الاتحاد الأوروبي يدين بشدة القتال الدائر في السودان واستمرار رفض أطرف النزاع السعي لحل سلمي
أدان الاتحاد الأوروبي بشدة القتال الدائر في السودان، ورفض أطراف النزاع السعي إلى حل سلمي.
وشدد الممثل الاعلى الأوروبي للشؤون الخارجية جوزيب بوريل في بيان أصدره باسم جميع الدول الاعضاء انه لا بد من التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار دون تأخير لضمان حماية شعب السودان، الذي لا تزال سلامته وأمنه ووحدته معرضة للخطر، ولإفساح المجال للوساطة وإجراء حوار سياسي شامل.
وقال بوريل انه وبغض النظر عن وقف إطلاق النار، يدعو الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف الفاعلة إلى السماح بإيصال المساعدة الإنسانية وتيسيرها، وضمان وصول جميع أصحاب المصلحة للعمليات الإنسانية بشكل آمن وفي الوقت المناسب ودون عوائق.
وأعرب الاتحاد الأوروبي عن الأسف للخسائر في الأرواح والانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي.
وعبر الاتحاد الأوروبي عن قلقه خاصة إزاء التقارير التي تفيد بوقوع هجمات واسعة النطاق على المدنيين والمناطق المدنية، بما في ذلك على أساس العرق، ولا سيما في دارفور، مع ورود تقارير مروعة عن انتشار العنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس، وعمليات القتل المستهدف، والتشريد القسري، والتسليح المستمر للميليشيات. ولفت أن فتح جبهات قتال جديدة في جنوب كردفان أمر مثير للقلق أيضا. وقال البيان انه وفي مثل هذه الظروف الخطيرة، يجب أن يكون ضمان حماية المدنيين ومنع ارتكاب المزيد من الفظائع أولويتنا الأولى. ويكرر الاتحاد الأوروبي التأكيد على أهمية الامتثال للقانون الإنساني الدولي والمبادئ الإنسانية، والحاجة إلى التنفيذ العاجل لوقف فوري للأعمال القتالية، دون شروط مسبقة.
واعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه العميق إزاء التدهور السريع للحالة الإنسانية ويحيي عمل العاملين في مجال الصحة والشؤون الإنسانية في تقديم المساعدة الإنسانية إلى المحتاجين. وتابع لا بد من رفع العقبات البيروقراطية أمام الاستجابة الإنسانية، واحترام وحماية العاملين في المجال الإنساني.
وقال البيان انه ومع تخصيص 256.4 مليون يورو في عام 2023 للمساعدات الإنسانية والإنمائية للسودان، يؤكد الاتحاد الأوروبي مجددا دعمه الثابت وتضامنه مع شعب السودان، وخاصة النساء والشباب الذين قادوا ثورة سلمية قبل أربع سنوات. وتظل تطلعاتهم ومطالبهم بمستقبل أفضل محورا رئيسيا لمشاركة الاتحاد الأوروبي. وأكد البيان ان الاتحاد الأوروبي سيواصل الانخراط مع الشركاء الرئيسيين، بما في ذلك الشخصيات المدنية والسياسية السودانية وكذلك الجهات الفاعلة في المجتمع المدني، بشأن وقف الأعمال العدائية والعودة إلى محادثات ذات مغزى حول وقف إطلاق نار مستدام وحل سلمي موثوق للصراع على أساس الحوار الشامل.
واكد الممثل الأعلى الأوروبي في بيانه ان الحماية الإقليمية هي شريان الحياة الحيوي لملايين السودانيين الذين أجبروا على الفرار من الصراع. ويثني الاتحاد الأوروبي على دول المنطقة لاستقبالها المستمر للاجئين، ويقدر المساعدات الإنسانية الإقليمية وجهود السلام. ويدعو الاتحاد الأوروبي البلدان المجاورة وبلدان العبور إلى تيسير إيصال المساعدة الإنسانية والحماية فورا ودون عوائق وبكفاءة ودون شروط. وعلاوة على ذلك، سيواصل الاتحاد الأوروبي دعم جهود الوساطة الجماعية المنسقة إقليميا ودوليا بقيادة الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) لاستعادة السلام على وجه الاستعجال والإسهام في الاستقرار واستعادة العملية السياسية.
و دعا الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف الفاعلة الخارجية إلى الاضطلاع بدور بناء في أي عملية وساطة. وأي تدخل خارجي يسهم في إطالة أمد الصراع الدائر سيزيد من تفاقم الحالة الإنسانية الكارثية بالفعل في البلد ويقوض الاستقرار الإقليمي.
وقال البيان انه ومن أجل وقف دورة الإفلات من العقاب، يجب تحديد المسئولين عن الفظائع ومحاسبتهم. وتحقيقا لهذه الغاية، يدعم الاتحاد الأوروبي جمع الأدلة بشأن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. والاتحاد الأوروبي على استعداد للنظر في استخدام جميع الوسائل المتاحة له، بما في ذلك التدابير التقييدية، للإسهام في وضع حد للصراع وتشجيع السلام