الحكومة تعلن تحرير اسعار الوقود وزيادة أسعار الكهرباء والمعارضة تدعو للمقاومة

أعلنت الحكومة عن تحرير سعر الوقود وزيادة تعرفة الكهرباء وفي مقابل ذلك أعلنت كذلك عن رفع المرتبات والبدلات بنسبة 20 %. وبدأ تطبيق زيادة أسعار الوقود منذ يوم الخميس حيث ارتفع سعر جالون البنزين من 21 جنيها إلى 27 جنيها، وجالون الجازولين من 14 إلى 18 جنيها وارتفع جالون الكيروسين إلى 18.5 جنيه. أما بالنسبة لأسعار الوقود بالولايات فقد وجهت إدارة البترول بتحديد الأسعار بإضافة سعر النقل. كما زادت سعر الكهرباء بنسبة 50% بعد أول 400 كيلواط. وأكد الخبير الاقتصادي الدكتور صديقي كبلو أن تلك القرارت الاقتصادية ستنعكس مباشرة على معاش وصحة المواطنين كما ستؤدي إلى إفقارهم وزيادة معاناتهم. ووصف كبلو القرارات بأنها  تعني إفلاسا فكريا واقتصاديا للنظام.

من جهتها رفضت الأحزاب السياسية الزيادات ودعت إلى مقاومتها ووصف حزب الأمة القومى الزيادات بالرعناء وأنها حرب على الشعب. وقال الحزب فى بيان له إن الشعب السودانى، فى ظل هذه الزيادات، إما أن يموت بالمسغبة أو المرض أو تحت رصاص بنادق النظام. وأوضح البيان أن النظام يضيق على الشعب ليصرف على آلياته الأمنية وعلى منسوبيه من القطط السمان، على حسب وصفه. وقال حزب المؤتمر السوداني إن النظام واصل سياساته في جعل الشعب السوداني يرزح تحت الفقر وضنك العيش. ودعا كل من حزب الأمة وحزب المؤتمر السوداني الشعب السودانى إلى مقاومة تلك الزيادات بالنزول للشارع وتصعيد الإضرابات والاعتصامات. وقال الخبير الاقتصادي الدكتور صديقي كبلو إن تلك الزيادات لا تصرف فى مجال الخدمات للمواطنين وإنما تذهب للحرب وجهاز الأمن والدفاع والجيش الجرار من الوزراء ومنسوبى المؤتمر الوطنى. 

وطالبت حركة الإصلاح الآن بقيادة غازي صلاح الدين بإلغاء الإجراءات الاقتصادية فورا. ودعت الشعب السوداني إلى التحرك الفاعل لمعارضتها. وقال الحزب الشيوعي إن تلك القرارات ستزيد العبء علي الجماهير ومعانتهم وستؤدى الي إفقارهم لا محالة. وقال صديق يوسف القيادي بالحزب إن المواطن الذى يتناول وجبتين فى اليوم سيتناول واحدة وأن الكثيرين سيتحصلون علي نصف وجبة فقط في اليوم. ووصف يوسف الوضع بالخطير لأنه يهدد حياة المواطن. وقال إن الحل الوحيد هو إزالة هذا النظام الذى وصفه بالطفيلي الذى يعتمد علي المضاربات ويعيش على الضرائب والجبايات التى يتحصلها ويمتصها من الشعب الفقير.  

وأثارت الزيادات سخطا وتذمرا وسط المواطنين وقال عدد منهم إنهم تفاجئوا بالزيادات التى قالوا إنها ستشعل أسعار السلع والخدمات بصورة غير مسبوقة وأكدوا أنهم سيواجهون مزيدا من المعاناة وتحمل تكلفة فشل الحكومة. وكشف عدد من المواطنين بأن تعريفة المواصلات بمواقف الخرطوم وأم درمان وبحرى تراوحت ما بين ثلاثة إلى خمسة أمس الجمعة. وجاءت الزيادات مطابقة لخطاب مسرب للرئيس البشير أمام مجلس شورى المؤتمر الوطني الحاكم الأسبوع الماضي، عندما أبلغ أعضاء المجلس بعزم الحكومة رفع الدعم الحكومي عن المحروقات والدقيق وجميع السلع. 

وكان وزير المالية بدر الدين محمود قد قال في مؤتمر صحفي بالخرطوم إن حزمة الإجراءات التي تم اتخاذها تأتي ضمن برنامج الإصلاح الاقتصادي. واضاف قائلا إن أي إصلاح سيكون له ثمن ونفى بشدة أن تكون حزمة الإجراءات بناء على توجيهات من البنك الدولي. من جهته وجه رئيس هيئة الشئون الإدارية والتخطيط الفريق شرطة حقوقي بابكر سمرة مصطفى كافة الوحدات التابعة للشرطة بوضع جميع قواتها في حالة الاستعداد بنسبة 100% اعتبارا من يوم الخميس خوفا وتحسبا لخروج المواطنين فى تظاهرات ضد قرارات زيادة اسعار الوقود والكهرباء.