الترند اليوم: الجيش باق في السلطة
بعد ساعات من تسريبه، أثار مقطع فيديو قصير مدته 42 ثانية عاصفة من التعليقات الغاضبة والساخرة بعد أن جرى تداوله على نطاق واسع على منصات التواصل الاجتماعي وبشكل أوسع على تطبيق التراسل الفوري واتساب. مقطع الفيديو صور حسب تغريدة للصحفي عبد الرؤوف طه، المقرب من قيادة الجيش، في منطقة المعاقيل ويظهر فيه الفريق ياسر العطا، مساعد القائد العام للقوات المسلحة، وهو يخاطب عدد محدود من الجنود وبعض الأشخاص بملابس مدنية يلتفون حوله. مقطع الفيديو صور بحيث تبدو المنطقة خالية وبغرض إخفاء المعالم التي تسمح بتحديدها.
وبعد مقدمة قصيرة يعلن فيها عن أن حزب القوات المسلحة هو العسكرية وقبيلتها الأمة السودانية بكاملها، يفصح الفريق ياسر العطا عن رسالته الحقيقية بالقول إنه وحتى بعد الفترة الانتقالية وقيام الانتخابات ولثلاث أو أربع دورات متتالية، فإن القائد العام للقوات المسلحة سيظل رأس الدولة وبكامل الصلاحيات السيادة. صحيح أن هذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها الفريق ياسر العطا عن نية القوات المسلحة البقاء في السلطة، لكنها دون شك المرة الأولى التي يتحدث فيها بمثل هذا الوضوح وبمثل هذا التفصيل.
ردود الفعل على تصريحات الفريق ياسر العطا لم تتأخر كثيرا وتراوحت ما بين من يقول إن هذه التصريح يظهر النوايا الحقيقية للجيش والذي نفذ انقلاب 25 أكتوبر 2021 حتى لا تنتقل رئاسة مجلس السيادة إلى المكون المدني كما كان مقررا في نوفمبر 2021، كما أنه أشعل الحرب حتى لا ينفذ الاتفاق الإطاري الذي وقع عليه والذي ينص على إبعاد المؤسسة العسكرية من ممارسة العمل السياسي وإصلاحها، مؤكدا أنه في كل الأحوال لا ينوي التخلي عن السلطة بإصراره على استمرار الحرب حتى يصل إلى هذا الهدف.
وذهب آخرون إلى اتهام الحركة الإسلامية التي اختطفت قيادة القوات المسلحة وزجت بها في هذه الحرب العبثية تنفيذا لمخططها بالعودة للسلطة عبر بوابة سيطرة القوات المسلحة على مفاتيحها وهو ما ظهر بوضوح بعد الانقلاب وتزايدت وتيرته بعد الحرب. وسخر الكثيرون من تصريحات الفريق ياسر العطا ووصفوها بغير المسؤولة لأنها لا تأخذ في الاعتبار الواقع الذي يواجهه الجيش الذي يخوض حربا ضد قوات الدعم السريع لم ينجح حتى الآن في تحقيق انتصار حاسم فيها، بل لم يستطع استعادة الكثير من المناطق التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع وبالتالي فإن الحديث عن تولي السلطة سابق لآوانه حتى يستعيد الجيش سيطرته على كامل أراضي السودان. الملفت لأن المؤيدون للجيش فضلوا التواري وعدم التعليق على هذه التصريحات التي تهدم كل سردياتهم بشأن انقلاب 25 أكتوبر وحرب 15 أبريل…. لا للحرب…
#لا_للحرب
#السودانيون_يستحقون_السلام