الترند اليوم: إذلال( شيخ السريحة)، مسن سوداني وَحَّدَ المشاعر السودانية والعربية

أمستردام: الإثنين/28 أكتوبر 2024: راديو دبنقا

كانت لحظة الإذلال التي تعرض لها الطيب الطاهر، الرجل الستيني من قرية السريحة بولاية الجزيرة، صدمة قاسية لكل من شاهدها.

ففي مقطع فيديو قصير لا يتجاوز تسع ثوانٍ، يظهر قائد في قوات الدعم السريع يُدعى “عمر شارون”، وهو يمسك بلحية الرجل المسن ويشدها أمام الكاميرا بقسوة واحتقار، دون أي اعتبار لشيبه أو ضعفه.

كان هذا المشهد بمثابة جرح لضمائر السودانيين، وكأن خنجرًا غُرس في قلوبهم.

سرعان ما تصدر الفيديو الترند وتجاوزت مشاهداته حدود السودان، مما أثار تفاعلاً واسعاً من السودانيين والعرب على وسائل التواصل الاجتماعي.

وانهالت التعليقات معبرة عن الغضب والرفض لهذا التصرف، ومؤكدة أن احترام كبار السن جزء لا يتجزأ من ثقافتهم الأصيلة.

واعتبر معلقون على الفيديو أن العنف الممارس ضد الطاهر لم يكن موجهاً ضده شخصياً فحسب، بل استهدف كل القيم التي تجمعهم.

يعد الطاهر أحد أوائل خريجي الهندسة الكهربائية في السبعينات، وقد كرّس الكثير من علمه ووقته من أجل نهضة قريته السريحة.

ووفقاً للروايات المتداولة، فقد حمل السلاح للدفاع عن نفسه وعرضه بعد اجتياح قوات الدعم السريع لعدد من القرى في ولاية الجزيرة.

وفي محاولة لتبديد الصورة السلبية التي خلفها الفيديو الأول، وعبر تقديم “رواية بديلة” تخفف من حدة الغضب الشعبي، ظهر الطاهر مع شارون في فيديو ثانٍ لمدة دقيقة و42 ثانية، وكأنه يتعاون مع قائد الدعم السريع ويعبر عن رضاه عن المعاملة، وهو ما يتعارض بوضوح مع الإهانة التي تعرض لها في المقطع الأول.

يكشف هذا التناقض عن محاولات قوات الدعم السريع تصحيح صورتها في مواجهة الانتقادات الواسعة التي واجهتها بعد الفيديو الأول.

لم يكن استجواب شارون للطاهر بغرض الحصول على معلومات، بل كان محاولة لصياغة رواية تخدم قوات الدعم السريع، باستخدام الطاهر كأداة لتقديم صورة تُظهرهم كمدافعين عن أنفسهم في مواجهة المستنفرين والمقاومة الشعبية وفلول النظام السابق، في مسعى لشرعنة تصرفات عناصر الدعم السريع أمام الرأي العام المحلي، وتبرير أي استخدام لاحق للقوة.

التعليقات الغاضبة والمشفقة بعد الفيديو الثاني رجحت احتمال تعرض الطاهر لضغوط وتهديدات دفعته إلى الظهور مجدداً في الفيديو الثاني بسبب الخوف على حياته وسلامة أسرته.

واعتبر كثير من المتابعين أن لغة الجسد والنبرة الحذرة في الفيديو الثاني دلائل على عدم رغبته الحقيقية في بث تلك الرسالة، بل انعكاساً لوضعه تحت التهديد، ما يجعله يظهر بصورة المتعاون قسراً.

Welcome

Install
×