وفاة مئات الأطفال في السودان بسبب الجوع نتيجة للحرب الدائرة - الصورة لاطفال في احدي المدارس - المصدر منظمة انقذوا الطفولة

تقرير: عبد المنعم شيخ إدريس| واشنطن

في الذكرى الأولى للصراع المسلح في السودان، حذرت لجنة الأمم المتحدة لحقوق الطفل (CRC)  من كارثة تهدد جيلا كاملا من أطفال السودان، حيث يتعرض ٢٤ مليون طفل لانتهاكات جسيمة لحقوقهم في الحياة والبقاء والحماية والتعليم والصحة والتنمية.

أطفال السودان وسط الأعمال الوحشية

وأصدرت اللجنة بيانًا صحفيًا بمناسبة مرور عام على الأعمال الوحشية التي يتعرض لها الأطفال السودانيين، وحثت على وقف هذه الانتهاكات الجسيمة على الفور ووقف تجنيد الأطفال في القوات المسلحة.

وجاء في البيان: “منذ اندلاع النزاع في أبريل ٢٠٢٣ بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، رصدت لجنة حقوق الطفل هجمات متكررة على المدنيين والأعيان المدنية، وقتلًا واسع النطاق، بما في ذلك القتل بدافع عرقي، ومقتل آلاف المدنيين، كثير منهم من الأطفال.”

اغتصاب مدنيين

وتلقّت اللجنة تقارير مقلقة عن اغتصاب مدنيين، بمن فيهم أطفال، وحرمان من وصول المساعدات الإنسانية مما يؤثر على حصول الأطفال على الضروريات الأساسية، وانتهاكات أخرى للقانون الدولي، بما في ذلك انتهاكات حقوق الأطفال الاقتصادية والاجتماعية.

وفي حديثها لراديو دبنقا، تعرب غادة محمد موسى وهي معلمة بالمدارس الأمريكية وأم لعدد من الأطفال عن صدمتها لوضع الأطفال في السودان مع استمرار الحرب، وتقول في ردها على سؤال لدبنقا حول تقرير الأمم المتحدة وما تلقته من معلومات من جهات أخرى إن الوضع مؤلم وكارثي للجميع بمن في ذلك الأطفال اللاجئين خارج السودان:

وتضيف غادة محمد موسى أن الوضع النفسي سيكون له الأثر الأكبر على الأطفال لمعايشتهم المعارك وأصوات القنابل والقصف الجوي:

وأدت هذه الانتهاكات إلى تعريض ٢٤ مليون طفل في السودان لخطر كارثي يهدد جيلا كاملا، حسب البيان، ومن بين هؤلاء الأطفال، يحتاج ١٤ مليونا إلى مساعدات إنسانية ماسة، وهناك ١٩ مليون طفل خارج المدرسة، و٤ ملايين نازح، مما يجعل في السودان الآن أكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم، وفقًا لليونيسف.

نقص حاد في الغذاء والمياه الصالحة للشرب

ويعيش الأطفال في السودان أوضاعاً مزرية، مع نقص حاد في الغذاء والمياه الصالحة للشرب. ووجدت اليونيسف أن ٣.٧ مليون طفل يعانون من سوء تغذية حاد، منهم ٧٣٠ ألف يعانون من سوء تغذية حاد جدا.

وتفاقم الوضعُ مع حرمان ثلثي السودانيين من الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية بعد توقف تشغيل ٧٠-٨٠% من المستشفيات بسبب النقص الحاد في الإمدادات الطبية، بما في ذلك الأدوية المنقذة للحياة.

وحذرت اليونيسف من أن عشرات الآلاف من الأطفال سيموتون على الأرجح دون تحسين الوصول إلى المساعدات والدعم الإضافي، بما في ذلك زيادة التمويل الدولي.

وشهدت الفترة الماضية ارتفاعًا حادًا في عدد الأطفال الذين يُقتلون أو يتعرضون للعنف الجنسي كسلاح حرب مقارنة بالعام الماضي. والأطفال أكثر عرضة للخطر بسبب انتشار تجنيد الأطفال، خاصة في دارفور ومناطق أخرى، بما في ذلك شرق السودان.

تدمير المدارس

وتم تدمير المدارس في جميع أنحاء البلاد، أو تحولت على الأقل ١٧٠ مدرسة إلى ملاجئ طارئة للنازحين داخليًا، ما يعرض حق الأطفال في التعليم للخطر لسنوات قادمة ويجعلهم عرضة لخطر الاستغلال الجنسي والاتجار بالبشر.

وتقول غادة محمد موسى لراديو دبنقا إن حرمان الأطفال من التعليم لمدة سنة كاملة ستكون له آثارٌ كارثية على مستقبل الأطفال وصحتهم النفسية:

وتعرب اللجنة الأممية عن قلقها العميق إزاء هذه الانتهاكات الصارخة لحقوق الأطفال في الحياة والبقاء والتعليم والتنمية بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.

وتحث اللجنة السودان على اتخاذ جميع التدابير العاجلة والضرورية على الفور لإنهاء هذه الانتهاكات الجسيمة والوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقية حقوق الطفل.

وتذكّر اللجنة في بيانها السودان بالتزاماته بموجب البروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل بشأن إشراك الأطفال في النزاعات المسلحة، وذلك في ضوء التقارير التي تفيد بأن كلا الطرفين جندا مئات الأطفال في دارفور وشرق السودان. وتدعو اللجنة السودان إلى وقف تجنيد الأطفال على الفور وحمايتهم من آثار العمليات العسكرية للطرفين.

وحثت غادة محمد موسى الأمهات بشكل خاص على الصبر ومحاولة وتوفير الدعم النفسي لأطفالهن، على الرغم من إقرارها بأن الأمهات أنفسهن بحاجة إلى الدعم النفسي:

هذا وحثت لجنة الأمم المتحدة لحقوق الطفل (CRC) السودان على التعاون مع بعثة تقصي الحقائق الدولية المستقلة للسودان التي أنشأها مجلس حقوق الإنسان في أكتوبر ٢٠٢٣، لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة خلال النزاع

Welcome

Install
×