استمرار موجات النزوح على القضارف ووصول نحو 6000 أسرة إلى حلفا وتسجيل حالتي وفاة

مواطنون من مناطق شرق الجزيرة في بداية رحلات النزوح - اكتوبر 2024- وسائل التواصل

حلفاـ القضارف: الخميس 31/ أكتوبر 2024: راديو دبنقا

تقرير: سليمان سري

تواصلت موجات النزوح إلى ولاية القضارف ومحلية حلفا الجديدة بولاية كسلا، فرارا من المعارك والانتهاكات في شرق الجزيرة.

وحذرت المنظمة الدولية للهجرة من أن عدد النازحين بسبب الصراع قد يصل إلى عشرة ملايين خلال الأيام المقبلة.

وكشفت مصفوفة تتبع النزوح التابعة لمنظمة الهجرة الدولية عن أن نحو 119,395 فرداً (23,879 أسرة) نزحوا من منطقتي شرق الجزيرة وأم القرى بولاية الجزيرة منذ 20 أكتوبر.

واشارت في تقرير إلى أن الأسر النازحة وصلت إلى محليات الفاو والمفازة والبطانة والرهد و القلابات الشرقية وبلدية القضارف ووسط القضارف، ومحليات حلفا الجديدة وريفي خشم القربة وريفي نهر عطبرة بولاية كسلا، وكذلك في محليات عطبرة والدامر والمتمة وأبو حمد وبربر وشندي في نهر النيل.

من جهتها وجهت غرفة طوارئ شرق النيل مناشدة عاجلة، في بيان صحفي تحصل عليه “راديو دبنقا”، لمد يد العون ودعم المبادرات الأهلية والمجتمعية التي أطلقها أهالي المنطقة لمساعدة الناجين من الأحداث الأخيرة بولاية الجزيرة عموماً وخاصةً قُرى شرق الجزيرة.

وأدت تلك الأحداث إلى نزوح ما بين (17,000 – 20,000) شخص إلى منطقة أبودليق بمحلية شرق النيل.

6 ألف أسرة في حلفا
وأفاد مصدر بحلفا الجديدة، لراديو دبنقا أن المدينة استقبلت حتى الآن نحو 6,000 أسرة، موزعين في 24 مركز إيواء، وأن إجمالي عدد الأسر التي تحتاج لخيام يبلغ حوالي 5,500 مع حاجتهم لإنشاء 200 دورات مياه.

وقال المصدر إن المحلية اضطرت لفتح استاد حلفا لايواء أعداد كبيرة من النازحين دون توفير خيام.

وأضاف أن المستشفى أيضًا استقبلت أعدادا كبيرة من المرضى القادمين من ولاية الجزيرة، وصلوا في ظروف صحية سيئة وتراواحت أعدادهم بين 400 ـ 500 شخص، مما اضطر إدارة المستشفى لإنشاء وحدة صحية متنقلة، وأضاف أنه سُجلت حالتا وفاة بين النازحين، مع تسجيل حالة اغتصاب واحدة متكتم عليها.

وأضاف المصدر أن أعداد النازحين كبيرة في ظل إمكانيات المحلية المتواضعة، مشيرًا إلى أن هنالك صعوبة في توفير الغذاء رغم وجود بعض المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني مثل برنامج الغذاء العالمي الذي تقوم فرق تابعة له بتوزيع الغذاء على النازحين.

ذكر أن المراكز التي استقبلت النازحين من ولاية الجزيرة هي: مركز المصرية، مركز الأميرية، مركز التوفيقية 182 أسرة، مركز عبدالوهاب جلال، مركز الاستاد 175 أسرة، مركز البيطري 291 أسرة، مركز المخازن 180 أسرة، مركز البرهانية 75 أسرة.

ولم يتمكن “راديو دبنقا” من الحصول على أعداد النازحين في مراكز إيواء قرية ٦، مركز قرية ٥، مركز قرية ٧، مركز النقل المكنيكي، مركز ست الحبايب، مركز ام شديدة، مركز الجنيد، مركز ٦٥ الشبيك، مركز قرية ٨ عرب، مركز قرية العزازة، مركز ام ريش، مدرسة دهب عبد الجابر، جملون مربع 6 ، كبري 4 خلف المحلية، ومركز القفلة.

وقال المصدر أن النازحين في حاجة إلى توفير وجبات، وعيادات داخل المراكز ودفايات مع دخول فصل الشتاء خاصة وأن المنطقة معروفة ببرودة الطقس، مع الحاجة لتوفير مخيمات، وبراميل مياه ومفروشات.

النازحين بالقضارف

لم تكن الأوضاع الإنسانية في القضارف افضل حالا من حلفا الجديدة، حيث أكد مدير منظمة “ليزنفو” بولاية القضارف، بشير الصادق أن حركة النزوح من شرق الجزيرة ومن منطقة تمبول تحديدًا في ازدياد مستمر، حيث غالبية النازحين من النساء والأطفال، مشيرًا إلى صعوبة رصدهم وإحصائهم.

وقال الصادق لـ”راديو دبنقا” إنَّ القادمين يستخدمون كل وسائل المواصلات من عربات نقل كبيرة أو صغيرة وبأعداد كبيرة، بعضهم يركبون أعلى أسقف البصات.

واوضح أن معظم الذين نزحوا إلى القضارف من النساء والأطفال والمسنين، مع قلة واضحة لشريحة الشباب، وقال إنَّ ذلك سيشكل عبئًا جديدًا على هذه الأسر في الوضع الجديد.

واعتبر أن مدينة القضارف ذات إمكانيات محدودة لاستقبال وإيواء هذه الأعداد الكبيرة من النازحين، مشيرا إلى أن مراكز الإيواء امتلأت عن آخرها سواء في السوق الشعبي أو المعهد العلمي أو منطقة الجمارك التي كانت مخصصًة للنازحين من سنجة.

وقال إنَّ هذا الضغط على المدينة اضطر بعض النازحين أن يقيموا في الشوارع بالقرب من المناطق التي تتواجد فيها مقار المنظمات الدولية الكبيرة مثل منظمة الهجرة الدولية، على أمل أن يتحصلوا على إعانات منها.

ووصف الوضع الإنساني بأنه سيئ جدًا وقال إنَّ الذين نزحوا في الأيام الأولى للإحداث في ولاية الجزيرة، قبل فترة الخريف، كانت لديهم القدرة المالية واستطاعوا استئجار منازل، وبعضهم تمت استضافتهم لدى بعض الأسر في القضارف، مشيرًا إلى أن هنالك مساكن مكتظة بأعداد كبيرة من النازحين يتجاوز عددهم 17 إلى 18 شخص أي أكثر من أسرتين مع أطفالهم ما شكل عبئًا على الأسر المضيفة.
وقال إنهم يعيشون في ظروف صعبة أبرزها تتعلق بمشاكل المعيشة وضغوط الحياة، وأن رب الأسرة يواجه صعوبات شديدة في سبيل الحصول على وسائل كسب العيش وتوفير الاحتياجات الضرورية للأسرة.

وقال إنه بالإضافة لهذه الأعباء، فهنالك صعوبة شديدة في الحصول على المياه في الولاية التي تعاني أصلاً وبشكل عام من أزمة في المياه، مما تسبب في ارتفاع أسعارها، حيث يصل سعر البرميل إلى أربعة أو خمسة ألف جنيه.

وأضاف مدير منظمة ليزنفو بشير الصادق “في المقابل هنالك مبادرات من بعض الشباب، يقدمون الخدمة للنازحين بتوزيع الأطعمة عبر المواتر الصغيرة “تكاتك” لكن أصبحوا غير قادرين على تغطية الأعداد الكبيرة من النازحين”.

وأوضح هنالك حركة نشطة واضحة من المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني تقدم المساعدات الإنسانية للنازحين الذين تم إيوائهم في خيام بالقرب من مقارهم في منطقة السوق الشعبي أو مايعرف بمنطقة الميناء الجاف، وقال إنَّ بعض المسؤولين على سبيل المثال في اليونسيف ووزارة الصحة تفقدوا هؤلاء النازحين هنالك ووقفوا على أوضاعهم الإنسانية.

ولم يستبعد الصادق الذي كان يتحدث لـ”راديو دبنقا” من ولاية القضارف أن تنتشر بعض الأمراض مثل “حمى الضنك أو الملاريات” مع تزايد الأعداد الكبيرة من النازحين، مع عدم قدرتهم المالية في الحصول على العلاج والرعاية الطبية.

وتابع قائلا “هم اصلاً غير قادرين على مواجهة متطلبات الحياة بسبب غلاء المعيشة، بل إن بعض سكان القضارف انفسهم اضطروا لاستئجار منازلهم والسكن في أماكن أقل تكلفة حتى يتمكنوا من مواجهة ظروف المعيشة الغالية”.

Welcome

Install
×