الثروة الحيوانية: تدمير البنيات التحتية ومخاوف بشأن المستقبل
أمستردام: 14 مايو 2024: راديو دبنقا
مثل غيره من قطاعات الاقتصاد والمعيشة في السودان، تعرض قطاع الثروة الحيوانية للكثير من المصاعب والعقبات منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023. ويعتبر هذا القطاع من أكثر القطاعات تأثيرا على السودانيين باعتبار أن حياة 26 مليون مواطن سوداني ترتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بقطاع الثروة الحيوانية. وتسببت الحرب في دمار كبير في هذا القطاع الأمر الذي يستدعي سنوات طويلة من الجهد والعمل من أجل استعادة أنشطته من جديد.
مساهمة كبيرة في الناتج المحلي والصادرات
وقال الطبيب البيطري والخبير في المنظمات الدولية، صلاح الأمين، أن هذا أنشطة قطاع الثروة الحيوانية تمثل 30 في المائة من جملة الناتج الإجمالي المحلي للسودان. وأضاف في حديث لراديو دبنقا أن 25 في المائة من إجمالي الصادرات في السودان تأتي من قطاع الثروة الحيوانية وفي المرتبة الثانية مباشرة بعد صادرات الذهب، كما أن نمط حياة 26 مليون سوداني يرتبط حسب تقارير البنك الدولي بقطاع الثروة الحيوانية وخصوصا في المناطق الريفية.
غياب الخدمات البيطرية
وحول تأثيرات الحرب على قطاع الثروة الحيوانية، أكد صلاح الأمين في حديثه لراديو دبنقا أن الخدمات البيطرية غابت تماما منذ اندلاع الحرب وخصوصا وأن المناطق التي تدور فيها الحرب حاليا هي المناطق المعروفة بإنتاج الثروة الحيوانية تاريخيا في كردفان ودارفور وبعض مناطق النيل الأزرق ومناطق البطانة وغيرها. ويضاف إلى ذلك المزارع المحيطة بالخرطوم ومدني والتي تمثل حوالي 85 في المائة من انتاج القطاع الحديث في مجال الثروة الحيوانية تعرضت للدمار وأصبحت هذه المناطق مناطق حرب ما يستحيل معه استمرار الأنشطة الإنتاجية.
تدمير المعمل المركزي
ومضى الطبيب البيطري للقول إلى أن جانب الموارد البشرية تأثر بدوره بعد أن هاجرت الكثير من الكوادر واضطرار من تبقى منهم للنزوح من مناطق القتال. وتعرضت البنية التحتية للخدمات البيطرية للدمار وفي مقدمتها المعمل المركزي الذي ينتج الأمصال البيطرية. ويحتوي هذا المعمل المركزي على سلالات نادرة جدة جينيا من الثروة الحيوانية لم تعد موجودة الآن. أما في مناطق الإنتاج، فقد تخلى الرعاة المدربين طبيعيا على التعامل مع الثروة الحيوانية عن مهنتهم وانضموا إلى صفوف المقاتلين وقد اختلف شكل حياتهم ومن غير المرجح أن يعودوا مستقبلا إلى أنشطة الرعي مرة أخرى.
انتشار الأمراض المشتركة
ونوه الخبير الدولي في حديثه لراديو دبنقا إلى انتشار الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان ومن بينها السعر والبرسولا والسل. فيما أدى القصف وانفجار القذائف والتلوث على المراعي الطبيعية وتغيير طرق حركة الحيوانات التي أعادات على مسارات من الشمال إلى الجنوب والعكس في فصول العام المختلفة، لكن هذه المسارات لم يعد من الممكن سلوكها بسبب عبورها بمناطق عمليات عسكرية. وفقد السودان حيوانات نادرة فيما يخص الحياة البرية بسبب وصول الحرب إلى مناطق تواجدها وهروبها إلى مناطق بعيدة عن مواقع الاشتباكات.
وتطرق صلاح الأمين لانهيار قطاع اللحوم والألبان كنتيجة لانهيار البنية التحتية لقطاع الثروة الحيوانية. أما قطاع الدواجن فقد انهار بنسبة تصل إلى 85 في المائة، لذا لم يعد قطاع الثروة الحيوانية بشكله المعروف في السودان موجود، وتمضي أنشطته نحو الاضمحلال.