الترند اليوم: فظائع مروعة تمس حقوق الإنسان

وفي خضم العديد من التحديات الأخرى، ترسل الحرب في السودان مئات الآلاف من اللاجئين إلى البلدان المجاورة، بما في ذلك جنوب السودان، في نمط متزايد التعقيد من النزوح القسري الذي يساهم في هشاشة المنطقة. هذه التغريدة لفيليبو غراندي، المفوض السامي لشؤون اللاجئين، على حسابه على منصة اكس، جاءت بعد زيارته الثانية للسودان وجنوب السودان في 19 يونيو 2024 والتي تصادف تزامنت مع أسبوع الاحتفال باليوم العالمي للاجئين في 20 يونيو من كل عام. ونشر المسؤول الأممي مع التغريدة مقطع فيديو مدته 56 ثانية يعكس جزء من أنشطته خلال الزيارة ورسالته للعالم حول أوضاع اللاجئين في السودان وجنوب السودان.

خلال زيارته الثانية التي يجريها للسودان منذ اندلاع الحرب العام الماضي، حذر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي اليوم من أنه بدون جهود سلام متضافرة، فإن عدداً أكبر من الأشخاص في السودان سيضطرون للفرار من الحرب الدامية إلى البلدان المجاورة.

وقد زار غراندي مخيمات اللاجئين ومراكز النزوح في مدينة كوستي، الواقعة في ولاية النيل الأبيض في السودان، حيث لجأ إليها أكثر من مليون شخص منذ اندلاع القتال.

وقال غراندي: “لا يمكن حقاً استيعاب مستوى المعاناة. السودان هو عبارة عن تعريف كامل للعاصفة: فظائع مروعة تمس حقوق الإنسان، مع نزوح الملايين بسبب هذه الحرب المجنونة والحروب الأخرى التي سبقتها. هناك مجاعة مروعة تلوح في الأفق، وسوف تؤدي الفيضانات الشديدة قريباً إلى عرقلة إيصال المساعدات بشكل أكبر. إننا نخسر جيلاً كاملاً في هذه الحرب، ورغم ذلك فإن جهود السلام لا تجدي نفعاً”.

وأعرب غراندي عن قلقه العميق إزاء نطاق حالة الطوارئ الإنسانية، حيث تصاعدت أعمال العنف في الفاشر شمال دارفور، وأفيد عن وقوع فظائع بحق المدنيين في ولاية الجزيرة. وقال أن العديد من المدنيين محاصرون في بؤر الصراع، وهم غير قادرين على الفرار بحثاً عن الأمان في أماكن أخرى:

“المدنيون ليسوا من بدأ هذه الحرب، لكنهم يدفعون ثمنها”. وأضاف: “يجب أن تتوقف الأطراف المتحاربة عن استهدافهم، وأن تسهل وصول المساعدات الإنسانية على الفور إلى المجتمعات التي تحتاج إلى المساعدات المنقذة للحياة”.

منذ اندلاع الحرب، نزح تسعة ملايين شخص، مما جعل السودان إحدى أكبر أزمات النزوح في العالم، فيما اضطر ما يقرب من مليوني شخص للفرار إلى ما وراء حدود البلاد.

“يجب على القادة العسكريين ومن لهم تأثير عليهم أن يجعلوا من السلام أولوية بالنسبة لهم. بدون ذلك، سيستمر السكان في الفرار إلى البلدان المجاورة، مثل تشاد وجنوب السودان، والتي خرجت للتو من صراعاتها التي تعاني منها ولا يمكنها ببساطة التعامل مع ملايين الأفواه الإضافية لإطعامها. إن استقرار المنطقة على المحك”.

يعيش النازحون في ظروف مزرية وهم معرضون لخطر الإصابة بالأمراض في مخيمات اللاجئين المكتظة وفي المدارس السابقة وغيرها من المواقع المؤقتة.

وقد أدى وصول أعداد كبيرة من الأشخاص إلى فرض ضغوط متزايدة على المجتمعات المضيفة لهم. وأشاد غراندي بالسخاء الذي تبديه هذه المجتمعات في الترحيب بالفارين وطالب الجهات المانحة الدولية مواصلة وتعزيز دعمها لجهود الاستجابة الإنسانية، وقال:

“إن الكثير من السكان محاصرون في دائرة مأساوية من النزوح، وتنقلب حياتهم رأساً على عقب بسبب الحرب مراراً وتكراراً. تحدثت معي مجموعة من القيادات الشبابية والنسائية عن آمالهم في التعليم وفرص العمل وآفاق المستقبل. ويتطلب ذلك استثماراً، وهو أمر يستحق العناء لبناء مستقبل أفضل للسودان”.

https://www.unhcr.org/ar/news/press-releases/unhcr-s-grandi-warns-sudan-carnage-will-force-millions-more-flee

* من صفحة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين على شبكة الانترنت

Welcome

Install
×