الدعم السريع يؤكد استعداده للعودة إلى مائدة التفاوض
أمستردام: 18 نوفمبر 2024: راديو دبنقا
عقد وفد التفاوض بقوات الدعم السريع صباح اليوم 18 نوفمبر 2024 مؤتمرا صحفيا في العاصمة الكينية، نيروبي، تطرق فيه للعديد من قضايا الوضع السياسي الراهن.
وتحدث في المؤتمر الصحفي رئيس وفد التفاوض، العميد عمر حمدان، وعزالدين الصافي، المستشار القانوني لقوات الدعم السريع.
وأكد المتحدثون في المؤتمر أن الدعم السريع لم يشعل الحرب ولا مصلحة لها في استمرارها، وأن الجهة الوحيدة المستفيدة من استمرار الحرب هي المؤتمر الوطني وواجهاته باعتبار ذلك الطريق الوحيد لعودتهم إلى السلطة.
وقال العميد عمر حمدان أنهم لم يرفضوا الاندماج في الجيش وفقاً للاتفاق الإطاري كما يروج الفلول، وأن قوات الدعم السريع لا ترفض الحلول السلمية على الإطلاق وأنهم على استعداد للعودة إلى التفاوض في حال وُجدت مبادرات جادة في هذا الجانب.
وفسر مراقبون ذلك بأنه تراجع عن الموقف السابق المعلن من قبل قيادة قوات الدعم السريع بعدم المشاركة في أي مفاوضات وتغليب الخيار العسكري.
وقف إطلاق نار فوري وشامل
وشدد الصافي على التزام قوات الدعم السريع بالتوصل إلى وقف إطلاق فوري وشامل يسمح بمرور المساعدات الإنسانية لكل أنحاء السودان. ووصف موقف القوات المسلحة بغير الجاد في الوصول إلى حل سلمي وأن خياراتها هي الانتصار في الحرب أو انتهاء السودان.
فيما حمل العميد حمدان قيادة الجيش مسؤولية فشل المبادرات المختلفة مثل منبر جدة ومبادرة قادة الايقاد واجتماعات المنامة. وأكدت قوات الدعم السريع على أهمية بناء جيش وطني واحد لأن الجيش السوداني لم يعد قابلا للإصلاح وأصبح تجمعا لعدد من المليشيات.
وحددت أهم المعايير العالمية لقياس احترافيه للجيوش وهي خضوع الجيش للسلطة المدنية، والحياد السياسي، والنزاهة والقيم النبيلة ومعايير المحاسبة وهو ما لا يتوفر في القوات المسلحة السودانية. واعتبر وفد التفاوض أن تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) “تجمع مدني نلتقي معه في مبادئ سامية اهمها وقف الحرب، وكل من ينشد السلام والتحول المدني الديمقراطي يلتقي معنا في نفس المبادئ”، حسبما جاء في المؤتمر.
الطيران يستهدف المدنيين
واتهم عزالدين الصافي طيران الجيش والطيران المصري بالمسؤولية عن قتل 2373 مواطن سوداني بقصف الطيران خلال شهرين فقط في مناطق متفرقه من السودان، وأكدت أن بحوزتها المقاطع والوثائق والاحصاءات الخاصة بقصف طيران الجيش، مضيفا أن بامكانهم تمليكها لمن يشاء.
وحول الانتهاكات الواسعة في منطقة شرق الجزيرة، رفض عزالدين الصافي هذه الاتهامات وعزا حالات الوفاة الى انتشار الكوليرا والأمراض المعدية، لكنه نوه إلى قيام قوات الدعم السريع بمحاكمة اعداد كبيرة من المتورطين في انتهاكات اُرْتُكِبَتْ في الخرطوم والجزيرة ودافور.
وحول قرار الحكومة في بورتسودان بتغيير بعض فئات العملات الورقية، اعتبر وفد التفاوض أن ذلك يندرج ضمن مخطط لتقسيم السودان، ونوه إلى “عدم ممانعتهم لاستخدام الدولار والعملة القديمة في مناطق سيطرة قواتنا”.
لا عداء مع مصر
وشددت قوات الدعم السريع على أنه ليس لها أي عداء مع الاخوة في مصر، مضيفة “لكننا نرفض تدخلها في الشأن السوداني الذي كنا نراقبه منذ بداية الحرب وصمتنا عنه في انتظار ان تتحرك مصر الرسمية، ولكنها لم تفعل”.
وابدى الصافي استغرابه من أن مصر ترفض الاخوان المسلمين لديها، مع دعمهم في السودان.
وأضاف “لأنها تتآمر معهم لاستخدام موارد حية من السودان وتطبع العملة السودانية وتدعم قصف الطيران، نريد علاقات متوازنة مبنية على المصالح المتبادلة والاولوية هي شعبنا”.
وأعاد عزالدين الصافي التأكيد على احترامهم للشعب المصري، لكنه أضاف “لكن حكومة السيسي تواصل دعمها لحكم الإسلاميين في السودان، لذلك فعَّلنا الإجراءات الاقتصادية بحقها”.
وأشارت قوات الدعم السريع إلى عدم وجود عداوة مع أي دولة وأن قواتهم لا تتلقى دعماَ خارجياً من أي دولة، لا الإمارات ولا غيرها.
واعتبرت أن الإمارات والمملكة العربية السعودية قدموا مساعدات كبيرة واغاثات للشعب السوداني، مضيفة “أما التمويل العسكري فلم نتلق أي دعم خارجي، نحن نعتمد على مواردنا الذاتية، ونحن نسيطر على 70% من مساحة السودان بما فيها مخازن كبيرة للذخائر والأسلحة”.
ولم يتمكن راديو دبنقا من الحصول على تعليق فوري من الجيش أو الحكومة السودانية أو المصرية للرد على الاتهامات التي وردت في المؤتمر الصحفي لقوات الدعم السريع.