الترند اليوم: ” الناير” : رجل بسيط أسر قلوب السودانيين
ظهر على منصة إكس “تويتر” سابقا فيديو قصير لم يتجاوز 52 ثانية، لكنه كان كافيًا ليأسر قلوب الآلاف من السودانيين. بطل هذا المقطع رجلًا ستينيًا بشعر كث وملابس قديمة عبارة عن جلابية و سديري وشال أبيض وأسود على كتفه، جلس على الأرض في سوق بولاية كسلا، يبيع حبات من البصل، وعلى وجهه علامات التعب والشقاء، ينتظر رزقه الحلال .
لم يكن هذا الرجل، واسمه ” الناير”، يعلم أن مصادفة واحدة ستغير حياته، وان شخص ما مرّ بجانبه والتقط له هذا الفيديو، الذي سرعان ما انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وتداوله السودانيون على نطاق واسع، المقطع، لم يكن مجرد لحظة عابرة في يوم سوق عادي، بل أصبح رمزًا لحالة إنسانية حركت مشاعر الآلاف.
وسط هذا الاهتمام، ظهرت المتطوعة مهاد عصام، التي أخذت على عاتقها الوصول إلى “الناير”، و تحت وسم “#السودان | ديل أهلي”، نشرت تفاصيل رحلتها للعثور عليه وفي تغريدة مؤثرة، كتبت: “الحمد لله وصلنا لعمنا الناير في كسلا، تم تسليمه مبلغ مليار جنيه كاش وسط أسرته وإخوانه.” و لم تتوقف المساعدة عند هذا الحد، فقد تبرع فاعل خير بمبلغ 500 ألف جنيه، وآخر بمبلغ مماثل، بهدف إقامة مشروع صغير يديره الناير مع شقيقه.
حياة الرجل الستيني لم تكن سهلة، فهو وشقيقه يعيشان لمدة 20 عامًا في “راكوبة” متواضعة، بُنيت من الحصير والقماش، هذه التفاصيل المؤلمة نشرتها مهاد على صفحتها. فاعل الخير لم يكتفِ بالتبرعات المالية، بل رافق المتطوعين و اشترى له ملابس جديدة وحلق له شعره.
ومع انتشار الفيديو وصور الناير، تفاعل السودانيون على نطاق واسع، حيث حظي المقطع بأكثر من 5319 مشاهدة، و امتلأت التغريدات بالدعاء والتعاطف، واعربوا عن دعمهم و تمنياتهم الطيبة له، .”
حيث كتب أحدهم: “اللهم ارزقه رزقًا حلالًا طيبًا مباركًا فيه”، بينما أعرب آخر عن رغبته في مساعدته قائلًا: “إذا في شخص يعرف كيف أوصل له، أكون شاكرًا.
لكن، كما هو الحال دائمًا، لم تخلُ القصة من بعض الانتقادات، لمظهر الناير، وهناك من رأى أن مثل هذه الأعمال الخيرية ما هي إلا جزء من سعي البعض للشهرة، متسائلين عن آلاف السودانيين الذين يعانون من ظروف أشد صعوبة. وظهرت تعليقات أخرى تنتقد بيئة السوق، داعية إلى تحسين الأوضاع الصحية هناك.
قصة الناير ليست مجرد حكاية رجل بسيط يبيع البصل، بل أصبحت رمزًا للتكافل الاجتماعي وسط مجتمع يمر بظروف صعبة وبين تعليقات الدعم والانتقاد، تتجلى الحقيقة بأن مساعدة شخص واحد قد تكون نقطة تحول في حياته وتذكيرًا بأن الخير باقٍ، حتى في أحلك الظروف.