الازمة السودانية. لماذا و كيف يصبح الحوار القومي هو الاستراتيجية المثلي للمعالجة ؟
من الماسي المثيرة للدهشه ان الحديث “الايجابي” عن “الحوار القومي” في المناقشات السياسية في السودان غالبًا ما يثير الريبة و الشكوك و محفوف بالمخاطر . الحديث عنه يرفع “حواجب العين” بل احيانا يتخطى اللياقة إلى الحد الذي يمكن ان يتعرض المدافع او المؤيد للفكرة بالخيانة (او بالتامر في احسن الاحوال) من قبل المعارضين للفكرة. كل هذا نتيجة “السمعة السيئة” و “الصورة الشائهة” التي اكتسبته مفهوم الحوار بسبب الممارسات الخادعة و المراوغات البهلوانية السابقة فضلا الي طغيان سوس “انعدام الثقة” التي خلفتها تقاليد “خيانة العهود” و سيادة ثقافة “اللاعقلانية السياسية” التي تشرئبت بها منظومة التفكير السياسي السوداني التي اصبحت تقلل من شأن الحوار كقيمة حضارية و ارقي مرتبة للممارسة للسياسة. و لكن مع كامل الاعتراف بالخشية و الخوف عند “القطة التي عضها الثعبان من حبل” إلا ان الحوار (باعتباره الممارسة الأكثر واقعية وفعالية للخطاب السياسي السلمي و الخالية من المخاطر و القادرة علي حشد التوافق و الاجماع في إدارة الصراع و إحداث التغيير) يظل ضروري أكثر من أي وقت مضى في معالجة المعضلةالسياسة السودانية المأزومة.