أيام الحرب : سيناريو قصة سرقة بنك

رئلسة بنك السودان المركزي – الفرع الرئيسي الخرطوم – المصدر : الموقع الرسمي لبنك السودان . – ارشيف

بنك السودان المركزي - إرشيف

امدرمان : راديو دبنقا

بعد السابعة من مساء ذلك اليوم المشهود أصاب سكان أحد أحياء ام درمان الرعب بعد سماعهم زخات رصاص وإطلاق نار كثيف، رغم اعتيادهم ، إلا أنه هذه المرة بدى على بعد مسافة قريبة داخل الحي. تواردت الانباء بأنها محاولة لسرقة فرع أحد البنوك الموجود بالحي مثلما تم في مناطق أخرى. قال الشاب الشاهد على مشهد البداية لسيناريو عملية النهب ” خرجنا رغم النيران الكثيفة رغبة في معرفة من هم السارقون وكيف تبدو أشكالهم، من اللذين ينفذون عمليات النهب تلك ..”.

نهب ممنهج تعرضت له فروع البنوك في مناطق مختلفة من الخرطوم خلال الأسابيع الأولى من أشهر الحرب . نال بنك الخرطوم نصيب الأسد وكانت منه ضربة البداية في سلسلة أعمال النهب، مما أثار حفظية الكثيرين لطرح التساؤل : لماذا بنك الخرطوم تحديدا ومن الفاعلون ؟ قبل أن تمتد السلسلة الي فروع بنوك أخرى، حيث قدرعدد البنك المنهوبة وفروعها حسب مصادر غير رسمية بأكثر من ثلاثين (30) . سلسلة النهب الممنهج برأي مراقبين تبعد فرضية (المتفلتين) و (الهاربين من السجون) اللذين قد يكونوا مشاركين في الفقرة الأخيرة من حلقات كل عملية نهب ويحوزون على فتات ما تبقى من أموال.

يروي الشاب شاهد العيان في مقابلة مع راديو دبنقا ” كانت هناك عربة شريحة (ميكروباص) ثم جاءت بعدها ثلاث سيارات صالون بدون لوحات… منع من يستغلون الشريحة الحركة للسيارات والمارة في الشارع وكانوا يطلقون النيران في الهواء بكثافة، العربات الصالون عندما أتت كانت تصدر إشارات ضوئية بحركة معينة فؤذن لها بالإقتراب من منطقة البنك ، قبل أن تأخذ السيارات الأربع وضعية الوقوف وخلفياتها أمام مدخل البنك مباشرة … كان ركابها حوالي 20 شخصا بزي مدني، يحمل بعضهم اسلحة يطلقون منها النيران في الهواء مروعين سكان الحي الذين لزموا منازلهم …. ثم غادرنا إعتقادا بأنهم قدموا لتأمين فرع البنك …” . ويقول الشاب ” لم تمر ساعة حتى عاود دوي إطلاق النار الكثيف ثم علمنا أن البنك تم نهبه ” .

أمام فرع البنك، حسب الرواة وشهادة الشاب، غادرت السيارات الأربع محملة بجوالات، وحل محلها في لحظات جموع من أناس من مختلف المراحل العمرية، غالبيتهم من الصبية والشباب يتزاحمون ويتصارعون للدخول عبر بوابة البنك التي غطت تماما بافواج القادمين والمغادرين بالأكياس والصناديق الكرتونية محملين بغنائم الأموال من فئات نقدية مختلفة . فيما تبعثرت مستندات وبعض الشيكات وعدد من بطاقات العملاء أرضا تحت أقدام الغانمين. كانت وجوه البعض منهم وما يبدو عليها من كدمات تنم بأن عراكا يدور في الداخل .

وفي مشهد آخر في الحي المجاور، الذي ظل طوال تلك الليلة يعج بالفارين العابرين بما غنموا محملين في الأكتاف وعلى الصدور والظهور وداخل ملابسهم، والموجع في هذه المأساة أن بعضهم كان من شبان الحي نفسه. مشهد استفز شبان ذلك الحي من اللذين يسهرون على حراسة الديار والمتاجر من العصابات وزائري الليل الذين نشطوا إبان الحرب، في غياب تام للشرطة التي يقبع مركزها على بعد خطوات ، رغم تواجد بعض أفرادها داخله. ما دفع بعض الشبان للتصدي لعدد من الفارين في مشهد كاد أن يتحول الى صدام مسلح بين الطرفين، ليستقر الرأي على تركهم لحالهم ماضين بما ظفروا. أحمد عبد المجيد تحدث بنبرة المغلوب على أمره ” نعلم أنهم لصوص فارين بالأموال المنهوبة من البنك … ولكن ماذا سنفعل بهم وبتلك الاموال بعد توقيفهم في غياب الشرطة … عزمنا على حماية ديارنا واسرنا فقط وذلك أضعف الأيمان.. ” .

تمضي الليلة وترد الأخبار عن تكرار ذات العملية هنا وهناك بذات المشهد، وربما يظفر بعضها بصور ومقاطع فيديو تظهر بعض الضالعين من الصغار في المشهد الأخير، فيما يظل الكبار من واضعي السيناريو والمخرجين للقصة في عداد المجهولين والتكهنات.

Welcome

Install
×