الأمم المتحدة: السودان يشهد أزمة نزوح هي الأكثر نمواً في العالم

مركز السلام لايواء النازحين ابوشوك بالفاشر 2 أغسطس 2023 ( راديو دبنقا )

قالت نائبة الممثل الخاص للأمين العام، المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتين نكويتا سلامي، إن السودان أصبح أزمة النزوح الأسرع نمواً في العالم، مشيرة إلى فرار 30 ألف شخص من منازلهم يومياً جراء الحرب حيث ارتفع العدد الكلي للنازحين واللاجئين إلى 5.4 مليون.

وأوضحت في كلمة أمام الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بجنيف يوم الأربعاء إن العديد من النازحين يفرون بلا شيء سوى الملابس التي يرتدونها. وأكدت إن الستة أشهر الماضية سببت معاناة لا توصف في السودان.

وأضافت (لقد تحدثت مع العديد من النازحين الذين أخبروني كيف انقلبت حياتهم رأساً على عقب. لقد التقيت بأمهات نازحات في السودان لا يعرفن أين يجدن الوجبة التالية لأطفالهن).

وقالت سلامي (أعيش مع عائلات تنام في ملاجئ مؤقتة، وتكافح من أجل العثور على الغذاء والماء، وغير قادرة على الحصول على الرعاية الصحية، وأطفالها خارج المدرسة ومعيل الأسرة عاطل عن العمل).

نصف السكان في حاجة إلى المساعدات

ويحتاج الآن نصف سكان السودان، 24.7 مليون شخص، إلى المساعدات الإنسانية والحماية، حيث يهدد الصراع والنزوح وتفشي الأمراض باستهلاك البلاد بأكملها.

وأكدت إن الصراع أدى بالفعل إلى شل القطاع الصحي في السودان حيث لم تعد 70 في المائة من جميع المستشفيات تعمل.

وحذرت من العواقب الوخيمة على الأمن الغذائي في حال وصول الصراع إلى مناطق مثل ولاية الجزيرة، سلة غذاء السودان.

وكشفت نائبة ممثل الأمين العام عن تقارير بشأن تزايد حالات العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي، والاختفاء القسري، والاعتقال التعسفي، والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وحقوق الطفل.

استحالة السيطرة على الكوليرا

في الأسابيع الأخيرة، أثرت الأمطار الغزيرة والفيضانات على أكثر من 70 ألف شخص في سبع ولايات [الشمال، نهر النيل، شمال دارفور، القضارف، النيل الأبيض، شمال كردفان، وجنوب كردفان].

وأعربت عن قلقها من تفشي المزيد من الأمراض التي تنتقل عن طريق المياه. مشيرة إلى الإعلان عن تفشي وباء الكوليرا في ولاية القضارف بشرق السودان، مبينة إنه تقوم بالتحقيق فيما إذا كان قد انتشر إلى الخرطوم وجنوب كردفان. وقالت إنه من المستحيل السيطرة على وباء الكوليرا في مناطق الحرب

وكشفت سلامي عن استمرار قتل المدنيين في الخرطوم ونيالا والفاشر ومناطق أخرى على الرغم من التزام الأطراف المجتمعة في جدة بوقف تصعيد القتال وتقليل الأضرار التي تلحق بالمدنيين والامتناع عن أي هجمات غير متناسبة، وأشارت إلى إصابة العشرات في هجوم على سوق مزدحمة في جنوب الخرطوم.

ودعت أطراف النزاع احترام القانون الإنساني الدولي واتخاذ خطوات فورية لحماية المدنيين.

 الوصول على 3.6 مليون شخص

وأكدت كليمنتين نكويتا سلامي، إن الاستجابة الإنسانية هي شريان الحياة لملايين الأشخاص، حيث وصلت منظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة إلى ما لا يقل عن 3.6 مليون شخص يعملون مع ومن خلال العاملين في المجال الإنساني السودانيين ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية، بما في ذلك غرف الاستجابة للطوارئ.

وأكدت إن الأمم المتحدة تمكنت من تقديم المساعدة من خلال آلية عبر الحدود من تشاد إلى دارفور، مشيرة إلى أنه في منتصف سبتمبر، تم تسليم نحو ثلاثة آلاف طن متري من إمدادات المساعدات بواسطة 66 شاحنة عبر ست ولايات. مؤكدة ضرورة تقديم المزيد ــ بشكل آمن، وبشكل متكرر، وبسرعة.

وشددت على ضرورة الوصول إلى 18 مليون شخص مطالبة إلى المزيد من الدعم الدولي، وتحسين الوصول إلى الأشخاص الذين يحتاجون إلينا، وتوفير الأمان لعملياتنا.

دعوة لأطراف الصراع

وأشارت إلى مقتل تسعة عشر من عمال الإغاثة وإصابة 29 آخرين واعتبرته إنه أمراً غير مقبول وغير قانوني.

وطالبت أطراف النزاع بوقف التدخل في عمليات الأمم المتحدة، من خلال التفتيش القسري للشاحنات الإنسانية والوجود العسكري الإلزامي أثناء عملية التحميل في بورتسودان والجزيرة. كما أعربت عن أملها للحد من العقبات البيروقراطية – بما في ذلك التأخير في الموافقات على تأشيرات الدخول للموظفين – كما وعدت السلطات السودانية في اجتماع المانحين أمس.

 تجنب السقوط إلى الهاوية

وقالت إن النداء الإنساني بقيمة 2.6 مليار دولار لم يمول إلا ثلثه. ودعت جميع الجهات المانحة على زيادة التمويل لسد فجوة التمويل للمنظمات التي تقدم المساعدة الحيوية. ويشمل ذلك دعم الصندوق الإنساني للسودان، الذي يوفر التمويل للشركاء الوطنيين.

وأوضحت إن سكان السودان يقفون على حد السكين حيث أن بلادهم تستهلك تدريجياً في هذا الصراع.

 ودعت العالم لإظهار المزيد من التضامن تجنباً لسقوط السودان في الهاوية.

Welcome

Install
×