الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.. معاناة متزايدة في ظل النزوح
القضارف: 21 فبراير 2024: راديو دبنقا
تفاقمت معاناة الأطفال النازحين من ذوي الاحتياجات الخاصة أو المصابين بالأمراض المزمنة جراء النزوح والإقامة في مدارس مخصصة للإيواء بالقضارف.
وقال بشير الصادق من منظمة ليزنفا لراديو دبنقا إن مراكز الإيواء في القضارف تأوي عدداً كبيراً من ذوي الإعاقة البصرية أو الذهنية بجانب المصابين بالتوحد والصرع أو الأمراض المزمنة كالسرطان.
وكشفت تقارير أممية العام الماضي عن وجود 1.5 مليون شخص من ذوي الإعاقة بالسودان أي ما يعادل 5 في المائة من السكان معظمهم في الخرطوم، وتسببت الحرب في نزوح معظمهم إلى الولايات الأكثر أمناً أو اللجوء إلى خارج السودان.
وأكد المتحدث باسم اليونيسف جيمس إلدر في مؤتمر صحفي إن الحرب تسببت في تهجير أربعة ملايين طفل سوداني- أي 13,000 طفل كل يوم لمدة 300 يوم.
ويشير جيمس إلدر إلى أن أكثر من 700 ألف طفل من المحتمل أن يعانوا من أخطر أشكال سوء التغذية هذا العام. “لن نتمكن من علاج أكثر من 300,000 ألفا منهم دون تحسين الوصول والدعم الإضافي. ومن المرجح أن يموت عشرات الآلاف”.
وكشف ناشطون بولاية كسلا عن وفيات متكررة وسط الأطفال فاقدي السند من بينهم عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة بعد نقلهم من مدني إلى كسلا بعد سيطرة الدعم السريع على المدينة.
وأكد بشير الصادق عدم توفر الأدوية الخاصة بالأطفال من ذوي الإعاقة أو المصابين بالأمراض في القضارف وعدم السماح للمنظمات باستيرادها بجانب عدم توفر الاختصاصيين مما أدى لتفاقم معاناة الأطفال. ونبه إلى أن بعض الأطفال المصابين بالتوحد كانوا يتابعون العلاج في مراكز متخصصة عندما كانوا بالخرطوم ولكنها غير متوفرة في القضارف.
معاناة ومخاطر
وقال بشير الصادق إن تكدس النازحين في فصول مراكز الإيواء يؤدي إلى تزايد معاناة الأطفال المصابين بالإعاقة الذهنية وأسرهم. وأوضح إن الأطفال المصابين بالسرطان لا يجدون الرعاية الصحية الملائمة.
ويرى إن انشغال أولياء بتوفير سبل المعيشة يؤدي إلى ضعف الرقابة على الأطفال ويجعلهم عرضة للاعتداء الجنسي في حال خروجهم من مراكز الإيواء.
وأكد المتحدث باسم اليونسيف ارتفاع حالات القتل والعنف الجنسي والتجنيد بمقدار خمسة أضعاف عما كانت عليه قبل عام. “وهذا يعادل أعدادا مرعبة من الأطفال الذين قتلوا أو اغتصبوا أو تم تجنيدهم. وهذه الأرقام ليست سوى غيض من فيض”.
وقال بشير الصادق لراديو دبنقا إن منظمة ليزنفا اقامت مساحات آمنة للأطفال من الساعة 8 إلى 11 صباحاً، للنازحين في مراكز الإيواء للأغراض التعليمية، مؤكداً في الوقت نفسه إن البيئة غير مهيئة في المراكز نظراً لوجود مجموعة كبيرة من الأطفال.