احداث كاس : الخرطوم تنتقل من حرب البيانات وتفتح بلاغا ضد اليوناميد

تحولت الحرب الكلامية والبيانات من قبل الحكومة في مواجهة بعثة اليوناميد بعد احداث كاس التي قتل فيها (7) مواطنيين برصاص قوات البعثة تحولت من ميدان البيانات الى فتح البلاغات ، فقد اوردت وكالة (اس ام سي ) التابعة لجهاز الامن يوم الجمعة نقلا عن المستشار بابكر جدو آدم وكيل أعلى نيابة محلية كاس بولاية جنوب دارفور قوله ان النيابة فتحت بلاغا تحت المادة (47) من قانون الإجراءات الجنائية ضد بعثة اليوناميد توطئة لرفع الحصانة عن أفرادها المتورطين في أحداث كاس وتقديمهم للمحاكمة.

تحولت  الحرب الكلامية والبيانات  من قبل الحكومة في مواجهة بعثة اليوناميد بعد احداث كاس التي قتل فيها (7) مواطنيين برصاص قوات البعثة ، تحولت من ميدان البيانات الى فتح البلاغات ، فقد اوردت وكالة (اس ام سي ) التابعة لجهاز الامن يوم الجمعة  نقلا عن المستشار بابكر جدو آدم وكيل أعلى نيابة محلية كاس بولاية جنوب دارفور قوله ، ان النيابة فتحت بلاغا تحت المادة (47) من قانون الإجراءات الجنائية ضد بعثة اليوناميد ، توطئة لرفع الحصانة عن أفرادها المتورطين في أحداث كاس وتقديمهم للمحاكمة.

وجاء كلام وكيل نيابة كاس بعد اسبوع من حرب البيانات والبيانات المضادة  بين الحكومة  والبعثة  حول احداث كاس  ومن يتحمل المسؤولية ، ودخول الامين العام للامم المتحدة والاتحاد الافريقي  في (ميدان كاس) ودفاعهما عن اليوناميد ، وهو ما دفع الحكومة لاصدار بيان رسمي تتهم فيه قيادة بعثة حفظ السلام بدارفور "يوناميد" وقيادتها في نيويورك وأديس أبابا، بمحاولة تغطية "الجريمة البشعة" ، التي ارتكبتها قواتها في منطقة كاس، بتجريم الضحايا من المواطنين الأبرياء.

وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون أدان  ادان الاسبوع الماضي هجومي  كاس. وحثّ مون الحكومة على ضمان سرعة تقديم مرتكبي الهجومين للعدالة واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتجنب المزيد من الهجمات أو التهديدات التي تواجه اليوناميد في دارفور ، واتخذ الاتحاد الافريقي نفس الموقف على لسان رئيسة مفوضيّة الاتحاد الأفريقي، انكوسازانا دلاميني زوما . وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة  في هذا الخصوص عن عميق قلقه إزاء زيادة الهجمات في الآونة الأخيرة على قوات حفظ السلام ، وعن محدودية التعاون من قبل الحكومة السودانية في التصدي لهذه الحوادث.

وأبدى مون بالغ أسفه لرفض الحكومة السودانية في 26 أبريل طلباً للسماح برحلة جوية لإخلاء طبي طارئ لفرد أثيوبي من قوات "يوناميد"، كان قد أصيب خلال أداء مهامه في "مكجر" في غرب دارفور وتوفي بعد ساعات، داعيا الحكومة السودانية لاحترام اتفاقية وضع القوات الموقعة مع الأمم المتحدة ورفع جميع القيود المفروضة على البعثة.

قوات من اليوناميد تحرس قافلة تابعة لبرنامج الغذاء العالمي وهي في طريقها من الفاشر الى شنقل طوباي بولاية شمال دارفور 

 

توالي بيانات الحكومة

 

ومن جانب الحكومة تأسفت الخارجية السودانية،في بيان يوم  الأربعاء، على "أن بعثة يوناميد وقيادتها في السودان ونيويورك وأديس أبابا، بدلاً عن تقديم واجب العزاء لذوي الضحايا وحكومة السودان، سعت إلى تجريم الضحايا والمواطنين السودانيين الأبرياء".

وطالبت الخارجية بعثة يوناميد بالإقرار بخطأ ما اقترفته والاعتذار عنه، وأكدت إلتزام الحكومة بالقيام بواجباتها تجاه مواطنيها ورعاية وحراسة حقوقهم . وجددت مطالبتها لرئاستي بعثة يوناميد في الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، باتّخاذ ما يلزم من إجراءات تعاقب الجناة، وتَرُد للمواطنين السودانيين و"شهدائهم" حقوقهم.

 وأشارت الخارجية في بيانها  إلى يوناميد لم تراعي أيضا قواعد الإشتباك والإجراءات التي نصت عليها إتفاقية وضع القوات الموقعة بين حكومة السودان والأمم المتحدة والاتحاد الافريقي ، تعمد أفراد البعثة إطلاق النار على المواطنين بغرض القتل وليس الإعاقة.

 

ردود اليوناميد

 

 وكانت بعثة اليوناميد قالت في بيان لها  يوم السبت  حول احداث كاس أن كل ما فعله أفراد قوة حفظ السلام التابعة لها هو أن ردوا على هجمات بَادأ بها رجال مسلحون في محلية كاس بولاية جنوب دارفور خلال يومي 23 و 24 أبريل 2015،

 حيث اكد عبدون باشوا الممثل الخاص المشترك وئيس بعثة اليوناميد المُكَلَّف ، أن ’’قوات اليوناميد في كِلا الحادثين لم تفعل سوى الرَّدُ على إطلاق النار عليها ولم تُبادِئ قطّ بإطلاق النار؛ فلم تفعل القوات سوى أن دافعت عن نفسها‘‘.

واكد رئيس بعثة اليوناميد في البيان ، ان رد فعل قوات حفظ السلام كان ردا متكافئا ومنضبطا ومتناسبا مع طبيعة الهجومين؛ وأن البعثة تتوافر لديها أدلة مادية على أن مهاجميها الذين كانو يمتطون الخُيول والهِجن كانوا مسلحين برشاشات الكلاشنكوف ذات السمة العدائية الهجومية والتي قاموا بالمبادرة بفتح نيرانها على جنود البعثة من حفظة السلام.

مواطنون على عربة يحملون ثلاثة من جثامين القتلي في مدينة كاس في طريقهم الى المقابر 

 

تسلل وتواريخ الحادثة

 

ووفقا لبيان صادر عن بعثة  اليوناميد فقد وقع الهجوم الاول حوالي الساعة السادسة من مساء يوم الخميس 23 أبريل عندما أطلق حوالي 40 مسلحا يمتطون الجياد والإبل النار على مجموعة من حفظة السلام النيجيريين الذين كانوا يقومون بحراسة إحدى آبار المياه ، وحاول المسلحون الفرار بإحدى مركبات اليوناميد بعد إطلاق النار على السائق. ومن ثم قامت قوات البعثة بمطارداهم واسترداد المركبة.

واوضحت البعثة انه واثناء تبادل النيران قُتل أربعة من المهاجمين وجرح اثنين من حفظة السلام ، إضافة إلى واحد من المهاجمين. وقالت ان البعثة سلمت جثث القتلى الأربعة والمسلح الجريح إلى شرطة حكومة السودان. وتم إجلاء جريحيّ البعثة إلى نيالا لتلقي العلاج.

واشار البيان انه وفي صباح 24 أبريل وقع هجوم آخر على إحدى دوريات اليوناميد القادمة من نيالا قرب مقر البعثة في محلية كاس. وأسفر تبادل النيران أثناء هذا الهجوم عن جرح أربعة من جنود البعثة. واشارت البعثة في بيانها الى انه ومنذ انشاء البعثة في ديسمبر 2007  قتل (61) من جنود حفظ السلام بالبعثة من جرَّاء أعمال عدائية في دارفور.

 

رواية الخارجية  

 

ومن جانب الحكومة تقول  وزارة الخارجية في روايتها حول احداث كاس  أن الأحداث وقعت مساء الخميس، عندما توجهت دورية تابعة لقوات يوناميد بموقع مدينة كاس بجنوب دارفور بسيارة واحدة الى بئر مياه تبعد 3 كيلومترات لجلب المياه لمقر البعثة، وعند وصول الدورية الى مكان البئر خطف "5" مسلحين سيارة الدورية وهربوا بها جنوبا، وطاردتهم قوة من يوناميد دون أن تتمكن من اللحاق بهم.

وأوضحت أن عملية المطاردة تزامنت مع تحرك مجموعة (فزع) لقبيلة الزغاوة متجهين من سوق المدينة الى منطقة "بلبل أبو جازو" لاسترداد ابقار مسروقة، فبادرت قوات يوناميد التي كانت تطارد الخاطفين باطلاق النار على "الفزع"، ما أدى الى مقتل 5 مدنيين بينهم شيخ في الخامسة والستين من العمر.

ومضى بيان الخارجية ليقول إنه في مساء ذات اليوم تجمع عدد كبير من المواطنين قرب مقر بعثة يوناميد في كاس احتجاجا على مقتل ذويهم لكن قوات البعثة أطلقت للمرة الثانية النار على الأهالي، ما أدى الى مقتل شخص وجرح آخرين بعضهم في حالة خطيرة بينهم سيدة تدعى "أم مسار آدم عمر سليمان".

وأشارت الخارجية إلى تحرك قوة مشتركة من اللواء "61" مشاه وشرطة محلية كاس على متن (6) سيارات وتمكنت من استرداد سيارة يوناميد المختطفة والتي وجدت متعطلة وتم تسليمها الى البعثة.

وأفاد البيان أنه وفي صبيحة اليوم التالي "الجمعة" تحركت قوة من يوناميد بنيالا الى مدينة كاس بغرض تعزيز القوة الموجودة هناك رغم الاتفاق المسبق بين البعثة وحكومة الولاية بعدم تحريك القوة تجنبا للتصعيد واستفزاز المواطنيين.

وأضاف أنه وعند وصول القوة الى مقر البعثة في كاس وجدت حشودا من المواطنين برفقة معتمد محلية كاس وقائد اللواء "61" مشاه ولجنة أمن المحلية وبعض القيادات الأهلية الذين تحركوا لتهدئة الأوضاع، لكن قوات يوناميد القادمة من نيالا عمدت إلى اطلاق النار بطريقة عشوائية مما أدى الى مقتل مواطن وإصابة آخرين.

واشارت الخارجية  الى فتح بلاغ جنائي في نيابة محلية كاس بالرقم "252" بتاريخ 23 أبريل، كما تم إصدار أوامر تشريح للقتلى وتحرير شهادات وفاة لسبعة قتلى.

 

 

 

Welcome

Install
×