التعدين في ولاية كسلا.. خلافات مستمرة

موقع للتعدين في محلية تلكوك بولاية كسلا-يوليو 2021- المصدر:صفحة الشركة السودانية للموارد المعدنية

يواصل مواطنو تلكوك وهمشكوريب بولاية كسلا إغلاق مواقع وأسواق التعدين لأكثر من عام للمطالبة بنصيب المناطق من المسئولية المجتمعية لعائدات التعدين، فيما أكد وزير المعادن محمد بشير أبونمو أن إغلاق مواقع التعدين في بعض محليات ولاية كسلا يتسبب في تعطيل التنمية وتأخير وصول أموال المسؤولية المجتمعية للمستفيدين.

وتصاعدت الخلافات الأهلية في عدد من مناطق التعدين بالولاية على خلفية إشكاليات تتعلق بتسليم مبالغ المسئولية المجتمعية لعائدات التعدين للمحليات.

وعزا الشيخ سليمان علي بيتاي، شيخ خلاوى همشكوريب، خلال اجتماع موسع مع وزير المعادن محمد بشير أبونمو ضم المعدنين والقيادات الأهلية والمجتمعية بمحليتي تلكوك وهمشكوريب بمقر خلاوي الشيخ بيتاي بمدينة تلكوك بحضور والي كسلا خوجلي حمد عبدالله يوم الأحد الماضي، عزا إيقاف التعدين والطواحين من أجل التفات الحكومة لمطالبهم مشدداً على ضرورة توفير التنمية والخدمات.

شروط لاستئناف التعدين

ورهن الشيخ سليمان بيتاي إلغاء قرار وقف التعدين بمنح مواطني المنطقة حق إدارة التعدين فيها تحت اشراف الحكومة، وأن يتم تعيين المدير وجميع الموظفين والعمال من أبناء المنطقة مع إمكانية تعيين فنيين في تخصصات غير متوفرة في أوساطهم. وأكد على ضمان حصول الحكومة على رسومها واستقطاعاتها. وأضاف (لسنا متعجلين لاستئناف التعدين وسنمنح الوزير الفترة التي يريدها للاستجابة لمطالبنا). وقال (لن نسمح بالعبث بمواردنا ونحن نريد السلام ولسنا مؤججي فتن) وخيّر الحكومة بين الناظر ترك أو تلكوك وقال (إن الناظر ترك لا علاقة له بالمنطقة).

اقتراحات جديدة

من جانبه أكد اونور اوشيك ضرغام الأمين السياسي للمجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة لراديو دبنقا إن وزير المعادن استبق زيارته لهمشكوريب بزيارة لمحليات غرب القاش وهي شمال الدلتا ووقر واروما كما عقد اجتماعاً في في هداليا بحضور الناظر ترك.

وقال اونور إنه اقترح خلال الاجتماع تكوين لجنة من مواطني مناطق التعدين في تلكوك وهمشكوريب للإشراف على صرف مبالغ المسئولية المجتمعية بالتعاون مع المحلية وإن الاقتراح حظي باستحسان الوزير ووالي الولاية

وأوضح إن خلافاتهم مع الشيخ سليمان علي بيتاي سياسية تتعلق بمسار الشرق والمجلس الأعلى لنظارات البجا مبيناً إن الشيخ سليمان يسيطر على مناطق التعدين بحكم الوجدان الديني وشخصية والده الشيخ علي بيتاي .

وأكد اونور إنه كان أحد المعترضين على قرار تحويل مبالغ المسئولية المجتمعية للمحليات ،حيث أغلقوا الطريق الرئيسي ومناطق التعدين وعزا رفضهم لعدم وصول مبالغ المسئولية المجتمعية لمناطق التعدين.

 وقال إن الوزير حاول خلال زياراته ترضية كل الأطراف من أجل حفظ الأمن في مناطق التعدين، لضمان استمرارية الإنتاج، وتجنبا للنزاع بين القبائل في المناطق المذكورة.

وعود وزارية

وقال وزير المعادن، في تدوينة على صفحته بفيسبوك إنه خاطب اللقاء الموسع للمعدنين والقيادات الأهلية والمجتمعية بمحليتي تلكوك وهمشكوريب بمقر خلاوي الشيخ بيتاي بمدينة تلكوك وأوضح إنه طالب القيادات في محليتي تلكوك وهمشكوريب ممثلة في الشيخ سليمان على بيتاي والسادة قيادات الإدارة الأهلية من الجميلاب والكورياتي بضرورة المحافظة على استقرار وحماية مناطق التعدين.وأكد أن إغلاق مواقع التعدين في بعض محليات ولاية كسلا يتسبب في تعطيل التنمية وتأخير وصول أموال المسؤولية المجتمعية للمستفيدين

وأعلن أبو نمو التزامه بمعالجة كافة المطالب الأهلية المشروعة والمنطقية في حدود صلاحيات الوزارة. كما وعدهم بالتنسيق مع بقية الوزارات ذات الصلة لإيجاد حلول نهائية لمشاكل الكهرباء والاتصالات والطرق والتوظيف والمياه.

ووجه الوزير شركة الموارد المعدنية بتخطيط أسواق التعدين وتنظيم عمل التعدين التقليدي حتى يتسني للحكومة الإحاطة التامة بهذا النشاط، كما أعلن عن استعداده استيعاب الشباب من المحليتين ومناطق الإنتاج الأخرى في عمل التعدين وذلك بعد تصديق وزارة المالية الإتحادية على بنود التوظيف.

مطالب المواطنين

من جانبه طالب الشيخ محمد طاهر سليمان علي بيتاي القيادي بالمنطقة الشركة السودانية للموارد المعدنية بالإهتمام بقضايا المواطن خاصة مناطق التعدين والإنتاج مثل منطقة (إيلاديوت) .

كما طالب بالتعامل مع المحليات على حسب حدودها الجغرافية ومواردها رافضاً الالتفات إلى ما وصفه بأصوات لا علاقة لها بالمناطق والمحلية مؤكداً تمسكهم بمناطقهم .

كما أكد التمسك بنظارة الجميلاب والكرياتي التي قال إنها أصبحت أمر حتمي على امتداد حدودها الجغرافية والتاريخية الغنية بالموارد المعدنية مع احترام جميع المكونات.

تهريب الذهب

من جهة أخرى وجه وزير المعادن محمد بشير أبونمّو الأجهزة التنفيذية بمحلية ريفي كسلا بمضاعفة الجهود لمنع تهريب معدن الذهب مشيراً إلى أن منطقة ريفي كسلا من المناطق الغنية بالثروات المعدنية والمنتجة للذهب.

وشهدت قضية المسئولية لعائدات التعدين في مناطق شنقربيت وكراييت في المحلية تصاعداً لحدة الخلافات، وذلك بعد رفض الناظر ترك تسليم  السلطات مبالغ المسئولية المجتمعية للمحلية في سبتمبر الماضي، ولكن وبمبادرة بين أبناء البجا في الخدمة العامة وقعت الأطراف لاحقاً على اتفاق للتعايش السلمي نص على تحويل مبالغ المسئولية المجتمعية للمحلية.

ودعا وزير المعادن خلال لقائه المكونات المحتمعية والإدارات الأهلية بقيادة ناطر البني عامر علي إبراهيم دقلل، إلى الاستفادة من أموال المسؤولية المجتمعية في تطوير الخدمات.

من جانبه كشف والي كسلا، خوجلي حمد عن اكتمال الخارطة الجيولوجية الولائية، مشيراً إلى أن محلية ريفي كسلا من المحليات التي تذخر بالمعادن مما تجعلها قبلة للمستثمرين، وأبان أن زيارة وزير المعادن ستكون فاتحة خير على قطاع التعدين والمعدنين التقليدين وتعهد بالمضي قدماً في حل كافة الإشكالات.

حلول

وكان وزير المعادن، محمد بشير ابونمّو أكد أن أموال المسؤولية المجتمعية يتم توريدها مباشرة في حساب المحليات حسب قرار وزير المالية ويتم التصرف فيها من قبل المجتمع حسب حاجته ووعد بحل كافة الإشكاليات التي تواجه استحقاقات المجتمع المحلي بمنطقة هداليا في مناطق القاش من نصيب المسؤولية المجتمعية لنشاط التعدين، وشدد خلال زيارته منطقة هداليا على ضرورة مناقشة كافة الإشكاليات في اجتماعات لجنة التنسيق الولائية، ، ونبه وزير المعادن إلى المكاسب الكبيرة للدولة من أنشطة التعدين مهما كثرت الخلافات حوله، وشدد في الوقت ذاته على محاربة استخدام الخلاطات في نشاط التعدين للحفاظ على البيئة وسلامة الإنسان، مشيراً إلى أن الاستخدام العشوائي يؤثر كثيراً على صحة الإنسان والبيئة.

ويقول وزير المعادن، محمد بشير ابو نمّو، إنه تمكن خلال الزيارة حل عدد من المشاكل المتعلقة بالمجتمعات المحلية المستضيفة لنشاط التعدين، وقال إننا حملنا بعض الرسائل وسنعمل على معالجة كافة الإشكاليات.

خلفية

وكان مواطنون في محلية تلكوك بولاية كسلا أوقفوا العام الماضي أنشطة الشركة السودانية للموارد المعدنية وأغلقوا اسواق التعدين في منطقة (الات ايوت) وهي منطقة سوق الدهب، كما أغلقوا المؤسسات الحكومية في كل وحدات منطقة ( كراكون ) محلية تلكوك والطريق القومي . وطالب المواطنون حينها بتحديد كيفية إدارة الموارد التي تنتجها المحلية وطريقة توزيع المشاريع المجتمعية الخدمية وطالبوا بإعلان الميزانية المخصصة للمياه والتعليم والصحة.

Welcome

Install
×