الجزيرة تنزف.. والجميع صامت!
واشنطن| الثلاثاء 27 فبراير 2024 (راديو دبنقا)
تقرير: عبد المنعم شيخ إدريس
لماذا تهاجم قوات الدعم السريع قرى الجزيرة وهي مناطق خالية من وجود الجيش؟
لماذا لا تفي قوات الدعم السريع بتعهداتها بعدم مهاجمة المدنيين بالجزيرة وبمحاسبة المسؤولين عنها؟
هل قيادة الدعم السريع غير قادرة على السيطرة على قواتها في الجزيرة أم غير راغبة؟
لماذا تصمت حكومة البرهان على هذه الانتهاكات وهي التي تسلمت منها قوات الدعم السريع الجزيرة دون قتال؟
أين تعهدات الحركات المسلحة وفي مقدمتها حركة العدل والمساواة باستعادة الجزيرة قبل حلول شهر رمضان؟
منذ أن سقطت مدني في يد قوات الدعم السريع في ديسمبر 2023، تحولت حياة المدنيين في الجزيرة إلى جحيم ليس في مدني وحدها.التي تركها كل سكانها تقريبا.ولكن كل مناطق قرى جنوب وغرب وشرق الجزيرة هي التي تعاني في هذه اللحظات.أو يقطع سكانها طرقات خطرة مشيا على الأقدام الى المناقل ثم الدندر والقضارف ليواجهوا مصيراً مجهولاً يفضّلونه على موت محتوم. تاركين كل شىء خلفهم بما في ذلك حواشاتهم ومواشيهم التي أعطوها كل سنوات عمرهم. أما سكان شمال الجزيرة فلم يناموا يوما دون حادث قتل أو نهب أو اعتداء منذ بداية الحرب. ما دفعهم إلى الهرب جماعات ووحدانا. وأصبحت معظم منازل الجديد الثورة والشقلة والمسعودية والنوبة والتي وغيرها مهجورة.
كيف هي الأوضاع الآن؟
أخبار القتل أصبحت يومية. تابع بيانات لجان مقاومة مدني.
القوات الوحيدة المنتشرة في الولاية هي قوات الدعم السريع.
في حديثه لراديو دبنقا، يصف صديق عبد الهادي، رئيس مجلس إدارة مشروع الجزيرة سابقا والعضو في عدد من المبادرات للاتصال بالدعم السريع لوقف الانتهاكات.
يقول صديق وهو من أهالي قرية العقدة التي تعرضت إلى كثير من عمليات العنف. إن كل الجرائم التي ترتكب بدم بارد وتؤدي إلى تشريد سكان قرى الجزيرة الآمنين. ويضيف أن السكان يغادرون بعد مقتل عدد من المدنيين خاصة من لجان المقاومة:
وقد انتشرت العديد من مقاطع الفيديو والصور للسكان الجزيرة وهم يفرون من قراهم مشيا على رجليهم أو ركوبا على ظهور الدواب في أحسن الأحوال.
مثل هذا الفيديو الذي نشره مدنيون من منطقة أبوعدارة.
ويقول صديق عبد الهادي إن قرى غرب الجزيرة هي التي تشهد عمليات النزوح الأوسع هربا بحياتهم في اتجاه الدندر والقضارف على الرغم من أن بعضهم مرضى أو غير قادر على السفر:
وكان سكان تلك المناطق لديهم كثيرا من الخطط بعد موسم حصاد القمح في شهر مارس.وكما يحدث في كل، كان من المنتظر أن تشهد تلك القرى عدداً من الزيجات، والمناسبات الاجتماعية الأخرى، خلال عيد الفطر.لكنهم تركوا كل ذلك خلفهم بما في ذلك حواشاتهم، وقمحهم الذي سيأكله الطير وتجرفه الرياح.
وحاول البعض التقليل من تأثير عدم حصد مزارعي الجزيرة لقمحهم على السودان كله.في ظل توقف عجلة الإنتاج ومنع إدخال المساعدات الإنسانية. إلا أن صديق عبد الهادي يعرب عن الأسف لعدم إنصات أطراف النزاع لتحذيراتهم.
ويصف في حديثه لراديو دبنقا عدم تمكن المزارعين من حصاد قمحهم بالأمر المخيف:
لماذا لا تفي قوات الدعم السريع بتعهداتها؟
صديق عبد الهادي: رئيس مجلس إدارة مشروع الجزيرة_سابقا
في السادس والعشرين من ديسمبر الماضي، بعد استيلاء الدعم السريع على مدينة مدني دون قتال، أجرى راديو دبنقا حوراً مع مستشار الدعم السريع يوسف عزت. وسألناه عن ممارسات الدعم السريع في قرى الجزيرة
أدان مستشار الدعم السريع تلك الانتهاكات. وفجر مفاجأة بأن قادة الدعم السريع لم يصدروا أوامر لقواتهم بمهاجمة قرى الجزيرة. بعد الاستيلاء على مدينة ود مدني.لأن قرى الجزيرة لا يوجد فيها جيش على حسب تعبيره وتعهد بوقف ذلك وبمحاسبة المسؤولين عنه:
لكن الأمر ازداد سوءاً.
ويقول صديق عبد الهادي إن قوات الدعم السريع تنتهك حقوق سكان قرى الجزيرة الأساسية.وتخبرهم بانها ستعود إليهم مرة أخرى.وبالفعل تعود لممارسة ذات الانتهاكات:
وكانت قيادات من ولاية الجزيرة قد حاولت التوسط لدى الدعم السريع لوقف عملياتها.من تلك القيادات، رجل الدين المعروف، أزرق طيبة.الشيخ الريح الشيخ عبد الباقي.
لكن صديق عبد الهادي الذي يشارك بنشاط في تلك المبادرات، يقول إن قادة الدعم السريع لم يلتزموا أبدا بالتعهدات التي قطعوها لهم:
وكان رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم قد تعهد في الخامس من فبراير بعدم وقوف حركته ساكنة أمام الاعتداء على السكان.وقال إنهم يعدون العدة للدخول إلى مدني لتحريرها قريبا
كما أصدرت حركة العدل والمساواة بياناً بعد ذلك بذلك المضمون.ويقول لدبنقا أمين الإعلام والمتحدث باسم الحركة معتصم صالح إنها تعمل مع الجيش “لتحرير” الجزيرة. حسب تعبيره:
ويضيف معتصم لراديو دبنقا أن حركة العدل والمساواة بجانب عدد من الحركات المسلحة التي قال إنها تقاتل الآن بجانب الجيش، فتحت معسكراتها لتدريب المتطوعين لـ”تحرير” الجزيرة وكل مناطق السودان:
الجدير بالذكر أن قادة الجيش ومجلس السيادة لم يعودوا يتحدثون عن الجزيرة بعد سقوطها في ديسمبر الماضي.
كما لا تحظى الأحداث التي يشهدها مواطنو الجزيرة بالتغطية الإعلامية المناسبة منذ ذلك الوقت.