ارتفاع ضحايا قصف قوات الدعم السريع على الأبيض إلى 20 قتيلاً و105 جريحاً

ولاية شمال كردفان خرائط قوقل

الأبيض: 15 أغسطس 2024: راديو دبنقا
تجدد قصف قوات الدعم السريع لمدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان اليوم الخميس من الناحية الجنوبية دون وقوع خسائر، وسط هلع وذعر بين المواطنين أدى إلى إغلاق بعض المدارس التي تقع غرب وجنوب الأبيض.

وكشفت وزير الصحة بالإنابة بولاية شمال كردفان، د إيمان مالك، عن ارتفاع عدد القتلى، نتيجة القصف العشوائي على مدينة الأبيض عاصمة شمال كردفان من قبل قوات الدعم السريع، إلى 20 قتيلاً فيما ارتفع عدد الجرحى والمصابين إلى 105 مصاباً، وذلك من خلال الاحصائيات الجديدة التي وردت صباح اليوم الخميس من المؤسسات الصحية، وأوضحت مالك في تصريحات صحفية أن الطواقم الطبية تواصل في تقديم الخدمات الطبية والعلاجية للمصابين.

قذائف من جبل عيسى
وتحاصر قوات الدعم السريع مدينة الأبيض من كل المداخل، وتتواجد حول الأبيض في 11 وحدة إدارية من جملة 19 بمحلية شيكان، فضلاً عن سيطرتها على محليات أم روابة والرهد وسودري وجبرة الشيخ وتواجدها في محليتي بارا وأم دم حاج.

تنتشر قوات الدعم السريع وفي مدينة الأبيض، في المنطقة الجنوبية من الإمدادات الطبية جنوباً حتى مصادر المياه الجنوبية الرئيسية لمدنية الأبيض في منطقة (بنو) و(نوه)، أما في المنطقة الغربية فتتواجد في حي السلام والمربعات (13) و(12).


وقد حاولت قوات الدعم السريع دخول إلى مدينة الأبيض مرارا، وكانت آخر هذه المحاولات يوم الاثنين 12 أغسطس الجاري حيث نجحت عناصر من قوات الدعم السريع في التسلل إلى حي الوحدة، في غرب المدينة واكتفت بتصوير عدد من مقاطع الفيديو ثم انسحب إلى ارتكازاتها خارج المدينة.

كما تتمركز قوات الدعم السريع في منطقة جبل كردفان التي تبعد حوالي 18 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي من المدينة وكانت هذه المنطقة هدفا لهجوم من قوات الهجانة قبل شهرين بهدف اسكات مدفعية الدعم السريع التي كانت تطلق قذائفها من هناك.

وبحسب مصدر طبي سقط معظم ضحايا القصف في منطقة وسط الأبيض والتي تقع بالقرب من السوق الكبير ومنها وزارة التخطيط العمراني ومدرستي الخنساء وشنتوت.
ورجح مصدر عسكري فضل حجب اسمه أن القصف على مدينة الأبيض تم من منطقة جبل عيسى التي تقع شمال شرق المدينة وتسيطر عليها قوات الدعم السريع منذ بداية الحرب مبيناً أن القصف استخدمت فيه مدافع (الكاتيوشا).

وفي السياق ذاته تنتشر القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى في مناطق متفرقة داخل المدينة ويتمركز الجيش في قيادته في الفرقة الخامسة مشاة (الهجانة) شرق المدنية وفي المطار جنوب شرق المدينة.

الموقع الاستراتيجي للأبيض
مدينة الأبيض هي حاضرة ولاية شمال كردفان وتقع ضمن حدود محلية شيكان، وهي المحلية الوحيدة في هذه الولاية التي تتواجد فيها القوات المسلحة، فيما تفرض قوات الدعم السريع سيطرتها على المح-ليات الأربع الأخرى.

وبجانب دورها الاقتصادي الهام كسوق رئيسية للصمغ العربي ومحاصيل أخرى بالإضافة إلى المواشي، تقع مدينة الأبيض على ملتقى طرق رئيسية وفي مقدمتها طريق كوستي-الأبيض-الفاشر، وطريق الأبيض-الدلنج-كادوقلي وطريق الصادرات بارا-امدرمان.

وتعتبر المدينة من أقوى معاقل القوات المسلحة السودانية حيث يوجد فيها مقر الفرقة الخامسة مشاة وقوات الهجانة التي نجحت في صد محاولات الدعم السريع منذ بداية الحرب في 15 أبريل 2023 للسيطرة على المدينة، كما أنها نجحت في الصمود أمام الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على المدينة منذ حوالي 11 شهرا.

سقوط مدينة الأبيض تحت سيطرة قوات الدعم السريع يمثل خسارة معنوية كبيرة للقوات المسلحة الأمر الذي يفسر مقاومتها العنيدة للتخلي عن المدينة كما فعلت في قيادات فرق عسكرية أخرى، كما أنه سيمثل انتصار عسكري وسياسي كبير لقوات الدعم السريع الأمر الذي يشي بأن “معركة الأبيض” مرشحة لأن تطول وأن تطول معها بالطبع معاناة المواطنين.

انتهاكات واتاوات
وأكد مصدر لـ(راديو دبنقا) أن حصار الدعم السريع أثر على المدنية من الناحية الاقتصادية حيث تفرض قوات الدعم السريع رسوماً باهظة على شاحنات البضائع (3 مليون للشاحنة الكبيرة) وتطلب دفعها نقداً ما أدى إلى ندرة في السيولة النقدية بمصارف الأبيض، مشيراً إلى نقص في الأدوية المنقذة للحياة، وانقطاع شبكات الاتصال منذ بداية القصف أمس.

من جهته أكد فتح الرحمن عباس رئيس المقاومة الشعبية بمحلية شيكان دعمهم ومساندتهم للقوات المسلحة في معركة الكرامة وتقديم التهاني لها بمناسبة الذكري السبعين لأعياد الجيش.

وقال عباس في تصريحات: “ما قامت به قوات الدعم السريع يعد عملاً إرهابياً وخيانة عظمى للشعب السوداني “وأوضح أن القصف الذي تعرض لها مدينة الابيض تعتبر واحدة من جرائم الدعم السريع التي تجعل المواطن أكثر وقوفاً ضد هذه الفئة المجرمة، كاشفاً عن وقفة المقاومة الشعبية وجميع فعاليات وقطاعات ومواطني محلية شيكان مع قيادة الدولة التي أعلنت عدم مشاركتها في محادثات جنيف.

وفي السياق ذاته أكد عبد الخالق عبد اللطيف والي شمال كردفان المكلف أن قوات الدعم ما زالت تواصل في جرائمها وانتهاكاتها تجاه المواطنين جاء ذلك خلال زيارته لمشرحة مستشفى الأبيض التعليمي موضحاً أن المجزرة نتجت عنها وفيات وإصابات وسط الأطفال وتلاميذ وطلاب المدارس مما يوضح ان التمرد يستهدف المواطن بشكل مباشر وأن حربه ليست مع الجيش وإنما مع المواطن الأعزل.

وأكد عبد الخالق قدرة القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى على هزيمة الدعم السريع مشيراً إلى أن ما حدث هو مجزرة وإبادة جماعية مكتملة الأركان عمدت قوات الدعم السريع لارتكابها متزامنة مع العيد السبعين للجيش لترسل هذه الرسالة لأسيادها بأنها في المعركة والحقيقة وأنه لا وجود لهم سوى شرذمة ومرتزقة يواصلون القتل والنهب والترويع وسط المواطنين.

Welcome

Install
×