ادانة اممية لقصف سوق طره وأطفال الفاشر في خطر

اثار القصق الجوي لطيران الحربي التابع للجيش على سوق طره وعلى ارضه تتناثر حثث محترقة وحولها مسعفون قدموا بعد الغارة يوم 24 مارس 2025 : من فيديو توثيقي نشره نشطاء من المنطقة
الفاشر : طره : جنيف :27 مارس 2025 : راديو دبنقا
أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الأربعاء عن الصدمة الشديدة إزاء التقارير التي تفيد بمقتل مئات المدنيين وإصابة العشرات جراء غارات جوية شنتها الجيش السوداني على سوق طرة الأسبوعي ، بشمال دارفور، في 24 مارس الجاري في وقت حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” من تعرض 825 ألف طفل في الفاشر معسكر زمزم بولاية شمال دارفور للخطر، جراء القتال وانهيار الخدمات
في الاثناء قتل (5) أطفال لا تتجاوز أعمارهم الست سنوات، واصيب (4) نساء بجروح بليغة في تدوين مدفعي لقوات الدعم السريع على دينة الفاشر يوم الأربعاء بحسب بيان صادر عن الفرقة السادسة مشاة – الفاشر يوم الأربعاء.

سوق طره
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك في بيان أصدره يوم الأربعاء حول قصف سوق طره : “علم مكتبي أن 13 من القتلى ينتمون إلى عائلة واحدة، وأن تقارير أفادت بوفاة بعض المصابين بسبب المحدودية البالغة للحصول على الرعاية الصحية. كما تلقينا تقارير تفيد بأنه في أعقاب الهجوم، قام أفراد من قوات الدعم السريع باعتقال واحتجاز مدنيين تعسفيا في طرة”.
ونبه فولكر إلى أنه رغم تحذيراته ومناشداته المتكررة لكل من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لحماية المدنيين بما يتماشى مع القانون الدولي الإنساني، “لا يزال المدنيون يتعرضون للقتل بطريقة عشوائية وللإصابة وسوء المعاملة بشكل شبه يومي، بينما لا تزال الأعيان المدنية هدفا متكررا”.

مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك. .. نقلا عن موقع اخبار الامم المتحدة
وحث تورك الطرفين مُجددا على اتخاذ جميع التدابير اللازمة، كما يقتضي القانون، لتجنب إيذاء المدنيين وتفادي مهاجمة الأعيان المدنية، مشيرا إلى أن الهجمات العشوائية والهجمات على المدنيين والأعيان المدنية مرفوضة وقد تُشكِل جرائم حرب.
وشدد على ضرورة أن تكون هناك محاسبة كاملة للانتهاكات المُرتكبة في هذا الهجوم الأخير، وفي العديد من الهجمات الأخرى التي سبقته ضد المدنيين، مضيفا: “يجب ألا يصبح هذا السلوك أمرا طبيعيا أبدا”.
825 ألف طفل محاصرون
في السياق ، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إن الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في ولايات دارفور بالسودان تصاعدت منذ بداية العام، حيث تم التحقق من 110 انتهاكات في شمال دارفور وحدها.وقال ممثل يونيسيف في السودان، شيلدون يت، يوم الاربعاء في بيان إن “نحو 825 ألف طفل محاصرون في كارثة متفاقمة في الفاشر ومحيطها وأشار إلى أن هؤلاء الأطفال يكافحون يوميًا من أجل البقاء، حيث أصبح “الموت تهديدًا دائمًا للأطفال، سواء بسبب القتال الدائر حولهم أو انهيار الخدمات الحيوية التي يعتمدون عليها للبقاء على قيد الحياة”.وقالت يونيسيف إن نحو 900 ألف شخص في الفاشر و750 ألف فرد في مخيم زمزم لا يزالون عالقين في النزاع الدائر، حيث أصبحت جميع الطرق مغلقة بما في ذلك طريق زمزم ــ طويلة الذي كان رابطًا حيويًا.وحظرت قوات الدعم السريع وصول المواد الغذائية إلى الفاشر ومحيطها، بعد قرابة العام من الحصار الذي تفرضه على المدينة التي حرمتها من المياه التي كانت تصلها من خزان قولو.
وفي بيان أصدرته اليونسيف يوم الأربعاء، قالت المنظمة إنه في مدينة الفاشر، شمال دارفور، قُتل أو شُوّه أكثر من 70 طفلا في أقل من ثلاثة أشهر. وأضافت أنه منذ أوائل عام 2025، أسفر القصف والغارات الجوية المكثفة على مخيم زمزم للنازحين داخليا عن 16 في المائة من إجمالي الضحايا من الأطفال الذين تم التحقق منهم في الفاشر.

الجوع وسوء التغذية الحاد
ونبهت المنظمة إلى أن أكثر من 457,000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد في شمال دارفور، بما في ذلك ما يقرب من 146,000 يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم، وهو الشكل الأكثر فتكا. وتواجه ست مناطق داخل الولاية خطر المجاعة، وجميعها من بين الأكثر تضررا من العنف والأصعب في الوصول إليها.
وقالت اليونيسف إن الجهود المتكررة التي بذلتها المنظمة وشركاؤها لإيصال مزيد من الإمدادات لم تُفلح، نظرا لتهديدات المقاتلين المسلحين والعصابات الإجرامية. وأضافت أن 2300 طفل في مخيم زمزم يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم، يتلقون العلاج حاليا لكن مخزونات الأغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام ستنفد خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة.
وعلق برنامج الأغذية العالمي ومنظمة أطباء بلا حدود المساعدات إلى النازحين في مخيم زمزم الواقع على بعد 12 كيلو مترًا من الفاشر، والذي يعاني من مجاعة منذ أغسطس المنصرم، ومن المتوقع أن تستمر حتى مايو المقبل.
وجاء التعليق بعد أن شنت قوات الدعم السريع هجومًا بريًا أربع مرات على الأقل على مخيم زمزم اعتبارًا من فبراير المنصرم، مصحوبًا بقصف مدفعي.
وقال ممثل اليونيسف في السودان: “لا يمكننا غض الطرف عن هذا الجحيم على الأرض”، داعيا حكومة السودان وجميع أطراف النزاع والداعمين الخارجيين لهذه الأطراف إلى اتخاذ إجراءات جماعية الآن لوقف النزاع وضمان احترام القانون الدولي، بما في ذلك مرور المساعدات دون عوائق، فحياة الأطفال تعتمد على تلك المساعدات.
الوضع العسكري
ميدانيا وعلى الصعيد العسكري قالت الفرقة السادسة مشاة – الفاشر في بيان الأربعاء ان الدفاعات الجوية للجيش تمكنت من تدمير عربة لاندكروزر مزودة بمدفع 23، إلى جانب ثلاث عربات قتالية أخرى بكامل عتادها وعناصرها. كما تم تدمير ورشة لصيانة العربات تابعة للدغم السريع وأفاد البيان .ا مدفعية الفرقة تمكنت أيضا تدمير عربة جرار كانت محملة بالأسلحة والذخائر وقطع الغيار أثناء محاولتها الفرار من شرق الفاشر إلى غربها، مما أسفر عن عن مقتل ثمانية عناصر الدعم السريع ووصفت الفرقة في بيانها الأوضاع الأمنية في مدينة الفاشر بانها مستقرة وتحت السيطرة