الإيكنوميست تتساءل: الموت والديون والشكوك حول مستقبل الديمقراطية، هل سيكون عام 2024 أفضل في أفريقيا ؟
راديو دبنقا | واشنطن | عبد المنعم شيخ إدريس
مستدلةً بالوضع في السودان، خصصت يوم الخميس مجلة الإيكنوميست تقريرها التحليلي الذي تنشره في نهاية كل عام لتسليط الضوء على الأوضاع الأمنية والسياسية والإقتصادية في المنطقة.
وإليكم تلخيصاً لأهم ما جاء فيه:
كان عام 2023 عامًا صعبًا على الكثيرين في أفريقيا. حيث اجتاح العنف منطقة الساحل، و أدت الانقلابات وسوء الحكم المدني إلى تآكل الثقة في الديمقراطية.
واستمرت الحرب الأهلية المدمرة في السودان، التي تغذيها قوى خارجية، في التوسع في أجزاء أخرى من البلاد، حيث اجتاحت قوات الدعم السريع ود مدني، المدينة التي تقع على بعد 200 كيلومتر جنوب العاصمة الخرطوم، في يوم 15 ديسمبر.
وعلى مستوى القارة، ارتفعت مستويات ديون الحكومات إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2001، بينما بالكاد تمكن النمو الاقتصادي في القارة من مواكبة الزيادة السكانية.
وبالقيمة الحالية للدولار ، انخفضت حصة أفريقيا جنوب الصحراء من الناتج المحلي الإجمالي العالمي إلى 1.9٪ فقط، مقارنة بحصتها البالغة 18٪ من سكان العالم.
أسباب صراعات أفريقيا في عام 2023:
- ارتفاع وتيرة العنف وعدم الاستقرار: شهدت منطقة الساحل، على وجه الخصوص، تصاعدًا في العنف بسبب الانقلابات والحروب الأهلية والإرهاب. وقد أعاق عدم الاستقرار التنمية الاقتصادية وقوض الثقة العامة في الحكومات.
- عبء الديون: تواجه العديد من الدول الأفريقية مستويات ديون متزايدة، ما يحد من قدرتها على الاستثمار في الخدمات والبنيا التحتية الأساسية. و غالباً ما يتفاقم عبء الديون بسبب عوامل خارجية مثل تقلبات أسعار السلع وتباطؤ الاقتصاد العالمي.
- تباطوء النمو الاقتصادي: على الرغم من وجود “جيوب” من النمو السريع، ظل التوسع الاقتصادي الكلي في جميع أنحاء أفريقيا بطيئًا في عام 2023. ولم يواكب هذا النمو البطيء الزيادة السكانية، ما أدى إلى ركود مستوى المعيشة لدى لكثيرين.
- ضعف المؤسسات الديمقراطية: أدت الانقلابات وتزوير الانتخابات والقيود المفروضة على الحريات المدنية إلى إضعاف المؤسسات الديمقراطية في العديد من الدول الأفريقية. وقد أدى انعدام المحاسبة الديمقراطية إلى إعاقة للتنمية وأثار سخطًا عاماً لدى الشعوب.
تحديات عام 2024:
- معالجة الأسباب الجذرية للعنف: معالجة الأسباب الحقيقية للنزاعات، مثل الفقر وعدم المساواة وصعوبة الحصول على المتطلبات الأساسية، أمرٌ ضروريٌ لتحقيق سلامٍ دائمٍ واستقرارٍ طويل الأمد.
- إدارة الديون بشكلٍ مستدام: تحتاج دول أفريقيا إلى تطبيق سياساتٍ ماليةٍ حكيمةٍ والبحث عن ترتيباتٍ لتخفيف الديون لخلق فرص ماليةٍ للاستثمارات الضرورية في التعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية.
- تعزيز النمو الاقتصادي: تنويع الاقتصاديات وتعزيز ريادة الأعمال وجذب الاستثمارات الأجنبية أمورٌ أساسيةٌ لتحفيز النمو الاقتصادي المستدام وخلق فرص العمل.
- تعزيز المؤسسات الديمقراطية: إنّ إرساء سيادة حكم القانون وحماية حقوق الإنسان وضمان انتخاباتٍ حرةٍ ونزيهة أمرٌ ضروريٌ لبناء الثقة بالحكومات وتعزيز التنمية طويلة الأمد.
أسباب الأمل:
على الرغم من التحديات، توجد أيضًا أسبابٌ للتفاؤل في أفريقيا. حيث تزخر العديد من الدول بشبابٍ نشط وبمواردٍ طبيعيةٍ وفيرةٍ وبروحٍ رياديةٍ متزايدةٍ. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الوعي المتزايد بإمكانات القارة الهائلة يجذب المزيد من الاستثمارات والتعاون الدولي.
من خلال معالجة التحديات التي تواجهها والاستفادة من نقاط قوتها، تمتلك أفريقيا القدرة على تحقيق مستقبلٍ أكثر إشراقًاً، حسب الإيكنوميست.