الترند اليوم: أنقذوا أطفال الدلنج

أثار مقطع فيديو قصير مدته 56 ثانية عاصفة من الغضب وسط رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الفائتة. مقطع الفيديو الذي تم تداوله بشكل واسع تم تصويره في مدينة الدلنج، في ولاية جنوب كردفان، في أحد الساحات قرب مباني المحلية ويظهر فيه مجموعة من الأطفال وهم يتزاحمون للحصول على قليل من “المديدة”، فيما يقوم شخص يحمل عصا بمحاولة تفريقهم لإجبارهم على الوقوف بنظام حتى يتم التوزيع. تزاحم الأطفال مؤشر على أنهم يعلمون بأن كميات “المديدة” لن تكفي الجميع، وبالتالي نظرا لحالة الجوع التي يعانونها، يتدافعون ليفوز كل منهم بحصة من هذا “الكنز الثمين”. وتقول روايات سكان مدينة الدلنج أن قيادة القوات المسلحة (اللواء 54 التابع للفرقة الخامسة مشاة) في المدينة المحاصرة، بدأت في تقديم هذه الخدمة للأطفال كنتيجة لانعدام المساعدات الغذائية والغلاء الطاحن في المدينة ما يمنع السكان من شراء حاجاتهم الضرورية. وتحاصر قوات الدعم السريع مدينة الدلنج منذ شهر يناير الماضي من جهة الشمال، فيما تحاصرها قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال من جهة الجنوب ما يحول دون وصول أي إمدادات للمدينة. واستقبلت مدينة الدلنج منذ بداية الحرب أكثر من 50 ألف نازح، أي ما يفوق عدد سكانها البالغ حوالي 45 ألف شخص. وتعتبر مدينة الدلنج رئاسة لمحلية الدلنج التي تقع في الجزء الشمالي الغربي لولاية جنوب كردفان وتقع إلى الشمال من حاضرة الولاية كادوقلي على بعد 130كيلومتر، كما تقع على بعد 160كيلومتر جنوب مدينة الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان. وتواجه المدينة حاليا مجاعة حقيقية بسبب عدم وصول أي امدادات وعجز المنظمات الدولية والمحلية عن إيصال مواد الإغاثة والمساعدات الإنسانية للسكان في المدينة المحاصرة. وتشير التوقعات إلى أن الوضع الغذائي في المدينة سيزداد سوء في ظل احتمالات فشل الموسم الزراعي بالرغم من موسم الأمطار الجيد بسبب عدم توفر مدخلات الإنتاج والسيولة الأمنية التي تحول دون تحرك المزارعين إلى مناطق زراعتهم خارج المدن والقرى… لا للحرب..