الأولوية لوقف الحرب وصناعة السلام المستدام
أمستردام: 18 أكتوبر 2024: راديو دبنقا
عقدت مجموعة المناصرة من أجل السلام AGPS بقيادة الدكتور فرانسيس دينق والبروفيسور عبد الله النعيم، اجتماعا في نيروبي في كينيا مؤخرا بمشاركة مجموعة متنوعة من المفكرين وقادة المجتمع المدني.
وهدفت الاجتماعات إلى التشاور والتفكير في صياغة مواقف المجموعة من قضايا الحرب والسلام والعدالة الانتقالية ورسم استراتيجية المجموعة في جانب أنشطة المناصرة.
الحرب وصلت إلى مستويات غير مسبوقة
واعتبر الدكتور عصام عباس، عضو مجموعة المناصرة من أجل السلام في حديث لراديو دبنقا أن الحرب التي اندلعت في 15 أبريل 2023 وصلت إلى مستويات غير مسبوقة ومعلومة للجميع بارتفاع معدلات النزوح الداخلي واللجوء إلى دول الجوار، وكذلك ارتفاع معدلات الوفيات والجرائم المرتبطة بالحرب وكل المآسي المرتبطة بالحرب في السودان.
وأشار إلى أن المجتمع الدولي والإقليمي تداعى لإيجاد حل لهذه الكارثة غير المسبوقة في الفترة الأخيرة.
وأشار الدكتور عصام عباس إلى أنه كان لزاما أن يشاركوا بدور فعال جدا سواء أن كان ذلك ضمن الجهود المحلية أو الإقليمية أو الدولية لإيجاد حل.
وأضاف أن كل ذلك دفع مجموعة من الأكاديميين والنشطاء والمهتمين بحقوق الإنسان ومواطنين من المؤمنين بضرورة إيقاف الحرب وأن النزاع لا بد أن ينتهي وأن يعود المجتمع السوداني متماسكا كما كان في الماضي، دفع في بداية شهر يوليو الماضي هذه المجموعة من أصحاب الرؤى الاكاديمية المتماسكة والدرجات العلمية الرفيعة والصادقين في إيجاد حل للأزمة السودانية للانتظام في سلسلة من اللقاءات بغرض بناء إطار مفاهيمي يتم الالتفاف حوله في القضايا الرئيسية.
ونوه الدكتور عصام عباس في حديثه لراديو دبنقا أن هذه القضايا الرئيسية لا تخرج عن وقف الحرب وصناعة السلام واستدامته بالإضافة إلى المساهمة وبشكل فعال في تخفيف الأثار الإنسانية المتعلقة بهذه الحرب اللعينة.
سرديات الحرب
وشدد الدكتور عصام عباس على أن الحرب اندلعت بين طرفين يقدم كل منهما سرديات لدعم نوجهه نحو استمرار الحرب.
وأضاف أنه من جانب قوات الدعم السريع تتمحور هذه السرديات حول تفكيك دولة 56 والمظالم التاريخية.
وأضاف عضو مجموعة “المناصرة من أجل السلام” أنه لا جدال حول وجود مظالم تاريخية وضرورة مواجهتها وأن تدرس، لكن ليس هناك مبرر أن تكون هذه المظالم سببا في التمدد في الحرب والتمسك باستمرارها.
وذكر الدكتور عصام عباس أن الحجة المقدمة من الطرف الآخر تتحدث عن الكرامة وتعتبر هذه الحرب حرب وجودية.
وأضاف لذلك ترى مجموعة المناصرة من أجل السلام أن سردية الكرامة وسردية تفكيك دولة 56 هي أجندات عسكرية خاصة بالطرفين، وأن الحرب تستهدف المدنيين في منازلهم وفي سبل عيشهم وتعرض مستقبل السودان للخطر.
سردية ثالثة
وأضاف الدكتور عصام عباس في حديث لراديو دبنقا أنهم كمجموعة يرون أن حرب 15 أبريل هي استمرار لنزاعات طويلة الأمد بدأت من جنوب السودان وامتدت لدارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق وصولا إلى شرق السودان.
وخلصت المجموعة إلى أن هذه النزاعات لا يمكن حلها عسكريا وبالتالي تبنت مجموعة المناصرة من أجل السلام سردية ثالثة تقوم على مواجهة جذور المشكلة والغوص فيها وتحليلها ومن ثم الخروج برؤية منطقية تعكس أسباب المشكلة وكيفية الوصول لحل.
حل شامل ومتكامل ومستدام
ومضى الدكتور عصام عباس قائلا إن مجموعة المناصرة من أجل السلام تدفع برؤية متماسكة لكيفية الوصول لحل متكامل للأزمة السودانية سواء على مستوى إزالة المظالم التاريخية، أو على مستوى تحقيق المصالحات المجتمعية والغوص في المشكلة السوداني لإبتدار رؤية حل تقود إلى السلام المستدام وليس السلم اللحظي.
واستدرك الدكتور عصام عباس بأن السودانيين كثيرا ما توصلوا لاتفاقيات لحل النزاعات، لكن هذه الاتفاقيات إما أن تنتهي بعلاقة بين النخب وتقاسم للسلطة ويستمر الصراع أو انها اتفاقات تطفئ نار الصراع في منطقة ما، ولكنها تفجره في منطقة أخرى، لذلك تتعلق الرؤية بحل شامل متكامل ومستدام.