إجراءات (إصلاحية)، أم خطوة (عشوائية) للتهرّب من تحمّل المسؤولية؟!!
لم يكد يمر شهران على إعلان موازنة العام 2022، والسياسة النقدية لبنك السودان المركزي حتى انهارت توقعاتها وتقديراتها لأداء الاقتصاد السوداني، وما الإجراءات التي خرجت بها اللجنة العليا للطوارئ الاقتصادية، التي بُعثت من مرقدها على حين غرة في محاولة يائسة للحاق بالتردي الآخذ في الانحدار نحو هاوية سحيقة، إلا دليلاً على الغياب التام لمؤسسات الدولة، وتأكيداً على عمق الفراغ الذي تعيشه البلاد منذ استيلاء قيادة الجيش على السلطة في 25 أكتوبر الماضي، فالأصل أن وزارة المالية والبنك المركزي يقع عليهما في المقام الأول عبء تأمين الاستقرار الاقتصادي وإدارته بكفاءة من خلال تحقيق مؤشرات الاقتصاد الكلي لنتائج إيجابية تثبت ذلك، وهو ما يعتمد بالضرورة على سياسيات مالية ونقدية مدروسة، وتوقعات موضوعية، وتقديرات عقلانية، وأداء كفء وفعّال.