الحزب الشيوعي يطالب بمشاركة المدنيين في أي مفاوضات
أمستردام: 14 أغسطس 2024: راديو دبنقا
في غياب وفد القوات المسلحة السودانية، تنطلق اليوم في جنيف المشاورات الخاصة بشأن وقف الحرب في السودان وإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين وبمشاركة وفد من قوات الدعم السريع والشركاء الإقليميين والدوليين المعنيين بالملف السوداني وبدعوة من وزير الخارجية الأمريكي، انتوني بلينكن. ولم تتضح حتى الآن الصيغة التي تتم على أساسها المشاورات، راديو دبنقا استطلع رأي الحزب الشيوعي السوداني حول التطورات في جنيف والتقى بالأستاذ فتحي فضل، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني.
حيث جدد الأستاذ فتحي فضل ترحيبهم بأي مبادرة تجبر طرفي النزاع على إيقاف الحرب وأنهم ظلوا يرحبون بهذا النوع من الجهود على الدوام. وذكر الأستاذ فتحي فضل في حديث لراديو دبنقا أنه من الواضح أن التعامل مع قضية إيقاف الحرب باعتبار أن المدنيين ضحايا وليس لهم دور في إيقاف الحرب هو خطأ كبير من جانب الولايات المتحدة الامريكية والدول والمنظمات التي ترعى هذا النوع من المبادرات والمفاوضات.
لا بد من سماع صوت المدنيين
وشدد عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي أن عدم الاستماع ومنذ البداية لصوت المدنيين يمثل خطأ أساسي. صحيح أن المبعوث الأمريكي للسودان حاول الالتقاء ببعض القوى المدنية، لكنهم أصروا في النهاية على استبعاد الضحايا أو استبعاد القوى المدنية. ويدفعنا ذلك للتساؤل لماذا يتم استبعاد القوى المدنية، هل لأن لا مسؤولية لها تجاه قضية إيقاف الحرب.
ومضى الأستاذ فتحي فضل في حديثه لراديو دبنقا قائلا إن الحل الوسط الذي حاوله الوسطاء الامريكان عبر الاعتراف بحكومة السودان والاعتراف بقيادة الجيش من خلال ما تم في اجتماع جدة، هو الذي دفع في تقديرنا قيادة الجيش والفلول إلى التصلب في موقفهما بالنظر إلى أن ذلك يعطيهم وضع كبير في تحديد مستقبل السودان.
نرفض حصر التفاوض على طرفي الحرب
وأضاف القيادي بالحزب الشيوعي السوداني أن المفاوضات من هذا النوع تقود في النهاية لأن يكون لطرفي الحرب دور فيما يجري بعد إيقافها. ما يعني أن بذرة فشل المفاوضات موجودة بداخلها. وطالب بأن يكون هناك وضوح حينما ترسل الدعوة للبرهان أو غيره من القيادات التابعة للإخوان المسلمين وأن تكون مرتبطة بخطة موجودة ومطروحة ومناقشة.
وأشار الأستاذ فتحي فضل في حديث لراديو دبنقا إلى خطاب البرهان يوم أمس الذي كان يتحدث بطلاقة عن مواقفهم وعن تنفيذ هذا الجانب وعدم تنفيذ ذلك الجانب، وبالتالي ولتفادي مثل هذا الوضع يجب قبل الشروع في التفاوض أن تكون هناك خطة معدة ومدروسة من المجتمع الدولي والإقليمي ومناقشة هذه الخطة مع القوى السياسية لتوفير الحد الأدنى من التأييد الشعبي لما يطرح على مائدة التفاوض.
منصة شاملة للحل
وحول الخلاف في وجهات النظر بين طرفين، الأول يدعو لترك عملية إيقاف الحرب وتوصيل المساعدات الإنسانية للأطراف المقاتلة، فيما يدعو الثاني إلى ربط عملية وقف إطلاق النار وتوصيل المساعدات الإنسانية برؤية سياسية شاملة لمرحلة ما بعد الحرب، شدد الأستاذ فتحي فضل على أن إيقاف الحرب خطوة مهمة جدا، لكن إيقاف الحرب في حد ذاته ليس الهدف الأساسي. لذلك لا بد من وضوح وعلاقة مباشرة ما بين إيقاف الحرب والمرحلة التي تلي ذلك.
وتساءل عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السودان عن أسباب فشل الاتفاق الإطاري حتى بعد التوقيع عليه، هل نريد تكرار نفس الخطأ مرة أخرى. وأضاف أن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يحول وقف إطلاق النار إلى خطوة نحو انتهاء الحرب بشكل كامل وميلاد مسار جديد هو وجود القوى المدنية على مائدة التفاوض وسماع رأيها ومناقشتها وإقامة منصة شاملة لا تطرح فيها فقط قضية إيقاف الحرب. لأنه، حتى لو وقفت الحرب ليومين أو ثلاثة فإن هناك حاجة لمعرفة الآليات وجملة من القضايا الأخرى ذات الصلة المرتبطة بالآليات والمفترض أن تراقب التطبيق، وقد تم حصر وعزل القوى المدنية عن هذا الموضوع وحتى “تقدم” نفسها ليست جزءا من هذا العمل.