف الخاصة بالمركز قد دمرت، كما أصيب مخزن “الإمدادات الطبية” موجود في محيط المركز.
توقف لوقت طويل
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي منذ بعد ظهر الأمس مقطعي فيديو يصوران المركز بعد وقوع القصف الصاروخي. ويبلغ طول مقطع الفيديو الأول الذي فحصه راديو دبنقا 36 ثانية ويصور أحد بوابات المركز، وليس البوابة الرئيسية المرفقة بها بوابة صغيرة خاصة بغرفة الاستقبال.
ووفقا للصوت المرفق لمقطع الفيديو فقد تم تصوير الفيديو حوالي الساعة الرابعة بعد الظهر وتسمع في الخلفية أصوات لتبادل إطلاق نار. أما مقطع الفيديو الثاني مدته 26 ثانية وتم تصويره في اليوم التالي للقصف أي صباح الإثنين 24 يونيو 2024 ويصور استمرار تصاعد ألسنة الدخان واللهب في الجزء المحترق من المبنى.
وبحسب المراجعة التي اجراها فريق دبنقا للتحقق لمقاطع الفيديو اتضح ان المقطع المتداول صحيح وقد جري تصويره بالفعل في مباني المركز والذي ينقسم إلى ثلاث أجزاء رئيسية الأمر الذي يعزز رواية أن المركز لم يحترق بالكامل وإنما تم تدمير أجزاء منه.
وأكد طبيب يعمل في المركز في رسالة لراديو دبنقا قيام العاملين في المركز في أعقاب الهجوم بتفكيك جزء كبير من ماكينات الغسيل والمعدات وترحيلها لمكان آمن خوفا من عودة القصف من جديد.
حكم بالإعدام على المرضى
وغرد حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، على حسابه على منصة تويتر يوم الاثنين متهما الدعم السريع بالحكم بالإعدام على مرضى الفشل الكلوي في الإقليم، وبعد يوم واحد من استهداف المستشفى التخصصي في الفاشر.
وطالب مني أركو مناوي العالم أن يشهد على هذه الجرائم المدعومة من دولة تتمتع بعضوية الأمم المتحدة.
استمرار القصف المدفعي
في الاثناء واصلت قوات الدعم السريع منذ الساعة الثامنة من صباح الإثنين 24 يونيو 2024 عمليات القصف المكثف على أحياء مدينة الفاشر.
وطال القصف بحسب مصادر متعددة وشهود من الفاشر تحدثوا لراديو دبنقا يوم الاثنين أحياء النصر والقبة وشمال الأهلية وجنوب أحياء الثورة والمدرج حتى قرية شفرة غرب الفاشر. كما سقطت عدد من القذائف في قشلاق الشرطة وعلى مباني المجلس التشريعي التي دمرت جزئيا مع سقوط قتلى وجرحى في أوساط المدنيين.
المركز الوحيد في الولاية
ويعتبر مركز غسيل الكلى في الفاشر المركز الوحيد في ولاية شمال دارفور، وقد تم تدشينه في 15 ديسمبر 2019 بحضور حاكم الولاية المكلف، اللواء مالك الطيب خوجلي. واتخذت حكومة الولاية في شهر أكتوبر الماضي قرارا بترفيع المركز إلى مركز إقليمي ليكون قادرا على استيعاب الحالات المرضية من مختلف ولايات دارفور بعد أن توقفت غالبية المراكز بسبب الحرب.
ويشكو العاملون في المركز من عدم انتظام وضعف الدعم المالي المخصص لتشغيل المركز وشراء المعينات ودفع مرتبات لعاملين. وسبق أن توقف المركز في أغسطس 2022 عن العمل بسبب عدم توفر سيولة مالية تكفي لتشغيل المركز.
الموقع الجغرافي للمركز
ويقع مركز غسيل الكلى في شمال المدينة وإلى الشرق من مبنى محلية الفاشر في حي “الكرانك القريب من المستشفى الملكي ولا يبعد كثيرا عن مقر قيادة الفرقة السادسة مشاة في وسط المدينة غرب السوق الكبير، والتي تقع بدورها غرب مركز غسيل الكلى ويفصل بينهما ميدان النقل الميكانيكي ومحطة الأقمار الصناعية.
وتتعرض هذه المنطقة بحسب مصادر نحدث لراديو دبنقا من الفاشر يوم الاثنين لقصف مدفعي متواصل من قبل قوات الدعم السريع منذ بداية العمليات العسكرية في المدينة قبل 6 أسابيع وتطال في غالب الأحيان منازل السكان المدنيين المتواجدة في هذه المنطقة.
استهداف ممنهج للمنشئات الصحية
ويعد الهجوم على مركز غسيل الكلى هو الهجوم التاسع على المنشئات الصحية في مدينة الفاشر منذ بدء القتال. حيث تعرض المستشفى الجنوبي لخمسة هجمات مما اضطر السلطات الصحية لإغلاقه. ومن ثم إغلاق مستشفى بابكر نهار للأطفال بعد تعضه للقصف.
واكد طبيب تحدث لراديو دبنقا من الفاشر انه وبمجرد نقل الخدمات العلاجية إلى المستشفى السعودي، تعرض المستشفى للقصف 3 مرات كان أخرها يوم الجمعة الماضي وأصاب صيدلية المستشفى وأدى إلى وفاة صيدلي.
تجاهل تام لقرار مجلس الأمن
يذكر ان مجلس الأمن الدولي اصدر قبل أسبوعين قرارا يدعو لرفع الحصار عن الفاشر وخروج كل القوات التي تمثل خطرا على المدنيين وفتح الممرات الإنسانية بما يسمح بخروج المدنيين من مناطق القتال ودخول المساعدات الإنسانية للمدينة، لكن رغم ذلك تتواصل المعارك في مدينة الفاشر عبر القصف المدفعي العشوائي من قبل الدعم السريع على احياء المدينة والغارات الجوية لطيران الجيش ومحاولات قوات الدعم السريع الدخول إلى المدينة.
وبلغت حصيلة الضحايا من جراء المعارك في الفاشر بحسب وزارة الصحة التابعة للسلطة الاقليمية لدارفور ما يزيد عن 2000 قتيل وجريح، ونزوح عشرات الألاف من سكان المدينة إلى معسكر زمزم للنازحين ومنطقة سجن شالا بحثا عن الأمن والغذاء.