الايقاد : اقناع البرهان وحميدتي لاجتماع فوري لوقف العدائيات
البرهان وحميدتي : ارشيف
جيبوني :10 ديسمبر 2023:راديو دبنقا
أعلن سكرتير منظمة إيقاد أورقيني قبيه ان قمة الايقاد تجحت في إقناع طرفي الصراع؛ الجيش والدعم السريع للاجتماع الفوري للاتفاق على وقف العدائيات.وأعرب قبيه عن ارتياحه لما وصفه بنجاح القمة والنقاش البناء والموجهات بشأن معالجة النزاع في السودان.
وكانت قمة إيقاد قد أعربت في بيانها الختامي عن قلقها البالغ إزاء استمرار الصراع في السودان، الذي ينتشر إلى مناطق جديدة لم تتأثر بالقتال من قبل، مع تقارير موثوقة عن جرائم خطيرة، خاصة جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية والاعتداء الجنسي.
ودعا البيان إلى بدء حوار شامل يديره ويقوده السودانيون بما في ذلك الأطراف المتصارعة، وحركات المقاومة الأخرى، والأحزاب السياسية، ومنظمات المجتمع المدني، وجماعات النساء والشباب، ولجان المقاومة، ونقابات العمال والجمعيات المهنية، والزعماء التقليديين، والأكاديميين، على أن يؤدي إلى حل سلمي ومستدام للأزمة.
وطالب البيان الأطراف المتصارعة، بالاتفاق الفوري على وقف لإطلاق النار شامل وغير مشروط والعودة إلى طاولة التفاوض للسعي إلى عودة سلمية إلى الحكم المدني في السودان.
كما طالب البيان الأطراف المتصارعة بتيسير وصول إنساني آمن وضمان حماية المدنيين، وفقًا للقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان الدولي وبموجب الاتفاقيات التي تم التوصل إليها بالفعل في محادثات جدة.
المبعوث الأمريكي : دعم المتحاربين يهدد بتفتيت السودان
في السياق قال المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون القرن الأفريقي مايك هافر لدى مخاطبته قمة (الإيقاد) بجيبوتي أمس إن “دعم المتحاربين يهدد بتفتيت السودان وزعزعة الأمن الإقليمي وبعودة حكم المتشددين الإسلاميين” وأضاف إمداد المتحاربين بالأسلحة يجب أن يتوقف ونحن نقوم بدورنا لنؤكد أن ذلك غير مقبول ويؤجج الصراع أكثر، وأردف نأمل أن تؤكد قمة الإيقاد أيضاً أنه من غير المقبول فالاستمرار في تقديم الأسلحة والدعم يأجج الحرب أكثر.
وحذر هافر من أن ثمن التدخلات الخارجية سندفعه الجميع وستنتج عنه خسائر فادحة على الناس والاقتصادات والاستقرار في الإقليم.
وقال : “تقييمنا لميدان المعركة مبني على معلومات استخباراتية – وسأكون سعيدا باطلاعكم عليه بطريقة خاصة- يحتوي على تداعيات خطيرة على مستقبل السودان”.
وزاد في الحقيقة لا نحذر عندما نقول إن “السودان يواجه خطر التفكك وقادة الجيش والدعم السريع سيكونون مسؤولون عن تمزقه”.
مفوض حقوق الإنسان: النزاع في السودان ينذر بحرب أهلية طويلة المدى
في سياق ذو صلة حذر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان من أن النزاع في السودان ينذر بحرب أهلية طويلة المدى تؤدي إلى تفتت السودان.
وقال في خطاب مباشر من جنيف يوم السبت: إن “الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يثير مخاطر حقيقية بحرب أهلية طويلة الأمد وتفكك السودان حيث قُتل أكثر من سبعة آلاف مدني ونزح 6.3 مليون شخص ونصف السكان بحاجة إلى مساعدات”. وأضاف لدينا توثيق لاستخدام الاغتصاب كسلاح حرب، وبشكل خاص من قبل قوات الدعم السريع والقوات المرتبطة بها.
وأردف هنالك انهيار لسلطة القانون في كل أنحاء السودان ولم يسع أي من الطرفين إلى معالجة تصرفات قواته بصورة جادة.
وقال: “كلا الطرفين ملزم بالتأكد من أن جميع أفراده الذين ينتهكون القانون الدولي الإنساني وقوانين حقوق الإنسان قد خضعوا للمساءلة”.
اولويات البرهان
وكان رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان اكد في خطابه امام القمة التي انتهت يوم السب إن أولويات حل الأزمة تتمثل بتأكيد الالتزام بإعلان جدّة للمبادئ الإنسانية ووقف إطلاق النار وإزالة معوقات تقديم المساعدات الإنسانية، على أن يعقبه إطلاق عملية سياسية شاملة تستند إلى إرادة وطنية خالصة، للتوصل لتوافق وطني حول إدارة الفترة الانتقالية وإجراء الانتخابات العامة.
وأشار في خطابه أمام القمة إلى أن توقيع “إعلان جدّة” للمبادئ الإنسانية كان فرصة حقيقية ومبكرة لإنهاء الأزمة السودانية سلمياً، ورأى بأن ذلك ممكنا حال التزم من أسماهم بالمتمردين بما تم التوقيع عليه، الا أنه وعاد وقال “لكن ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن التمرد لم تكن له أي إرادة سياسية لوقف حربه على الدولة والمواطنين”
ونوّه إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه “الإيقاد” في تحقيق السلام في السودان، مؤكدا أن أبواب الحلول السلمية “لم تغلق”.
ورحّب البرهان بكافة الجهود لوقف إراقة الدماء، وتابع “لم نغلق باب الحلول السلمية، ورحبنا بكل جهد يؤدي لوقف إراقة الدماء وتدمير بلادنا، وقد تعاملنا بإيجابية مع كل المساعي الصادقة من جانب “الإيقاد”، ودول جوارنا، ومنبر جدّة”.
.
حميدتي يطالب باجتماع مشترك مع قادة الايغاد
ومن جانبه بعث قائد قوات الدعم السريع الفريق اول محمد حمدان دقلو- يوم السبت- بخطاب الى رؤساء الدول والحكومات للهيئة الحكومية الدولية للتنمية “ايغاد” التي عقدت اجتماعها بشأن مناقشة الازمة السودانية، طالب فيه بعقد اجتماع بعد القمة للمشاركة في مناقشات مستفيضة حول رؤيته لايجاد حل لقضية الحرب.
وأعرب حميدتي عن امتنانه للجهود التي بذلها قادة منظمة ايغاد لمساعدة السودان للتغلب على حرب 15 أبريل التي قال إنها تهدف إلى استعادة دكتاتورية حزب المؤتمر الوطني، وعرقلة الطريق إلى التحول الديمقراطي، وإدامة السياسات التي شكلت تهديداً للسلم والأمن الإقليميين والدوليين.
ورحب قائد الدعم السريع في الوقت نفسه بالدور الذي يلعبه الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية في تنسيق هذه الجهود لحل الازمة السودانية، واقترح أن تتضمن جهود الحل مشاورات حقيقية مع مختلف الأطراف السودانية، وأكد في الوقت نفسه تمسكه بالحل السلمي للأزمة السودانية، ، ودعا لاتباع نهج تعاوني يهدف إلى المساهمة بشكل كبير في نجاح مخرجات قمة “ايغاد” في إنشاء إطار شامل للعملية السياسية الشاملة في السودان.
واشار خطاب حميدتي لقادة دول ايغاد- الذي حصل عليه راديودبنقا- الى ضرورة ان تشتمل قضايا التفاوض، على إنشاء وبناء جيش وطني محترف جديد واحد، وحكومة انتقالية بقيادة مدنية، والسلام المستدام الشامل والمنصف، والفصل بين الدولة والانتماءات الهوياتية الضيقة، سواء كانت “دينية أو ثقافية أو عرقية”
وقال ان مراحل العملية السياسية لا بد ان تبدأ بتنفيذ تدابير بناء الثقة، مع التركيز بشكل أساسي على القبض على الهاربين من النظام السابق، ومن ثم التوقيع على اتفاق وقف الأعمال القتالية في منبر جدة مع تحديد هذه الاتفاقية لفترة أولية مدتها 30 يومًا مع خيار التجديد. وأن يدعو الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية “ايغاد” إلى بدء مفاوضات سياسية تشمل الأطراف العسكرية والسياسية في السودان ما عدا المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية. وان يتم تنسيق وتوحيد المبادرات الإقليمية والدولية بما يضمن وحدة العملية التفاوضية على المنبر المحدد. فضلاً عن أن التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار الدائم مرهون بالوصول والتوافق على الاتفاق السياسي النهائي الذي يعالج بشكل شامل جذور الأزمة السودانية.
وشدد حميدتي على أنه يجب أن تشمل العملية السياسية لمعالجة المشكلة السودانية الطرفين المتنازعين “الدعم السريع والجيش” اضافة الى القوى المدنية، واضاف: يجب أن تشمل المشاركة بشكل أساسي القوى التي تصدت لنظام البشير وأطاحت به، سواء كانت تلك القوى في المركز أو الولايات وفي مقدمتها الأحزاب السياسية والمهنيين ولجان المقاومة والقوى المجتمعية والشباب والنساء ما عدا حزب المؤتمر الوطني وواجهاته وعناصره الذين عملوا على عرقلة التحول الديمقراطي.
.
الوضع في السودان يهدد الأمن القومي والإقليمي
الى ذلك حذر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للسودان رمضان لعمامرة من أن الوضع في السودان يهدد الأمن القومي والإقليمي، وقال ان الأولوية القصوى يجب أن تكون للتوصل إلى اتفاق لوقف العدائيات يقود نحو تحقيق السلام في السودان” وأضاف ان وقف العدائيات سينقذ ارواحاً ويحسن عملية حماية السكان المدنيين وسيسهل وصول المساعدات الإنسانية العاجلة إلى الفئات الأكثر ضعفاً وحاجة اليها.
تقدم) تطالب (إيقاد) بحث طرفي القتال على توقيع إتفاق لوقف العدائيات
في ذات السياق طالبت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، رؤساء دول الايقاد (جيبوتي، جنوب السودان، كينيا، اثيوبيا، ارتريا، الصومال) ، العمل على اتخاذ خطوات عملية تحث طرفي القتال على توقيع اتفاق لوقف العدائيات، وفتح المسارات الانسانية، وتصميم عملية سياسية لا تستثني سوى المؤتمر الوطني/الحركة الاسلامية وواجهاتها، تنهي الحرب وتحقق السلام العادل وتؤسس لمسار تحول مدني ديمقراطي مستدام.
وقالت (تقدم) في رسالتها التي بعثة بها إلى قمة(إيقاد) أمس إنها ستواصل مع الفاعلين الاقليميين والدوليين بما يسرع من وضع حد للكارثة التي أحلت بالسودان ومعالجة آثارها عبر الحلول السلمية السياسية التفاوضية التي تنهي هذه الحرب وتحقق السلام والحرية والعدالة.