الخبير البيئي، د. بشرى حامد أحمد ـ الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للبيئة والترقية الحضرية والريفية ـ خاص راديو دبنقا

بورتسودان: 15 أغسطس 2024: راديو دبنقا
تقرير: سليمان سري
أكد الخبير البيئي، د. بشرى حامد أحمد، أن مخاطر السيول والأمطار خلال هذا العام لا تزال قائمة خاصة وان الفاصل المداري لا يزال مركزا شمالًا حتى أسوان وتخوم حلايب وشلاتين وفق تقارير علماء المناخ.
وقال لـ”راديو دبنقا” إنَّ خسائر الأمطار والسيول كانت فادحة لأنها داهمت مناطق تندر فيها الامطار مثل مناطق أبو حمد في ولاية نهر النيل، لم تكن تعرف السيول والامطار بهذه الغزارة، ولمم تتعود على الاستعداد لموسم الامطار (الخريف) وهذا ما أدى تهدم 70% من المنازل فيما تعتبر الـ 30% من المنازل المتبقية أيله للسقوط.
استعدادات ضعيفة:
ورأى الخبير البيئي، د. بشرى حامد أحمد، والذي شغل منصب الأمين العام للمجلس الأعلى للبيئة والترقية الحضرية والريفية بولاية الخرطوم، أنه في المناطق الأخرى المستقرة أمنيًا في ولاية الخرطوم هنالك استعدادات جيدة من خلال متابعاتنا لهم، وقال إنَّهم استطاعوا وضع التروس والحفائر والمصارف والمصبات مشيرًا إلى أن شهر أغسطس سيشهد أمطار غزيرة هو يعتبر زروة الخريف.
واشار د. حامد في حديثه لـ”راديو دبنقا” أن عدم الاستقرار الاقتصادي الناتج عن عدم الاستقرار الأمني أثر حتى على الولايات الآمنة، حيث نجد أن الاستعدادات لموسم الخريف تتسم بالضعف، سواء كان في مجال حفر المصارف الرئيسية والمصارف الفرعية والمصبات الطبيعية والتروس، سواء كانت التروس العليا أو التروس على النيل.
دعا الخبير في مجال البيئة د. بشرى حامد، المواطنين في المناطق المجاورة لمواقع التعدين للحذر حيث ان السيول يمكن تجرف معها مخلفات التعدين مثل الزيبق والسيانيد وبالكيماويات والمعادن إلى مجرى النيل والمراعي الطبيعية وتؤدي إلى تلوث التربة وتؤثر على التنوع الحيوي والغطاء النباتي.
انتشار الأمراض
وتوقع الخبير البيئي، د. بشرى حامد أحمد، في حديثه لـ”راديو دبنقا” انتشار الأمراض والحميات والوبائيات خلال فصل خريف هذا العام في ظل استمرار السيول والامطار، وانعدام تصريف المياه الذي يؤدى لتراكم المياه وانتشار البرك.
وأشار إلى ان المخاطر الصحية والبيئية التي تصاحب فصل الخريف تحتاج لموارد ضخمة حتى في لحظات السلم دعك عن هذه الظروف الاستثنائية من الحرب والمجاعة والسيول والامطار. وداعا المسؤولين لدق ناقوس الخطر ومناشدة المجتمع الدولي للتدخل العاجل لتقديم المساعدات والإعانات وخلافه من أدوية ومستلزمات طبية.

غياب الاهتمام الحكومي
من جهتها اعتبرت الصحفية المتخصصة في مجال البيئة إخلاص نمر أن مناطق ولايتي الشمالية ونهر النيل، تحولتا الآن برمتهما لجداول من السيانيد ومن الزيبق، وغرقت في مخلفات الطواحين.
وقالت لـ”راديو دبنقا” إن هذه الطواحين التي يتم فيها طحن الصخور لاستخراج الذهب تتكدس فيها المخلفات من الزئبق والسيانيد وأوضحت أن أغلب المزارعين تركوا الزراعة واتجهوا نحو استخراج الذهب، واعتبرت أن ذلك مؤشر خطير حيث تحولت فيها كل المساحات الزراعية لأكوام غير عادية من الزئبق ومن السيانيد. وأشارت إلى أن أبرز منطقة واجهت هذا التلوث هي منطقة “قبقة” شمال محلية أبو حمد في ولاية نهر النيل وانتقدت الحكومات المتعاقبة على السودان لعدم اهتمامها بهذه المخاطر البيئية. وحذرت من أن الاتجاه نحو التعدين العشوائي سيفقد السودان الكثير من الإنتاج الزراعي الذي يعتمد عليه الكثير من السكان.

Welcome

Install
×