الأمم المتحدة: 3.7 مليون طفل تحت سن الخامسة معرضون للإصابة بسوء التغذية الحاد
25 تشرين الأول/أكتوبر 2024 المساعدات الإنسانية
حذرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة اليونيسف من التفاقم المستمر للأزمة الإنسانية في السودان، حيث يحتاج ملايين الأشخاص بشدة إلى المساعدة. وأفادت الوكالتان بأن 3.7 مليون طفل تحت سن الخامسة معرضون للإصابة بسوء التغذية الحاد هذا العام.
وقد أدى الصراع في السودان- الذي اندلع في 15 نيسان/أبريل 2023- إلى نزوح أكثر من 11 مليون شخص، سواء داخليا أو عبر الحدود ودفع ملايين آخرين إلى حالة من الضعف الشديد، وخاصة الأطفال.
مساعد المفوض السامي لشؤون العمليات رؤوف مازو ونائب المدير التنفيذي لليونيسف تيد شيبان قالا في بيان مشترك إن الوصول إلى الخدمات الأساسية – مثل المياه الآمنة والرعاية الصحية والمأوى – محدود للغاية، “وفيما تنهار البنية التحتية الحيوية، يتعين تكثيف الاستجابة الدولية على الفور لمواكبة حجم الاحتياجات الهائل”.
ويواجه ما يقدر بنحو 13 مليون شخص مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي. وتشرف 14 منطقة في جميع أنحاء البلاد على حافة المجاعة، فيما تم تأكيد ظروف المجاعة في مخيم زمزم شمال دارفور.
وقال المسؤولان إن هناك 3.7 مليون طفل دون سن الخامسة من المتوقع أن يعانوا من سوء التغذية الحاد الشديد هذا العام وحده وهم في حاجة ماسة إلى علاج منقذ للحياة. وأضافا أن هؤلاء الأطفال ضعفاء بالفعل بسبب الجوع، وإذا لم يتم الوصول إليهم قريبا، فإن احتمالات وفاتهم بسبب أمراض يمكن الوقاية منها ستزيد بمقدار 11 مرة عن أقرانهم الأصحاء داخل السودان.
وشدد المسؤولان الأمميان على أهمية حصول وكالات الأمم المتحدة- المسؤولة عن تقديم المساعدات والدعم التقني- على إذن من السلطات الحكومية ليكون لها وجود مستدام في جميع المجتمعات المتضررة. وقالا إن الواقع على الأرض لا يزال محفوفا بالحواجز اللوجستية والإدارية وإن قيود الوصول تعيق قدرة الأمم المتحدة على توصيل الإمدادات المنقذة للحياة والحماية للمجتمعات الأضعف، ومتابعة توصيل المساعدات بشكل فعال لضمان وصولها إلى المستفيدين المقصودين.
ودعا المسؤولان الأمميان إلى إعادة إنشاء مكاتب الأمم المتحدة في زالنجي، وسط دارفور، وكادقلي، جنوب كردفان. كما أن تبسيط وتسريع إجراءات الموافقة على شحنات المساعدات والموظفين، بما في ذلك تسهيل الوصول عبر خطوط النزاع، أمر بالغ الأهمية، لأن أي تأخير ــ مثل تلك التي تتعلق بالغذاء الأساسي والصحة والتغذية وغيرها من إمدادات الإغاثة الأساسية ــ يؤدي إلى عواقب مدمرة. يتعين على الشركاء الإنسانيين أن يكونوا قادرين على ضمان توصيل الإمدادات والمساعدات الإنسانية بفعالية وكفاءة إلى المحتاجين. ويتعين على حكومة السودان وجميع الأطراف الأخرى في النزاع تجنب المتطلبات الإدارية المرهقة وتسهيل توصيل الإمدادات دون تأخير إلى المجتمعات المحتاجة.
ورغم التحديات الهائلة، جدد المسؤولان الالتزام بدعم شعب السودان وجميع المتضررين من الصراع. وقالا إن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين واليونيسيف وشركاءهما يعملون بلا كلل لتوفير الخدمات الأساسية، من المأوى الطارئ والمياه إلى التعليم والرعاية الصحية والدعم النفسي والاجتماعي.
ولكنهما ذكرا أن الوضع سيستمر في التدهور بدون دعم دولي مستدام بما في ذلك الاهتمام بطريقة سياسية لمعالجة الصراع وإزالة العقبات البيروقراطية والأمنية.
وشدد مساعد المفوض السامي لشؤون العمليات رؤوف مازو ونائب المدير التنفيذي لليونيسف تيد شيبان بالقول:”قبل كل شيء، يجب أن تكون حماية المدنيين في المقام الأول. ندعو بشكل عاجل جميع أطراف الصراع إلى احترام القانون الإنساني الدولي وإعطاء الأولوية لحماية المدنيين، الذين لا يزالون يواجهون معاناة لا يمكن تصورها. يتحمل المدنيون – وخاصة النساء والأطفال – انتهاكات جسيمة لحقوقهم، بما في ذلك العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي، والاستغلال، والهجمات على سلامتهم وكرامتهم.
ودعا المسؤولان إلى إنهاء يجب ما وصفاه بالأعمال الشنيعة، بما في ذلك استخدام العنف الجنسي كسلاح حرب، على الفور. وقالا: “لا يمكن للمساعدات الإنسانية وحدها حل هذه الأزمة؛ يجب علينا أيضًا ضمان حماية الفئات الأكثر ضعفًا من المزيد من الأذى. يحتاج شعب السودان إلى عملنا الجماعي الآن. ويجب علينا أن نستجيب بالسرعة والحجم اللذين تتطلبهما هذه الأزمة”.