الاشتباكات بين الجيش والحركة الشعبية قيادة الحلو في الدلنج.. ماهي الحقيقة ؟
الدلنج: 30 يوليو 2024: راديو دبنقا
قالت مصادر مقربة من القوات المسلحة إن مدينة الدلنج شهدت اشتباكات بين الجيش والحركة الشعبية (قيادة الحلو)، فجر اليوم الثلاثاء، وإنها تمكنت من صد الهجوم، والسيطرة على موقع للحركة الشعبية في منطقة “كركراية” التي تبعد 5 كيلومترات من مدينة الدلنج في الاتجاه الجنوبي للمدينة.
من جانبه نفى الأمين العام للحركة الشعبية عمار أمون لراديو دبنقا تلقي الحركة الشعبية أي معلومات من مصادرها حول الاشتباكات مبيناً إنهم اطلعوا على الأخبار متداولة في الوسائط وشدد على أنهم يثقون في مصادرهم فقط وفي انتظار افاداتها.
ونشر موالون للجيش مقطع فيديو رصده راديو دبنقا يظهر جنود من الجيش على رأس جبل، وأعلنوا خلاله سيطرتهم على جبل كركراية، والاستيلاء على سلاح دوشكا وبي 10، وكميات من الأسلحة الخفيفة والثقيلة. وتمكن راديو دبنقا من التحقق من صحة الفيديو وتحديد موقعه الجغرافي.
وأكد مواطنون من الدلنج لراديو دبنقا انسحاب الحركة الشعبية من الموقع وعودة الجيش إلى المدينة بعد الاستيلاء على الأسلحة والذخائر.
من جانبهم قال مواطنون آخرون من الدلنج لراديو دبنقا إن طوف من الجيش اشتبك مع قوة من الحركة الشعبية في منتصف المسافة بين جبل كركراية الذي ترتكز فيه قوات الحركة الشعبية ومنطقة الصومعة في حي التومات الذي يرتكز فيه الجيش وأوضحت إن اللواء ٥٤ دفع باسناد عسكري مما أدى لانسحاب قوات الحركة الشعبية من منطقة جبل كركراية، وإن الجيش تمكن من السيطرة على الجبل قبل أن ينسحب منه مرة أخرى.
ونشر مناصرون للجيش عدد من مقاطع الفيديو تتضمن مظاهر احتفالية داخل المدينة. وأشار مواطنون إلى عودة الهدوء إلى المدينة وإن السوق يعمل بشكل طبيعي.
يذكر أن منطقة كركراية توجد بها محطة لضخ خام النفط استولى عليها الجيش الشعبي منذ عام بعد اندلاع الاشتباكات مجددا بين الطرفين.
وتبادل المناصرون للجيش والحركة الشعبية الاتهامات حول الجهة التي بدأت الهجوم، حيث أشار مراقبون إلى صعوبة تحقيق أي نصر لأي طرف مع حلول فصل الخريف وإغلاق معظم الطرق بسبب الوحل.
وتسيطر قوات الحركة الشعبية على الطريق بين الدلنج – كادوقلي وتتحكم في حركة السير في الطريق بينما تسيطر قوات الدعم السريع على مناطق على طريق الدلنج كادوقلي، وتتحكم في الحركة على الطريق مما جعل مدينة الدلنج تشهد حصاراً مطبقاً وحرمها من وصول الأدوية والمساعدات الإنسانية الأخرى.
تأثير الحصار
أعلنت إدارة المعامل في الدلنج عن توقف عمليات نقل الدم منذ يوم الأحد بسبب عدم توفر المحاليل وانتهاء صلاحية أكياس بجانب عدم إمكانية الحصول على امداد من كادوقلي.
كما تشهد المدينة ارتفاعاً لمعدلات الجوع، حيث تداول ناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو وصور في بداية يوليو الجاري تظهر مجموعة من الأطفال يحملون أواني في الساحة العامة بالقرب من مباني محلية الدلنج القديمة بغرض الحصول على القليل من الحساء (المديدة).
وحينها حذر ناشطون في العمل الطوعي الانساني من مجاعة تهدد انسان مدينة الدلنج وحوالي (50) ألف نازح.
وقالت الصحفية نهي جودة لراديو دبنقا إن اللواء 54 بمدينة الدلنج درج منذ أيام على تقديم وجبة عبارة عن حساء (مديدة) لمجموعة من الأطفال اغلبهم من الاسر النازحة ووصفت الوضع بأنه يؤشر الى مجاعة حقيقية ومهدد لسكان المدينة.
كما كشفت إدارة التغذية بمحلية الدلنج بولاية جنوب كردفان الأسبوع الماضي عن تسجيل (6126) حالة إصابة بسوء التغذية وسط الأطفال في عدد (12) مركز صحي بمدينة الدلنج.
وأفادت موظفة تعمل في الحقل الصحي بالمحلية راديو دبنقا بأن المسح الميداني شمل اربعة مستويات لحالات سوء التغذية وبلغ عددها 5495 حالة طبيعية، و441 حالة متوسطة بينما بلغ عدد حالات الإصابة الحادة 188حالة والحالات في مرحلة الورم الأخيرة حالتين. وتراوحت النسب المئوية لحالات الاصابة بين 90% للطبيعي ،7% للمتوسط و3% للحادة.
من جهة أخرى شكا تجار في سوق الدلنج بولاية بجنوب كردفان من أزمة حادة في السيولة النقدية بسبب الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على الدلنج منذ العام الماضي، حيث ادى الحصار إلى عدم حصول البنوك على (الكاش) من بنك السودان المركزي.