أطفال بمدينة كادقلي جنوب كردفان أثناء تناول وجبه تقدمها مجموعة نفير كادقلي - خاص راديو دبنقا أرشيف،

أمستردام: 28 أغسطس 2024: راديو دبنقا
في 14 أغسطس الحالي، أعلنت الحركة الشعبية لتحرير السودان-الحلو رسميا عن أن المناطق الواقعة تحت سيطرتها في جبال النوبة (جنوب كردفان) ومنطقة الفونج الجديدة (النيل الأزرق) تشهد مجاعة واسعة وأن حوالي 20% من الأسر تعاني من نقص في الغذاء وحوالي 30% من الأطفال يعانون من سوء التغذية. ووفقا لتقديرات الحركة الشعبية فإن عدد سكان هذه المناطق وصل إلى حوالي 3.9 مليون شخص بسبب النزوح الواسع من المناطق التي تشهد عمليات عسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت الحركة الشعبية خلال الأيام الماضية حملة واسعة للفت أنظار الرأي العام المحلي والعالمي للمعاناة التي يعيشها المواطنون في مناطق سيطرتها.

المعاناة تشمل كل السودانيين
ووصف هاشم عبد الله، سكرتير الحركة الشعبية لتحرير السودان-الحلو بإقليم جبال النوبة معاناة شعب المنطقة بأنها جزء من معاناة الشعب السوداني بالرغم من أن معاناة شعب جبال النوبة بدأت قبل الحرب الأخيرة في 15 أبريل 2023. وشدد هاشم عبد الله في حديث لراديو دبنقا أن الحركة الشعبية في كل الجولات التفاوضية كانت تسعى للوصول في المقام الأول إلى حلول للملف الإنساني قبل الملف السياسي، لكن تعنت الحكومات المتعاقبة في فترات المفاوضات السابقة عقدت الأوضاع الإنسانية.

وأضاف سكرتير الحركة الشعبية في إقليم جبال النوبة إلى أن تأثير الحرب الأخيرة كان أكبر في زيادة معاناة الشعب السوداني وشعب جبال النوبة بالنظر إلى أن الحرب طالت هذه المرّة كل المدن بما فيها العاصمة الخرطوم. ودفع ذلك فئات واسعة من الشعب السوداني إلى النزوح واللجوء وتوجه الكثيرون منهم إلى مناطق جبال النوبة في جنوب السودان الواقعة تحت سيطرة الحركة الشعبية لتحرير السودان-الحلو باعتبارها واحدة من المناطق الآمنة.

تدفق أعداد كبيرة من النازحين
ونوه هاشم عبد الله في حديث لراديو دبنقا إلى أن وصول أعداد كبيرة من النازحين من مختلف أنحاء السودان إلى مناطق سيطرة الحركة في جبال النوبة وجنوب كردفان زاد من المعاناة بالنظر إلى أن هذه المناطق كانت تعاني من نقص في الغذاء بسبب شح الأمطار في العام 2023 خصوصا وأن سكان هذه المناطق هم في غالبيتهم من المزارعين وكانوا يعتمدون على أنفسهم في توفير غذائهم ولا ينتظرون المساعدات. وبجانب شح الأمطار، ظهرت العديد من الآفات الزراعية مما زاد من مصاعب توفير الغذاء.

وأكد سكرتير الحركة الشعبية بإقليم جبال النوبة أن استمرار الحرب يضاعف من معاناة المواطنين الأمر الذي دفع الحركة الشعبية لتحرير السودان-الحلو، وفي إطار سعيها لرفع المعاناة عن المواطنين، لقبول أي مبادرات من المجتمع الدولي والإقليمي لحل الأزمة في السودان. وأشار إلى موافقة الحركة الشعبية على مقترح الجلوس مع الحكومة في جوبا، عاصمة دولة جنوب السودان، من أجل الوصول إلى وضع حد لمعاناة شعب السودان بصورة عامة وشعب جبال النوبة وجنوب كردفان على وجه الخصوص.

الحكومة مهتمة بإمداد حامياتها العسكرية
وحمل هاشم عبد الله في حديثه لراديو دبنقا النظام الحاكم مسؤولية فشل المفاوضات، حيث اكتشف وفد الحركة الشعبية أنهم لا يسعون إلى إيصال المساعدات الإنسانية لشعب السودان وشعب جبال النوبة، بل كان كل سعيهم لإيصال المعونات العسكرية إلى قواتهم المحاصرة في مدن السودان المختلفة بما في ذلك مدن جبال النوبة وجنوب كردفان وتحديدا في كادوقلي والدلنج ولقاوة وغيرها من الحاميات العسكرية.

وأوضح سكرتير الحركة الشعبية في إقليم جبال النوبة أن وفد الحركة قدم حلول لإغاثة المواطنين في هذه المناطق بالرغم من علمنا مسبقا بأن وفد الحكومة لا يحرص على تقديم المساعدات للمحتاجين حتى في المدن التي توجد فيها قواتها المحاصرة، بل ينصب حرصها على تواجد قواتها في هذه المناطق. مضى قائلا، رغم المبادرات التي قدمتها الحركة لإغاثة المواطنين بما في ذلك في مدن الدلنج وكادوقلي، إلا أن وفد الحكومة رفض كل المبادرات.

وأكد هاشم عبد الله أن موقف الحكومة لم يكن جديدا بالنسبة لهم، فقد سبق أن فشلت 23 جولة مماثلة من المفاوضات منذ بداية الحرب في 6 يونيو 2011 بالرغم من أن الملف الإنساني كان في مقدمة الاجندة، لذا لم يكن غريبا علينا رفض الحكومة لمقترحات الحركة الشعبية من أجل إيصال المساعدات الإنسانية.

Welcome

Install
×