الحرب تهدد العروة الصيفية بالجزيرة
بقلم..حسين سعد
تسببت الحرب الدائرة في السودان بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع التي انطلقت منتصف ابريل الماضي في السودان تسببت في تناقص المساحات المستهدفة بالزراعة في العروة الصيفية الحالية فضلا عن ارتفاع تكلفة عمليات التحضير وغياب التمويل الامر الذي من المنتظر ان يفاقم في حالة انعدام الأمن الغذائي المتردية أصلًا، إذ من المتوقع أن يزداد الجوع بشكل كبير في جميع أنحاء البلاد مع اقتراب الموسم الأعجف المعتاد الذي يمتد من يونيو إلى سبتمبر.
تدخلات الفاو..
ولتوسيع نطاق الاستجابة، تحتاج منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) على وجه السرعة إلى مبلغ 95.4 ملايين دولار أمريكي من أجل بلوغ 15 مليون شخص، من خلال تدخلات متعددة لإنقاذ الأرواح، بما فيها تزويد المزارعين بالبذور وبالمعدات الزراعية وحماية قطعان المواشي للرعاة وتجديد مواردها. وتسعي المنظمة بحسب تقرير لها بموقعها في القريب العاجل إلى مساعدة أكثر من مليون مزارع من المزارعين الضعفاء وعائلاتهم (أي ما مجموعه خمسة ملايين شخص) من الآن وحتى نهاية يوليو عبر تزويدهم ببذور الحبوب (الذرة الرفيعة والدخن) وبذور البامية لزرعها في الفترة من يونيو إلى يوليو 2023. وبالإضافة إلى ذلك، ترمي المنظمة، من يوليو إلى نهاية العام، إلى استهداف 1.3 ملايين من الرعاة بخدمات ومدخلات خاصة بالماشية لتعزيز الأمن الغذائي والتغذية لـ 6.5 ملايين شخص. ومن شأن توزيع البذور في حالات الطوارئ من قبل المنظمة، بكمية تبلغ في مجموعها 600 9 طن على الأسر الزراعية الأكثر ضعفًا في شهري يونيو ويوليو أن يسمح للمزارعين الضعفاء بزراعة وإنتاج ما يكفي من الأغذية (ما يصل إلى 3 ملايين طن من الحبوب) خلال الفترة من نوفمبر إلى ديسمبر 2023، لتغطية احتياجات ما بين 13 و19 مليون شخص من الحبوب.
نبذل قصاري جهدنا..
ويقول ادم ياو، ممثل المنظمة في السودان: “إننا نبذل قصارى جهدنا للاستفادة من الظروف الهادئة نسبيا في المناطق الريفية ومن موسم البذر الحالي للإسراع في زيادة إنتاج الأغذية المحلية وتوافرها، وإنقاذ الأرواح وتجنب انزلاق المزيد من الناس إلى انعدام الأمن الغذائي الحاد”.
وعلاوة على ذلك، وفقًا لأحدث تحليل للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي والحالة الإنسانية في فترة ما بعد الحصاد بين أكتوبر 2022 وفبراير 2023، قُدّر أن ما يقرب من ثمانية ملايين شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد – وهو رقم أعلى بنسبة 30 في المائة أصلًا مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
ارتفاع تكلفة عمليات التحضير..
وفي وقت سابق كشفت جولة قام بها راديو دبنقا وسط تفتاتيش مشروع الجزيرة والمناقل كشفت عن ارتفاع قيمة تحضير الاراضي الزراعية بالموسم الصيفي الحالي وقال عادل يعقوب سائق تراكتور زراعي ان الاسعار الخاصة بعمليات تحضير الاراضي الزراعية غالية جدا واوضح عادل في حديثه مع راديو دبنقا ان قيمة تحضير فدان الدسك تبلغ مائة الف جنيه والسراب مبلغ ٢٠ الف جنيه للفدان بينما تبلغ قيمة ابوستة مبلغ ١٠ الف جنيه وقال عادل انهم كأصحاب تراكتورات يتضامنوا مع المزارعين لكن اسعار الوقود غالية وكذلك قطع الغيار الجدير بالذكر ان المساحات المستهدفة بالزراعة في الموسم الحالي تناقصت بشكل ملحوظ بسبب الحرب التي يرجح ان تتسبب في وقوع اضرار كبيره
في القطاع الزراعي ، مما يؤدي إلى فشل الموسم الزراعي. ويمكن أن تتضمن هذه الأضرار تدمير المحاصيل والمزارع والبنية التحتية الزراعية، وتشريد المزارعين وتعرضهم للخطر. من جهتهم يشتكي سائقي التراكتورات الزراعية من ارتفاع اسعار الوقود لتحضير الاراضي الزراعية وقال السيد ادم طه سائق تراكتور انه يشتري جركانة الجاز العام الماضي بمبلغ ستة الف جنية وهذا العام قفزت اسعارها الي اكثر من ثلاثة عشر الف جنيه
ولفت الي ان مساحة الاربعة فدان تكلف ثمانية جالون جاز لتحضيرها بالدكسي.
غياب محصول الفول وتناقص القطن..
ولاحظ راديو وتلفزيون دبنقا في جولته ببعض تفاتيش واقسام مشروع الجزيرة والمناقل لاحظ غياب شبه تام لزراعة الفول السوداني وتناقص كبير للمساحات المزروعة بمحصول القطن الذي كان يطلق عليه في السابق بالذهب الابيض
واكد المزارع محمد حسن عثمان تراجع المساحات المزروعة بمحصولي القطن والفول السوداني في مشروع الجزيرة والمناقل وقال المزارع محمد حسن عثمان لراديو دبنقا ان زراعة القطن تراجعت بشكل كبير هذا العام بسبب الحرب وغياب الادارة والتمويل وعدم وجود التقاوي المحسنة للقطن وعدم وجود سعر تركيز جيد للقنطار فضلا عن عدم ربحية زراعة الفول السوداني وتراجع اسعاره
الجدير بالذكر ان راديو دبنقا قام بجولة علي عدد من الاراضي الزراعية ووقف علي حجم الاراضي المستهدفة للزراعة والتي تم تحضيرها وزراعتها ولجوء المزارعين للزراعة في الاراضي القديمة بدون تحضير
ويتفق المزارع خالد محمد الذي يعمل في ايجار الشقق مع ماذكره محمد عثمان وقال خالد انه فقد مصدر رزقه في مجال الايجارات بسبب الحرب لافتا الي انه نزح الي ولاية الجزيرة للعمل في الزراعة لكنه يعاني من غياب عمليات التمويل وارتفاع تكلفة عمليات التحضير وقال خالد انه لا امل له في تحقيق انتاجية عالية في الموسم الحالي
الزراعة في القديم..
حال المزارعين مع الزراعة في زمن الحرب وتفاقم المشكلات تلفت لها لجوء عدد من مزارعي مشروع الجزيرة والمناقل الي زراعة محصول الذرة في الاراضي القديمة بسبب ارتفاع قيمة تحضير الاراضي بمبلغ ٢٥ الف جنيه للفدان بالدكسي غير السراب والطرح وناشد الطيب ادم وهو مزارع بترعة المحريبا ناشد الجهات المختصة بدعم المزارعين وتمويلهم في الموسم الشتوي القادم لجهة تحقيق انتاجية جيدة.
تحركات حكومية..
وفي الاسبوع الاول من يونيو ٢٠٢٣م أقر الاجتماع المشترك للجنة طوارئ تأمين الري الموسم الزراعي الجديد بوزارة الري والموارد المائية والإدارة الزراعية بمشروع الجزيرة والمناقل وقادة المزارعين بقسمي ري شمال وجنوب الجزيرة الذي التأم بأبي عشر رئاسة قسم ري شمال الجزيرة تكوين لجنه عليا ولجان قاعدية للتنسيق مع إدارة الري لتوفير التمويل اللازم لتشغيل وتسيير الموسم الزراعي إضافة لالتزام إدارة الري بحل مشكلة الكهرباء والطلمبات والمصارف وتوفير المواد البترولية للموسم الزراعي بواسطة إدارة مشروع الجزيرة. وشدد الاجتماع على ضرورة تضافر الجهود لإنجاح الموسم الزراعي وتجاوز كل التحديات والعقبات التي تواجه سير أعمال الري ..
من جانبه استعرض المهندس معتصم العوض مدير الموارد البشرية والمالية رئيس غرفة طوارئ تأمين الري للموسم الزراعي بوزارة الري والموارد المائية الوضع الراهن للري وضرورة تعاون وتكاتف أصحاب المصلحة للخروج بالموسم إلى بر الأمان، مؤكداً إنعدام التمويل لأعمال الري التي تشمل أعمال الصيانة والتشغيل وفتح المصارف وإزالة الأطماء والحشائش في الوقت الراهن مثمناً وقوف المزارعين والإدارة الزراعية بمشروع الجزيرة وتفهمهم للوضع الحالي للري الذي أعد برنامجاً طموحا قبل إندلاع الحرب لإنجاح الموسم الزراعي الصيفي. وفي الاسبوع الثاني من يونيو ٢٠٢٣م بحث الإجتماع الموسع الذي دعت له غرفة الطوارئ بوزارة الري والموارد المائية وضم المسئولين بوزارة الري والموارد المائية وإدارة مشروع الجزيرة وقادة العمل الزراعي بالمناقل والمزارعين بأقسام شرق وغرب المناقل صباح اليوم بمنطقة 24 القرشي التحديات التي تواجه الموسم الزراعي والإستعداد الجارية لتأمين ري محاصيل العروة الصيفية وأهمية التنسيق والتعاون بين شركاء العملية الزراعية للخروج بالموسم الزراعي إلى بر الأمان وتحقيق النجاح .
وإستعرضت إدارات الري سير تنفيذ أعمال التطهير وازالة الحشائش والأطماء وردم الكسورات وفتح المصارف وتركيب المنظمات المائية وشددت على ضرورة تضافر وتعاون الإدارة الزراعية والمزارعين وتفهم الوضع وحوجة البلاد لإنجاح الموسم الزراعي مؤكدين إستجابتهم لتنفيذ كافة الإحتياجات وتوفير الإمداد المائي بصورة جيدة للموسم الزراعي وفق الإمكانات المتاحة
من جانبه نقل المهندس قسم الله خلف الله مدير عام عمليات الري إهتمام حكومة ولاية الجزيرة بإنجاح الموسم الزراعي بالدعم المالي وتوفير الآليات دعما وسندا للموسم الصيفي . وأكدت إدارة مشروع الجزيرة والمناقل تفهمها لوضع الري وإحتياجاته لتنفيذ برامجه مبدية حرصها على تقديم الدعم اللازم من الجازولين وغيره لتحريك آليات الحفر المطلوبة لأقسام المشروع لسد الحوجة لأعمال الري وطالبت المزارعين وإدارة الري بالإيفاء بإلتزاماتهم تجاه الموسم الزراعي حيث كشف الدكتور عمر محمد مرزوق محافظ مشروع الجزيرة عن دعم شركة زادنا بعدد من الاليات مبشرا المزارعين بتأجيل مديونية إدارته تشجيعاً لزراعة محاصيل العروة الصيفية .
مجهودات أممية..
رحّبت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) بمساهمة قدّمتها حكومة ألمانيا بقيمة 25 مليون يورو من أجل توفير إمكانية الحصول على الأغذية وغيرها من السلع والخدمات الأساسية بموازاة حماية سبل العيش الإنتاجية واستعادتها في المجتمعات المتضررة من موجات الجفاف في إثيوبيا والسودان والصومال وكينيا وفي السودان، يساهم تزامن النزاع وانعدام الأمن وموجات الجفاف التي أدّت إلى فشل إنتاج المحاصيل في الموسم الزراعي 2021/2022، والارتفاع الحاد في أسعار الأغذية والمدخلات الزراعية، والظواهر المناخية القصوى، مجتمعة في تدهور حالة الأمن الغذائي في البلاد. وتشير التقديرات إلى أنّه ثمة ما يصل إلى 11.7 ملايين شخص يعانون من مستوى انعدام الأمن الغذائي يرقى إلى مستوى الأزمة (المرحلة 3 أو ما فوق من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي)، منهم 3.1 مليون شخص في حالة طوارئ (المرحلة 4 من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي).
وتبقى التوقّعات لهذه السنة قاتمة في ظلّ تزايد المخاوف بشأن معدلات هطول الأمطار، وبغض النظر عن الأداء الموسمي خلال موسم الأمطار الحالي، فإن التعافي من موجة جفاف بهذا الحجم سيستغرق عدة سنوات ومن المتوقع أن تبقى الاحتياجات إلى المساعدات الإنسانية مرتفعة للغاية طوال عام 2023. ويواجه الإقليم فترة الجفاف الشديدة الثالثة خلال عقد من الزمن نتيجة ظاهرة “النينيا”، وهو على حافة مواجهة كارثة في حال لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وإدامتها. ويؤدّي الجفاف إلى جانب ارتفاع أسعار الأغذية وضعف الوصول إلى المياه والنظافة الصحية والخدمات الصحية إلى تفاقم الأوضاع في إقليم يعاني بالفعل من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي السائد.
ويمثّل هذا التمويل الجديد مساهمة هامة في التخفيف من آثار الجفاف على الأمن الغذائي وسبل العيش من خلال زيادة إمكانية الحصول الفوري على الأغذية في المجتمعات الريفية، وحماية سبل العيش واستعادتها وتمكين الاعتماد على الذات على وجه السرعة. ويسعى هذا التدخل إلى الوصول إلى مليون (1) شخص تقريبًا من بين السكّان الأضعف في المناطق الريفية التي يصعب الوصول إليها والنائية، ومساعدة جميع سبل العيش المتضررة. ويقول رين بالسن مدير مكتب الطوارئ والقدرة على الصمود في المنظمة: “إنّنا نعرب عن تقديرنا لحكومة ألمانيا على مساهمتها السخيّة لاستجابة المنظمة لحالة الجفاف في أفريقيا الشرقية في هذه الفترة الحرجة. ويُظهر الوضع الحالي الحاجة الملحة إلى تقديم المساعدة الإنسانية على نطاق واسع ومستدام لانتشال السكّان المتواجدين على شفا المجاعة وزيادة الاستثمارات والسياسات بشكل كبير للحد من مخاطر الكوارث وبناء القدرة على الصمود، ما يسلّط الضوء على الدور الحاسم للزراعة في تحقيق مستقبل مستدام لسكان الإقليم”.
الخاتمة..
الاوضاع في شيخ المشاريع الزراعية مشروع الجزيرة والمناقل الذي كان يطلق عليه ..جمل الشيل..في اشارة الي مستوي دخله وعائدة لاهل الجزيرة خاصة والسودان عامة وكان المشروع يرفد البلاد بالعملة الاجنبية من زراعة محصول القطن لكن الحال تبدل في فترة نظام الجبهة الاسلامية الذي كسر اركان المشروع ومثل انظمة الري والهندسة الزراعية والبحوث الزراعية وصيغ التمويل وغيرها وتكفي زيارة واحدة للمشروع لرؤية تبدل الحالي بالمشروع الذي لم تشتعل حقوله قطنا وقمحا وتمني بل يشتكي المزارعين من تراكم الديون الباهظة عليهم وغياب الادارة
فضلا عن حالة اليأس والاحباط التي ضربت قطاعات واسعة من المزارعين الذين باتوا لا حولة ولا قوة لهم.