إلغاء جرائم الانقلاب..؟!
لن ينصلح الحال ولن يتأكد أن قطار الثورة على المسار وأن الإرادة الشعبية هي التي ترسم خطوط الطريق إذا لم يعود كل من قام انقلاب البرهان بتوقيفهم إلي بيوتهم ومواقعهم..!! لن يقبل الشعب إذا لم يعد الدبلوماسيون إلى سفاراتهم وتعود لجنة تفكيك الإنقاذ إلى مكاتبها..وإذا لم تستأنف برامج “صنائع الشر” و”بيوت الأشباح” حلقاتها..وإذا لم تعد إدارة التلفزيون والإذاعة ووكالة الأنباء إلى حالها قبل أن يدخل الغزاة إلي أسوارها ..!!
د. مرتضى الغالي
بقلم: د. مرتضى الغالي
لن ينصلح الحال ولن يتأكد أن قطار الثورة على المسار وأن الإرادة الشعبية هي التي ترسم خطوط الطريق إذا لم يعود كل من قام انقلاب البرهان بتوقيفهم إلي بيوتهم ومواقعهم..!! لن يقبل الشعب إذا لم يعد الدبلوماسيون إلى سفاراتهم وتعود لجنة تفكيك الإنقاذ إلى مكاتبها..وإذا لم تستأنف برامج “صنائع الشر” و”بيوت الأشباح” حلقاتها..وإذا لم تعد إدارة التلفزيون والإذاعة ووكالة الأنباء إلى حالها قبل أن يدخل الغزاة إلي أسوارها ..!!
لماذا لا يعود السفراء الذين طردهم انقلاب البرهان وحميدتي فوراً إلي مكاتبهم ومن غير أن ينتظروا قراراً من أحد..؟! هل يستطيع أيٌ من الموجودين في السفارات معارضة عودتهم..؟! وهل يمكن لـ(جدادة الخلا) أن تتجرأ على طرد حمائم البيت من أهل التأهيل بدلاً من هؤلاء الإمّعات الذين جاء بهم الانقلاب إلي السفارات والوظائف العليا..؟! ألا يكفي أن قناصل الإنقاذ لا يزالون يتحكّمون في السفارات بالخارج ولم يتم إجلائهم من هذه المواقع بعد الثورة.. وقد كانوا وظلوا فيها حرباً على مواطنيهم وإذلالاً لهم..يتجسّسون عليهم ويعيثون فساداً في السفارات ويتجرءون على تلفيق التقارير..بل يقومون بشحن وتسفير المواطنين الشرفاء الذين كانوا خير سفراء شعبيين لبلادهم في المهاجر…!!
والأغرب أن أحد هؤلاء القناصل شعر بعد انقلاب البرهان أن (أوداجه قد زادت انتفاخاً) وأن الانقلاب أمده بسند جديد لمواصله عنجهيته..فقام فور الانقلاب بشطب إقامات الدبلوماسيين المحترمين الذين جاءوا للخارجية من بوابة العلم والمهنية ولم يأتوها مثله من أقبية الإنقاذ ودوائر (الجربندية) وعبر توصيات اللجنة الأمنية للمؤتمر الوطني المقبور..!!
لماذا لا يعود كل من فصلهم الانقلاب بضربة ثورية واحدة بدلا من هذا التلكؤ..؟! ولماذا لا يعود السفراء والدبلوماسيين ضحايا الانقلاب فوراً إلي مواقعهم بعد أن اثبتوا عمق وطنيتهم وقوة شكيمتهم في رفض الانقلاب والتضحية بوظائفهم وبمستقبل أسرهم من اجل شرف المواطنة..!!
لماذا لا يتم تطهير التلفزيون والإذاعة والوكالة الوطنية من بقايا الإنقاذ وانتهازية الانقلابات الذين أطلوا علينا عشية الانقلاب الأغبر المشؤوم الذي فشل من يومه الأول تحت إرادة الشعب الغلّابة والشارع الثائر الذي لا يخون..وجعل الانقلابيين يتراكضون بحثاً عمن يقبل بالعمل معهم بشتى الإغراءات فلم يجدوا سوى (الخميم والرميم) والنطائح والموقوذات والمتردّيات..! فكانت تلك شهادة غرّاء أخرى على نصاعة مواقف هذا الشعب العظيم الذي كانت إحداث الثورة ومخازي الانقلاب اختباراً لمعدنه الأصيل وفيصلاً بين الأخيار والأشرار وبين الشرفاء و(الزلنطحية) وبين مشارع الحق ومعاطن الضلال وبين حقيقة المعادن وفسالة الطرور..فأصبح كل الشعب الحر في جانب؛ وفي الجانب الآخر (كل الخبوب) بكل ما فيه من إنقاذيين سابقين ومستجدّين و(عنقالة) وسماسرة ولصوص ومتنطعين وعطالى و(مقطوعين طاري)..!!
هذا الانقلاب (تم الناقصة) وكشف آخر ما لدى الحركات من تخاذل ومن معاداة للثورة ومن تقديم المصلحة الذاتية على كل اعتبار..وما كان لهذا الانقلاب أن يحدث لولا هذا التواطؤ من الحركات التي كان مجيئها للبلاد نذير تعويق وشارة سوء ..فما أسرع أن اختاروا في غالبيتهم (التي شرّفت بعد الثورة) الانضمام إلى صف البرهان وحميدتي ولجنة الإنقاذ الأمنية وبقية الفلول.. مظهرين عداءً غريباً للثورة..وهذا هو المشهد الغالب لعودتهم كما استشفّها الشعب..وأكدتها هتافات المواكب الهادرة وفضحتها مواقف الثوار.. شباب الثورة الحصيف الذي يملك من الوعي ما لا يمكن معه أن يُخدعوا أو ينخدعوا..فقد برح الخفاء وتمايزت الصفوف..هذه الحركات التي تسير في معاداة الثورة سترتكب جناية كبرى على الوطن وسيكون التاريخ واقفاً هناك..مهيباً يمشط لحيته شاهداً على ما يصنعون..!
يجب أن تعود الأمور كما كانت قبل هذا الانقلاب (العِرّة)..والانقلابيون أنفسهم اقرّوا بفشل انقلابهم ..فكيف يستجيب الشعب لما يريد أن يمليه عليه البرهان وجماعته بفرماناتهم ومراسيمهم وهم سادرون في متاهتهم.. ويريدون أن يجرّوا الوطن خلفهم..؟!! هيهات أن تحرّك خيوط العنكبوت الواهية جبل (دامبير) قيد شعرة..والمجد للشهداء… الله لا كسب الإنقاذ..!!