استعدادٌ لوقف إطلاق النار ورواية مفصلة عمن أطلق الرصاصة الأولى.. وقفة مع خطاب حميدتي في ذكرى الحرب
لندن: 16 ابريل 2024: راديو دبنقا
ظل قائدا الدعم السريع والجيش يشغلان المواطنين كلما تحدثا في خطاب جديد، عسى أن يجدوا بين سطوره إجابات شافية أو محاولة للإجابة على الاسئلة التي تلح عليهم.
ويوم الاثنين، القى القائد العام لقوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) خطابا جديدا احتوى على عدد من النقاط، لكن اللافت هذه المرة أنه ركز في بداية حديثه على سرد الكثير من التفاصيل عن الاسابيع، وربما الأشهر السابقة للحرب ليصل إلى يوم اندلاعها.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي، محمد عبد العزيز أن حميدتي أراد من هذا السرد الطويل، بالنسبة لخطاب موجه للمواطنين، أن يظهر قواته على أنها ضحية لاندلاع الحرب في الخامس عشر من ابريل من العام الماضي.
وأضاف عبد العزيز أن حميدتي بحديثه هذا، تناول واحدة من النقاط التي لا تزال تشكل مثارا للجدل وهي التساؤل عن الجهة التي أطلقت الرصاصة الأولى.
وتابع قائلا إن هناك العديد من الفرضيات والروايات بشأن هذه النقطة، وتأسيسا على ذلك يحاول كل طرف القول إن لديه الشرعية الأخلاقية لخوض هذه الحرب، كونه تعرض إلى غدر وخيانة من الجانب الآخر.
“لهجة تصعيدية واضحة”
وكان كل من حميدتي وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان قد القيا خطابين متزامنين قبل نحو أسبوع بمناسبة عيد الفطر، حيث تمسك كل منهما بالحسم العسكري للحرب دون ذكر لطاولة المفاوضات.
وأعرب عبد العزيز عن اعتقاده بأن خطاب حميدتي يوم الاثنين كان متقدما على خطابه بمناسبة عيد الفطر، “الذي احتوى على لهجة تصعيدية واضحة”، حسب وصفه.
واستدرك قائلا إن ذلك التصعيد تزامن مع تصعيد قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان خلال خطابه بنفس المناسبة.
“لا يعول عليها”
وعن إعلان حميدتي الاستعداد لوقف إطلاق النار على الرغم من سيطرته على أجزاء واسعة من البلاد، حسبما جاء في الخطاب، قال عبد العزيز إن قضية السيطرة على الأرض “هي مسألة نسبية، لا يمكن أن يعول عليها كثيرا”.
وأعرب عن اعتقاده بأن أي انتصارات عسكرية ربما لا يكون لها أثر سياسي كبير عندما يصل الطرفان إلى طاولة المفاوضات.
لكنه تابع قائلا إن حميدتي بتصريحاته هذه يظهر نفسه بأنه أكثر حرصا من البرهان على الجلوس إلى طاولة المفاوضات وتحقيق السلام.
وأشار إلى أن هذا التوجه كان مخالفا لخطابات البرهان التي كانت تنحو غالبا نحو التصعيد والتلويح بالحل العسكري.