حركة النزوح من سنجة إلى المناطق الأخرى - المصدر:حرائط قوقل

سنجه: 1 يوليو 2024: راديو دبنقا

شهدت مدينة سنجة، منذ مساء أمس الأحد، تراجعاً في حدة الاشتباكات والقصف المتبادل بين الجيش والدعم السريع. وذكر شهود عيان أن الدعم السريع نجح في الاستيلاء يوم أمس الأحد على مقر اللواء 165 مدفعية واللواء 67 مشاة التابعين للفرقة 17 مشاة ومقرها في الدمازين. وكان مقر اللواء 67 مشاة الواقع في جنوب المدينة هو آخر المعاقل التي نجح الجيش في الحفاظ عليها بعد دخول قوات الدعم السريع لسنجة يوم الجمعة 28 يونيو 2024. ومن المهم الإشارة إلى أن مدينة سنجة وبجانبها سنار تستوعبان أعداداً كبيرة من نازحي ولاية الجزيرة الأمر الذي يهدد بموجة نزوح كبيرة.

تواصلت حركة النزوح من سنجة وسنار والمناطق المجاورة خصوصا بعد أن أعاد الجيش فتح الكبرى. وتراصت صفوف السيارات والحافلات والدراجات النارية على امتداد 2 كيلومتر لعبور الكبرى إلى الضفة الشرقية للنيل الأزرق. وقالت مصفوفة تتبع النزوح التابعة لمنظمة الهجرة الدولية إن أكثر من 55 ألف شخص نزحوا من سنجة منذ اندلاع المعارك يوم السبت. وتشير متابعات راديو دبنقا إلى أن النازحين توزعوا بين عدد من الاتجاهات، حيث اتجه عدد محدود نحو مدينة الجبلين لجهة الجنوب الغربي (440 نازح)، فيما غادرات الأغلبية العظمى في اتجاه القضارف التي تبعد عن سنجة بحوالي 180 كيلومتر عن طريق مدينة الحواتة التي تقع على بعد 80 كيلومتر من سنجة في اتجاه الشمال الشرقي (50 ألف نازح) ومدينة الدندر. واختارت أعداد مقدرة التوجه نحو مدينة الدمازين الواقعة على بعد 163 كيلومتر ومحلية الروصيرص (5 ألف). كما أن أعداد كبيرة من سكان جبل موية كان قد غادروا مساكنهم في يوم 25 يونيو الماضي بعد استيلاء الدعم السريع على المنطقة.

إجراءات أمنية

ومع بدء تدفق النازحين من سنجة نحو ولايتي القضارف والنيل الأزرق، سارعت السلطات في الولايتين إلى تمديد ساعات حظر التجول لتصبح من الساعة السادسة مساء إلى الساعة السادسة صباحا. وحظر والي الدمازين، الفريق أحمد العمدة، استخدام الدراجات النارية (المواتر) واستثنى من هذا القرار منسوبي القوات النظامية والكوادر الطبية. وشكت لجان المقاومة في الدمازين من حدوث ارتفاع كبير في أسعار السلع مع بدء وصول النازحين من سنجة.

ويتواصل انقطاع خدمات الاتصالات والكهرباء لفترات طويلة خلال اليوم ما يحرم النازحين من التواصل مع أسرهم وفيما بينهم لتحديد أماكنهم. فيما وجهت انتقادات واسعة للسلطات في الولايتين بسبب عدم توفيرها لأي خدمات فيما يتعلق بالإيواء والغذاء والخدمات الصحية للنازحين الجدد. ونشير إلى أن وصول هذه الموجات الجديدة من النازحين للقضارف تزامن مع قرار السلطات بإخلاء المدارس المستخدمة كدور للإيواء من أجل بدء العام الدراسي.

فتح كبري سنار

وكشف تجمع أبناء سنار في صفحته على فيسبوك إن عدداً كبيراً من سكان المدينة نزحوا إلى خارجها بعد فتح الجيش للكبري. ومن الواضح أن الأوضاع الأمنية والخدمية والغذائية في المدينة تتدهور باضطراد، حيث نوه تجمع أبناء سنار إلى استمرار انقطاع التيار الكهربائي وخدمات المياه في المدينة وتوقف المرافق الصحية عن الخدمة.  وأشارت لجان مقاومة مايرنو إلى انقطاع تام للتيار الكهربائي وانقطاع شبكتي ام تي ان وسوداني في المنطقة.

 كما أعلنت مبادرة مفقود عن تلقيها 15 بلاغ فقدان من سنجة صباح اليوم الإثنين من بينهم طفلة رضيعة.

من جانبه قال المحامي عثمان البصري عضو المجموعة السودانية لضحايا الاختفاء القسري أو عضو حملة وديتوهم وين لراديو دبنقا إنهم تواصلوا مع الأشخاص المبلغين وإنهم لم يتأكدوا بعد من أسباب الاختفاء مشيرين إلى انقطاع تواصل الأفراد مع ذويهم، وقال إن بعضهم فقد التواصل مع ذويه بسبب نفاذ الوقود بينما تعرضت عربات بعضهم للنهب. وأشار إلى أنهم سيواصلون الاتصالات للتأكد من ظروف الاختفاء وهل يندرج في قائمة الإخفاء القسري بسبب الاختطاف والاعتقال أم أنه فقدان لظروف  أخرى  مؤكداً إن معظم الحالات المبلغ عنها أطفال.

من جانبها، دعت قوات الدعم السريع مواطني سنجة والمناطق المجاورة وسنار لعدم مغادرة منازلهم وطالبتهم بالبقاء فيها وتعهدت بحمايتهم.  فيما أدانت لجان المقاومة الموقعة على ميثاق سلطة الشعب اقتحام الدعم السريع منازل المواطنين في سنجة، واستنكرت القصف الجوي والاعتقالات.

تزايد المخاوف من اتساع نطاق القتال

تضاربت الأنباء خلال اليوم الاثنين 1 يوليو 2024 بشأن سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الدندر، بولاية سنار، بسبب انقطاع الاتصالات في المدينة منذ مساء الأحد، فيما أكد مواطنون انسحاب القوات المسلحة من كبري ود العيس في سنجة.

وأكدت قوات الدعم السريع عبر حسابها على منصة اكس سيطرتها على مدينة الدندر قبل أن تعود تسحب التغريدة. و في وقت لاحق أكد مواطنون من الدندر عدم سيطرة الدعم السريع على المدينة وانسياب الحركة عبر جسر الدندر. وتتمتع الدندر بموقع استراتيجي مهم بالنظر إلى أنها في حال سيطرة الدعم السريع عليها سينجح في قطع الطريق البديل لإمداد قوات الجيش في الدمازين حيث ترابط الفرقة الرابعة مشاة بعد أن قطع الدعم السريع الطرق المحاذي للنيل الأزرق والذي يتجه من سنار جنوبا، مرورا بمدينة سنجة ووصولا إلى مدينة الدمازين.

منطقة حاكمة

تهديدات القائد العسكري في قوات الدعم السريع، المك عبيد سليمان أبوشوتال، بأن الدمازين تمثل هدفا لهم ومطالبته للقيادات الأهلية والمحلية بإخراج الجيش من المدينة لتجنيب المدينة مخاطر وصول الحرب إليها، جاءت لتصب المزيد من الزيت في نيران مخاوف المواطنين من أنه لم تعد هناك منطقة آمنة لهم.

وتقع الدندر على بعد 164 من القضارف لجهة الجنوب الغربي ويربطهما طريق غير ممهد تصعب الحركة فيه خلال فصل الخريف. بينما تبعد الدندر بحوالي 110 جنوب كيلومتر إلى الشمال الغربي من مدينة الدمازين. وفيما تبعد الدندر عن سنجة بحوالي 134 كيلومتر في الجنوب الشرقي.

وتبقت للجيش خيارات المرور عبر الحدود مع أثيوبيا وهو طريق طويل وغير ممهد تصعب الحركة فيه في فصل الخريف أو المرور عبر أراضي دولة جنوب السودان للتواصل برا مع الدمازين. فيما يوجد مطار كبير في الدمازين يمكنه استقبال مختلف أنواع طائرات النقل العسكري.

انتشار الشائعات والأخبار الكاذبة

في الساعات الأولى من صباح الاثنين، تداول سكان ولاية سنار معلومات عن تجميع قوات الدعم السريع لقوات كبيرة في مناطق جنوب حنتوب استعدادا للتقدم جنوبا على الضفة الشرقية للنيل الأزرق لتعزيز الحصار على مدينة سنار. وأجرى فريق دبنقا للتحقق اتصالات بعدد من المصادر في المنطقة واتضح أن هذه المعلومات غير صحيحة خصوصا بعد أن قامت قوات الجيش بفتح الكباري العابرة للنيل الأزرق في سنار وسنجة وسماحها للمواطنين بالعبور. كما أن تحرك مثل هذه القوة في منطقة مفتوحة يجعلها هدفا سهلا لتمركزات القوات المسلحة في المنطقة الممتدة من الفاو شمالا وحتى الحواتة جنوبا وكذلك للطيران الحربي.

لكن هذه الشائعة، أثارت حالة من الخوف والذعر وسط سكان المدن والقرى المحاذية للنيل الأزرق من جهة الشرق والتي بدأت بدورها تشهد حركة نزوح في اتجاه القضارف وكسلا. كما زادت هذه الشائعات مخاوف سكان سنار من أن ينجح الدعم السريع في قفل المدخل الشرقي لكبري سنار ما يفرض على المدينة حصارا من الاتجاهات الأربعة.

Welcome

Install
×