الحكومة تفاجأ المواطنين بزيادة أسعار الدقيق والأفران ترفع أسعار الرغيف وتفاقم الازمة

بصورة مفاجئة زادت الحكومة أسعار دقيق الخبز من (165) جنيهاً الى (550) جنيها للجوال الواحد بزيادة تصل الى نسبة (233%). وتزامن مع الزيادة الجديدة في دقيق الخبز أزمة طاحنة في الرغيف ضربت مناطق واسعة من العاصمة الخرطوم ومدن سودانية أخرى من بينها ودمدني وبورسودان ومناطق من نهر النيل والشمالية وكسلا وكردفان ودارفور .

وأعلن  محمد عوض السيد عضو اتحاد المخابز بولاية الخرطوم عن تسلم المخابز يوم الخميس الدقيق بالسعر الجديد، 440 جنيه للجوال زنة 50 كيلوجرام، على أن تبدأ في بيع رغيفة واحدة بجنيه بدلا عن رغيفتين بجنيه اعتبارا من يوم الجمعة. وكشف مواطنون من أمدرمان لراديو دبنقا أمس الخميس عن الصفوف الطويلة للمواطنين أمام المخابز طوال اليوم. وعزا المواطنون الأزمة لتقليص حصص الدقيق التي تم تسليمها للمخابز ، وأوضحوا أن امدرمان تشهد ندرة في الخبز منذ أيام مشيرين الى أن الأزمة بلغت ذورتها منذ مساء الأربعاء . وقالوا إن عددا من المخابز ظلت تغلق أبوابها خلال فترات النهار والمساء بسبب نفاد الكميات المخصصة لها من الدقيق.

وفي ولاية الجزيرة كشف مواطنون أن أزمة الخبز الخانقة دخلت يومها الخامس دون أن تجد حلاً من السلطات. وقال مواطن من ود مدني لراديو دبنقا أمس إنهم يقفون في صفوف طويلة قوامها أكثر من 30 شخصا للحصول على كمية لا تتجاوز 20 رغيفة. وأوضح أن عددا كبيرا من المخابز أغلقت أبوابها بسبب عدم توفر الدقيق، ونبه أن سعر الرغيفة لدى الباعة الجائلين بلغ جنيه واحد.

وفي مدينة بورتسودان أغلقت معظم المخابز أبوابها أمس الخميس بسبب زيادة سعر الدقيق. وقال علي منيب لراديو دبنقا إن المواطنين ظلوا يتجولون بين المخابز طوال اليوم دون الحصول على حاجتهم من الرغيف. وذكرت مصادر لراديو دبنقا أن أصحاب المخابز في بورتسودان رفضوا إستلام كميات الدقيق أمس بالسعر الجديد، 452 جنيه للجوال بدلاً عن 178 جنيه.

وفي ولاية النيل الأبيض اشتكى سكان مدينة الدويم بولاية النيل الابيض من ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية وندرة في الرغيف. وقال مواطن لراديو دبنقا المواطن إن هناك ندرة في الرغيف وأحيانا تباع الرغيفة بجنيه وأوضح أن سعر كيلو السكر وصل 20 جنيها وربع كيلو الشاي 40 جنيها بينما وصل سعر رطل الزيت 20 جنيها. وقال إن كيلو اللحمة الضأن في الدويم وصل الي 130 جنية والبقر الى 110 جنيها.

من جهته حذر المحلل الإقتصادي الدكتور فيصل عوض من العواقب الوخيمة لزيادة سعر الدقيق منوهاً إلى تأثيرها البالغ على القدرة الشرائية للمواطنين معرباً عن استغرابه من الزيادة الهائلة في سعر الدقيق. وحمّل د. فيصل عوض في حديث لراديو دبنقا الحكومة مسئولية تدهور الأوضاع الإقتصادية والمعيشية في البلاد. وأرجع ذلك للسياسات والممارسات الإقتصادية التي وصفها بالسيئة وتضخم الجهاز الإداري للدولة فضلاً عن ارتفاع معدل الإنفاق على الأمن والدفاع وتفشي الفساد. وأعلن رفضه لوصف الزيادة الحالية في سعر الدقيق بالتحرير مشيراً إلى أن اسعار القمح المحلية أعلى بكثير من السعر العالمي.

ومن جانبه حذر المحلل الاقتصادي عبد الهادي عبد الله من الآثار السالبة لتحرير سلعة القمح موضحاً أن كميات القمح المنتجة محلياً لا تفي باستهلاك المواطنين. واقترح خطة لخمسة أعوام تتضمن زيادة في انتاج القمح سنويا بنسبة 20% تتزامن مع تخفيض القمح المستورد بمعدل 20%. وحذر من شح في القمح خلال الفترة المقبلة وقال لراديو دبنقا إن تقليص كميات القمح المستوردة سيلقي بآثار سالبة على المواطنين.

من جانبه دعا الأمين العام لاتحاد المخابز بولاية الخرطوم بدر الدين الجلال في بيان له أمس جميع أصحاب المخابز بعدم التوقف عن العمل لاي سبب وتبليغه فوراً في حال التوقف بأسباب التوقف لتذليل العقبات. من جهة أخرى طالبت وزارة المالية والإقتصاد وشئون المستهلك بولاية الخرطوم اللجان الشعبية بالاحياء و المواطنين كافة بالتبليغ عن أي مخبز متوقف عن العمل. ووضعت المخابز في مدن الخرطوم وودمدني وعطبرة ملصقات على واجهاتها تنوه إلى أن ثمن الخبز سيرتفع ابتداءا من يوم الجمعة بسبب زيادة أسعار الدقيق.