الدعم السريع: العقوبات الأمريكية مجحفة وصادمة.. وتباينات حول تأثير العقوبات على مفاوضات جدة

الرئيس الأمريكي جو بايدن - المصدر البيت الأبيض

وصفت قوات الدعم السريع القرار الذي صدر، يوم الأربعاء، من وزارة الخزانة الأمريكية بفرض عقوبات في مواجهة الفريق عبد الرحيم دقلو بالمؤسف والصادم والمجحف.

وقالت قوات الدعم السريع في بيان إن القرار سياسي محض تم اتخاذه دون تحقيق دقيق وشفاف حول الطرف المتسبب في اندلاع الحرب مبيناً إنه لا يخدم إلا النظام القديم.

ووصفت قرار وزارة الخزانة الأمريكية بأنه وضعا للعربة أمام الحصان، ويعقد عملية تحقيق السلام الشامل ، وستلقي بظلال سالبة على دور الولايات المتحدة كوسيط .

وأوضحت إن القرار انتقائي ولن يساعد على تحقيق أي حل سياسي شامل وإجراء عملية عدالة انتقالية شاملة، وأكد إنه جانب الصواب في توصيف ما حدث في غرب دارفور وفي تحديد الأطراف التي شاركت فيه وهو صراع قبلي قديم ومتجدد.

وانتقد تجاهل القرار ما وصفه بالانتهاكات الفظيعة التي ترتكبها القوات المسلحة وخرق حظر الطيران في دارفور بالقصف الجوي المستمر على السكان المدنيين في نيالا.

كما وصف اتهام قائد قوات الدعم السريع بولاية غرب دارفور اللواء عبد الرحمن جمعة بالمسؤولية عن قتل والي الولاية وشقيقه خطوة معيبة، مشيراً إلى تجاهل دعوة قوات الدعم السريع الصريحة والمعلنة بإجراء تحقيق دولي مستقل بشأن الأحداث التي وقعت في عاصمة ولاية غرب دارفور ومقتل خميس عبد الله أبكر، والي الولاية.

عقوبات مجحفة

وصف قائد ثاني الدعم السريع عبد الرحيم دقلو العقوبات التي فرضتها عليه وزارة الخزانة الأمريكية بالمجحفة مبيناً إن الإدارة الأمريكية استقت المعلومات من جهات مضادة للدعم السريع. 

وقال، في مقابلة مع اسكاي نيوز من نيروبي يوم الخميس، إن واشنطن لم تتأن لمعرفة من الذي يفتعل الفتن، ويسهم في قتل المواطنين، داعياً للتحقيق ومحاسبة الأطراف المعنية. واتهم البرهان والاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن بتوزيع السلاح على القبائل وتحريضها في مواجهة بعضها البعض. وأكد استعداده للمثول أمام أي محكمة أو جهة لو أكدت التحقيقات ضلوع قواته.

وقال إن قوات الدعم السريع بذلت جهوداً لمعالجة الإشكاليات القبلية طيلة السنوات الماضية. واتهم البرهان والاستخبارات والأمن والمؤتمر الوطني بتدبير وتنفيذ فض اعتصام القيادة العامة وقتل المتظاهرين، من جهته طالب قائد الدعم السريع بغرب دارفور عبد الرحمن جمعة ،بعد صدور قرارات العقوبات، بتشكيل لجنة تحقيق محايدة للوقوف ميدانيا على ما جرى 

مبيناً إن قوات الدعم السريع لم تشارك بمعارك ضد مجموعات.

العقوبات تؤثر إيجابياً للدفع بمفاوضات جدة

 قال المحامي والخبير القانوني صالح محمود إن العقوبات الأمريكية في مواجهة عبد الرحيم دقلو وعبد الرحمن جمعة يمكن أن تؤثر على قوات الدعم السريع من ناحية مالية.

ولم يستبعد صالح محمود في مقابلة مع راديو دبنقا إن تؤثر العقوبات إيجابياً على الدفع بمفاوضات جدة في حال رئاسة  البرهان وحميدتي لوفدي التفاوض.

وأكد في الوقت نفسه إن القرار ليس له أنياب كافية للضغط على الطرفين.

وأكد إن العقوبات لا تنفصل عن البيانات التي أصدرتها واشنطن في وقت سابق والتي وصفت خلالها ما جرى في الجنينة بجرائم إبادة جماعية.

وعاب على الإدارة الأمريكية عدم اتخاذ أي خطوات إلى الأمام ووصف موقفها باتجاه الحرب بالملتبس مؤكداً إن منبر جدة لم يحقق أي تقدم، وأعرب عن استغرابه لعدم تقديم الإدارة الأمريكية بمشروع قرار لمجلس الأمن لاتخاذ قرارات حاسمة بموجب الفصل السابع.

الضغط على القادة المتحاربين

قال ماهر ابو الجوخ، المحلل السياسي والقيادي في قوى الحرية والتغيير، إن العقوبات الأمريكية تجاه عبد الرحيم دقلو وقائد قطاع غرب دارفور في الدعم السريع تأتي في إطار الضغط على القادة المتحاربين وتحويل العقوبات نحو الأفراد. وأكد، في مقابلة مع راديو دبنقا، إن منهجية العقوبات تتمثل في توزيع العقوبات بين طرفي الحرب وأشار إلى توقعات بصدور عقوبات في مواجهة قادة من الجيش.

واستبعد أن تشمل العقوبات قائدي الطرفين تجنباً لإعادة سيناريو مطاردة البشير بواسطة الجنائية مما أدى لتعقيدات سياسية وأمنية وأدت لتمسكه بالسلطة لحماية نفسه مبيناً إن استهداف البرهان وحميدتي يغلق الباب أمام المفاوضات.

واكد إن العقوبات استهدفت الحلقة الضيقة حول قائد الدعم السريع، وربما تشمل الحلقة المقربة للبرهان .  

واعتبر مطالبة عبد الرحيم دقلو بإجراء تحقيق والتزامه بتسليم نفسه في حال ثبوت التهم أمر إيجابي لو صدق.

Welcome

Install
×