لاجئون سودانيون يصلون إلى مدينة أدري الحدودية في تشاد. ـ مصدر الصورة ـ موقع أخبار الأمم المتحدة

السبت 9/ نوفمبر/ 2024: راديو دبنقا

حذرت مفوضية شؤون اللاجئين من أن الحرب المستمرة في السودان خلقت أسوأ أزمة حماية للمدنيين في العالم منذ عقود، بعيدًا عن اهتمام العالم. وقد وصلنا هذا الأسبوع إلى مرحلة مأساوية. فمنذ اندلاع الحرب قبل 19 شهرًا، أُجبر أكثر من 3 ملايين شخص على الفرار من السودان، بحثًا عن الأمان في البلدان المجاورة.

وأفادت المفوضية بمرور أكثر من عام ونصف من المعاناة التي لا يمكن تصورها، والفظائع الوحشية، وانتهاكات حقوق الإنسان على نطاق واسع. وأوضحت أنه “في كل دقيقة، تتحطم آلاف الأرواح بسبب الحرب والعنف”.

وذكرت المفوضية أن النزوح من السودان مستمر وقد وصل إلى مستويات لم نشهدها منذ بداية الأزمة. في تشرين الأول/أكتوبر وحده، وصل حوالي 60 ألف سوداني إلى تشاد في أعقاب تصاعد القتال في دارفور وانحسار مياه الفيضانات.

ونبهت المفوضية إلى أن الناس يصلون في ظروف يائسة، لا يحملون معهم سوى ذكريات العنف الذي لا يمكن تصوره والذي شهدوه ونجوا منه – “أشياء لا ينبغي لأحد أن يتحملها”.

أهوال لا يمكن تصورها

وأشارت مفوضية اللاجئين إلى أن المدنيين يدفعون أبهظ أثمان هذا الصراع العنيف. فقد روى من تمكنوا من الفرار إلى تشاد الفظائع التي مروا بها والمتمثلة في إرهاب المدنيين، ونهب المنازل، وقتل الناس والحيوانات. وقد أُجبر الكثيرون على مشاهدة أحبائهم يُقتلون. تم استهداف الناس على أساس عرقهم. قُتل الرجال والفتيان وأُحرقت جثثهم. تعرضت النساء للاغتصاب أثناء فرارهن.

ويتذكر الكثير من الناس الجثث التي رأوها متروكة على الطرقات أثناء فرارهم على طريق خطير وغير إنساني إلى بر الأمان.

وفقًا للمفوضية، أفاد 71% من اللاجئين الواصلين إلى تشاد بأنهم نجوا من انتهاكات حقوق الإنسان في السودان أثناء فرارهم. مستويات الصدمة النفسية مدمرة، حيث تعيش العائلات في حالة صدمة بعد فرارها من الفظائع، ولا تزال تعيش في خوف على الرغم من وجودها في أمان نسبي.

وقالت المفوضية إن دول المنطقة تبذل قصارى جهدها، لكن الاحتياجات هائلة في العديد من البلدان المضيفة، التي كانت شعوبها تعاني بالفعل من احتياجات إنسانية هائلة. تشعر البلدان المجاورة بالضغط؛ حيث تنهار المراقف الوطنية تحت وطأة الوافدين المستمرين.

أكبر تدفق للاجئين في تاريخ تشاد

أصبحت تشاد شريان حياة وملجأ لأكثر من 700 ألف لاجئ سوداني – معظمهم من النساء والأطفال – أُجبروا على ترك منازلهم منذ اندلاع “الحرب الوحشية والعشوائية” في السودان. وفقا لمفوضية اللاجئين، هذا هو أكبر تدفق للاجئين في تاريخ تشاد، ويضاف إلى أكثر من 400 ألف سوداني كانوا يعيشون بالفعل في حالة نزوح مطولة في الشرق التشادي، مما يرفع إجمالي عدد اللاجئين السودانيين في البلاد إلى أكثر من 1.1 مليون.

كانت أدري في السابق بلدة حدودية صغيرة يبلغ عدد سكانها 40 ألف نسمة، لكن عدد سكانها زاد بمعدل سبعة أضعاف ليصل الآن إلى 230 ألف لاجئ سوداني، يقضي الكثير منهم شهورا في ظروف قاسية، في انتظار نقلهم إلى الداخل.

على الرغم من الجهود المبذولة، فإن نظام الرعاية الصحية متداع، حيث هناك طبيب واحد فقط لكل 24 ألف مريض – متجاوزا بكثير معيار الطوارئ لطبيب واحد لكل 10 آلاف شخص. الوصول إلى المياه غير كافٍ. لا يزال التعليم أولوية قصوى للعائلات، لكن معظم الأطفال خارج المدرسة منذ ما يقرب من عامين. الغذاء في السودان نادر، ويعبر المزيد من الأطفال الحدود وهم يعانون من سوء التغذية.

مصر: أكبر دولة مضيفة للاجئين السودانيين

وفقا لمفوضية اللاجئين تعد جمهورية مصر العربية أكبر دولة مضيفة للاجئين السودانيين، حيث يقيم فيها 1.2 مليون لاجئ سوداني، وفقا لأحدث الأرقام الحكومية. وقد وفرت مصر الأمان للناس الفارين، وضمنت أن يتمكن الأطفال من الذهاب إلى المدرسة، ومنحت اللاجئين الحق في العمل، وبدء أعمال تجارية جديدة، وفرصة للمساهمة في المجتمعات التي تستضيفهم.

تقوم إثيوبيا بإنشاء مستوطنات متكاملة بدعم من مانحي التنمية، وتعزيز الخدمات الاجتماعية القائمة للاجئين السودانيين ومضيفيهم، بينما تزود أوغندا الوافدين الجدد بالوثائق حتى يتمكنوا من استخدام تعليمهم ومهاراتهم لتعزيز الاقتصادات المحلية. في جمهورية أفريقيا الوسطى، تم تخصيص أراضٍ صالحة للزراعة للاجئين السودانيين لزراعتها.

في ليبيا، أظهرت المجتمعات المحلية، بما في ذلك السودانيون الذين كانوا في البلاد لسنوات عديدة، تضامنا ودعما لعشرات الآلاف من اللاجئين السودانيين. من بين 3 ملايين شخص فروا من العنف في السودان، 650 ألف منهم من جنوب السودان العائدين إلى بلد هش للغاية باحتياجات إنسانية هائلة.

أقل حالات الطوارئ تمويلا

وذكرت مفوضية اللاجئين أن هذه واحدة من أكبر حالات الطوارئ في العالم، لكنها من بين الأقل تغطية إعلامية وتمويلًا. وحذرت من أنه بدون دعم مالي كبير من المجتمع الدولي، سيتعرض التماسك الاجتماعي والاستقرار الإقليمي للخطر وسيواجه الملايين صعوبات.

وأوضحت أن خطة الاستجابة الإقليمية للاجئين في السودان لم يتم تمويلها سوى بنسبة 29 في المائة من أصل 1.5 مليار دولار مطلوبة.

Welcome

Install
×