اشتباكات التكينة بولاية الجزيرة.. حقيقة ما يجري!

التكينة شمال الجزيرة، الدعم السريع

منطقة التكينة بشمال الجزيرة-خرائط قوقل

الجزيرة: 21 نوفمبر 2024: راديو دبنقا

ارتفع عدد القتلى وسط مواطني التكينة بشمال الجزيرة، أمس الأربعاء، إلى تسعة أشخاص، جراء تجدد الاشتباكات المسلحة بين قوات الدعم السريع ومواطني المنطقة بينما لم يتسن معرفة عدد القتلى في صفوف الدعم السريع.

وكشفت مصادر متطابقة لراديو دبنقا عن أن قوات الدعم السريع جدّدت هجومها على منطقة التكينة، أمس الأربعاء، مما أدى لاشتباكات مع مواطني المنطقة قبل أن يشن الجيش غارة جوية أعقبها هدوء حذر في الأوضاع. 

وقال المبر محمود، الأمين العام لمؤتمر الجزيرة، في مقابلة مع راديو دبنقا، إن عدد الضحايا وسط مواطني التكينة ارتفع إلى 9 قتلى بجانب إصابات عديدة مشيراً إلى استمرار الاشتباكات حتى وقت متأخر من يوم الأربعاء. 

وكانت منطقة التكينة شهدت اشتباكات، يوم الثلاثاء، وأدت إلى مقتل ثلاثة مواطنين، وعدد من جنود من الدعم السريع، فيما شن الطيران الحربي غارات جوية أدت لانسحاب جنود الدعم السريع.

من جانبه، نفى أيوب نهار مستشار قائد الدعم السريع، في مقابلة مع راديو دبنقا، علمه بوقوع اشتباكات في التكينة، ولكنه أكد في الوقت نفسه على أن أي شخص حامل للسلاح في هذه المنطقة وغيرها هدف مشروع.

وفي مايو الماضي شهدت التكينة هجوما مماثلاً من قبل الدعم السريع أدى لمقتل 20 شخصا وإصابة آخرين.

وتقع التكينة في محلية الكاملين شمال مدينة ود مدني بنحو 100 كلم، وبحسب مؤتمر الجزيرة فإن عدد سكان التكينة 120 الفا من بينهم معظمهم من النازحين الفارين من أتون الحرب منذ ديسمبر الماضي.

وتؤوي المنطقة عدداً كبيراً من نازحي قرى “السريحة”، “أزرق”، “ودلميد”، “العديد”، “أمغد” و”البشاقرة” نزحوا إلى “التكينة” في ولاية الجزيرة.

تسليح المدنيين.. جدل مستمر

تداولت وسائل التواصل الاجتماعي، يوم الثلاثاء، على نطاق واسع، مقطع فيديو للعشرات من مواطني التكينة على طريق الخرطوم مدني يحملون الأسلحة، ويزيلون الارتكازات، ويتوعدون قوات الدعم السريع.

 ويقول المبر محمود الأمين العام لمؤتمر الجزيرة لراديو دبنقا إن المواطنين يستخدمون أسلحة بدائية للدفاع عن أنفسهم وأسرهم واعتبر ذلك أمرا مشروعا، ونفى تسليحهم بواسطة الجيش أو أي جهة ذات صلة به. وقال إن أهل الجزيرة غاضبون على الجيش بسبب عدم تسليحهم بواسطة الجيش.

وأعلن المبر رفض مؤتمر الجزيرة تسليح المواطنين، ووجه دعوة للجيش للقيام بواجباته الدستورية لحماية المواطنين ولكنه أكد في الوقت ذاته أن دفاع المواطنين عن أنفسهم يعتبر في القانون الدولي “حركة مقاومة وتحرر” ولا ينفي عنهم صفة المدنية. وتساءل ” كيف يمكنك أن تتعامل مع من يهاجمك في منزلك ويسعى لهتك عرضك ونهب ممتلكاتك؟”.

بالمقابل، يقول أيوب نهار مستشار قائد الدعم السريع لراديو دبنقا إن مقطع الفيديو المتداول يؤكد انتشار المسلحين على طريق الخرطوم مدني قبالة التكينة، ويرى أن حمل المدنيين للسلاح يخرجهم من الدائرة المدنية، وقال إن البروتوكول الخاص لحماية المدنيين في القانون الإنساني الدولي ينص على تحول المدنيين إلى أطراف في النزاع في حال حملهم السلاح ويضيف قائلا (السلاح يواجه بالسلاح). 

 وتعرّف اتفاقية جنيف الخاصة بحماية الاشخاص المدنيين في حال الحرب المرحة في أغسطس 1949، المدنيين بأنهم الأشخاص الذين لا يشتركون مباشرة في الأعمال العدائية، بمن فيهم أفراد القوات المسلحة الذين ألقوا عنهم أسلحتهم، والأشخاص العاجزون عن القتال بسبب المرض أو الجرح أو الاحتجاز أو لأي سبب آخر.

اشتباكات التكينة- وسائل التواصل الاجتماعي

اتهامات ودفاع

من جانبه اتهم أيوب نهار مستشار قائد الدعم السريع في مقابلة مع راديو دبنقا الجيش بالسعي لخلق مواجهة بين قوات الدعم السريع والمدنيين ووصف ذلك بأنه محاولات يائسة للتكسب السياسي والإعلامي، ونوه إلى مخطط لتسليح المواطنين في قرى الجزيرة جرى كشفه عبر مقاطع “فيديو” موثقة على وسائط التواصل الاجتماعي، وأضاف أن مقاطع الفيديو تظهر من وصفهم ب”الفلول وبعض المخدوعين من قرية التكينة وقرى أخرى، وهم يتوعدون بمهاجمة قواتنا”.

وناشد نهار مواطني القرى بالنأي بأنفسهم عما وصفه بمخطط الفلول ومحاولات الزج بالمواطنين في القتال باسم المقاومة الشعبية، داعيا المواطنين إلى ضرورة الابتعاد عن المسلحين، وأكد إن قوات الدعم السريع لن تتهاون مع من وصفهم بالفلول والمسلحين وستواجههم بالحسم الكامل.

ويشير إلى رصد قوات الدعم السريع لعمليات الحشد والتسليح لمواطني بعض القرى والمناطق في ولاية الجزيرة، لمهاجمة قوات الدعم السريع، وتابع “وفقاً لمعلوماتنا المؤكدة يهدف المخطط لإشاعة الفوضى، ودفع المواطنين إلى ساحات القتال بعد توزيع السلاح عليهم ومن ثم الترويج السياسي والإعلامي”.

وقال إن قوات الدعم السريع تحتفظ بأدلة كافية عن تورط قيادات المؤتمر الوطني في عمليات التجييش العشوائي، للمتاجرة السياسية والإعلامية بدعاوى الانتهاكات، وأضاف (الشاهد الأكبر في ذلك هو إعلان البرهان في خطاب على رؤوس الأشهاد بمنطقة البطانة، تسليحه للمدنيين تحت مسمى المقاومة الشعبية (الدفاع الشعبي) واستعداده لتسليح كل المناطق).

ولكن المبر محمود الأمين العام لمؤتمر الجزيرة يقول لراديو دبنقا إن المناطق المدنية لا ينبغي أن تكون هدفاً عسكريا، وقال إن قوات الدعم السريع عوضا عن مهاجمة الأهداف العسكرية المتمثلة في مقرات الجيش وارتكازاته، تستهدف القرى والمدن وتحاصرها.

وأشار إلى تعرض قرية ” التكينة” بمحلية الكاملين للحصار منذ الخميس الماضي 14 نوفمبر الجاري واتهم قوات الدعم السريع بالتخطيط لارتكاب مجزرة جديدة بالتكينة، خاصة التي تؤوي نازحين من قرى شرق وشمال الولاية مثل ” ازرق، والسريحة، وأم مغد، والبشاقرة” وغيرها.

وحذر من كارثة ومجزرة وشيكة ” بالتكينة”، وقال إنهم يرصدون أعمال قوات الدعم السريع وتخطيطها، واتهمها بافراغ القرى حول التكينة من السكان إيذانا لارتكاب المجزرة.

وتداولت قوات الدعم السريع أمس الأربعاء مقطع فيديو عن الاشتباكات التي دارت في التكينة ويقول الجنود خلال المقطع إنه لا يوجد جيش في المنطقة وإن من يواجهونهم بالسلاح هم المواطنين.

واتهم المبر محمود الدعم السريع باجتياح منطقة اللعوتة واحتجاز المواطنين وتهجيرهم مما أدى لمقتل 23 شخصاً وأشار إلى تهجير قرى البشاقرة غرب وأم مغد والسريحة. 

وقال إن عدد الضحايا في الهلالية جراء التسمم والكوليرا وهجمات الدعم السريع ارتفع في اخر إحصائية يوم الثلاثاء إلى 527 شخصا وذلك خلال ثلاثة أسابيع.  وأشار إلى عبور المواطنين من الهلالية إلى ابوعشر يومياً بسبب نقص الأغذية والرعاية الصحية وتفشي الكوليرا. وبالمقابل نشرت قوات الدعم السريع مقاطع فيديو أقرت فيها بتردي الوضع الصحي في أبو عشر والهلالية مبينة أنها أرسلت قافلة أدوية وسجلت شهادات لعدد من المواطنين. ولكن المبر محمود يرى أن هذه شهادات لمواطنين مغلوبين على أمرهم ويقيمون في منطقة يسيطر عليها الدعم السريع.

ونبه المبر إلى ارتفاع عدد الضحايا في ود عشيب بشرق الجزيرة إلى 30 شخصا بسبب غياب الرعاية الصحية وتفشي الكوليرا وذلك منذ اقتحام قوات الدعم السريع للمنطقة، ويشير إلى أن رفاعة تعاني من حصار خانق وإن عدد الوفيات اليومية بمعدل 7 إلى 10 حالات ولا يسمح للمواطنين بالحركة إلا إلى مناطق يسيطر عليها الدعم السريع.  واعتبر أن احتجاز المواطنين ومنعهم من الحركة يندرج تحت وصف الإبادة الجماعية.

نزوح جماعي

وحول حركة النزوح أشار المبر محمود الأمين العام لمؤتمر الجزيرة في مقابلة مع راديو دبنقا إلى وجود 120 ألف شخص في التكينة من بينهم نازحين من أكثر من 10 قرى. وقال إن عدد من النازحين الجدد وسكان المنطقة نزحوا إلى خارجها منذ يوم الثلاثاء بسبب الهجمات، مشيراً إلى ان النزوح يتم عبر طرق غير آمنة تسيطر عليها الدعم السريع. ودعا قوات الدعم السريع لتوفير ممرات آمنة للمدنيين للخروج من القرى التي وصفها بالمحاصرة.

وتصاعدت حدة المعارك والهجمات في مناطق الجزيرة قبل أكثر من شهر بعد انشقاق ابوعاقلة كيكل قائد قوات الدعم السريع في الجزيرة وانضمامه للجيش، وأدى ذلك إلى شن هجمات واسعة على مناطق تمبول وقرى شرق وشمال الجزيرة.

وأشار مصادر متطابقة إلى مقتل 1237 شخصا منذ ونزوح 343 ألف شخص منذ اندلاع الهجمات في شرق وشمال الجزيرة.

Welcome

Install
×