خبير: الدخان المتصاعد من مصفاة الجيلي يسبب أضرار صحية خطيرة
أمستردام: 23 يناير 2025: راديو دبنقا
حذر الدكتور حامد سليمان وكيل وزارة الطاقة الأسبق من الآثار الصحية والبيئية الخطيرة جراء حرق مصفاة الجيلي صباح اليوم الخميس.
وتصاعدت سحب الدخان السوداء والبيضاء الكثيفة في السادسة من صباح اليوم وغطت سماء أجزاء من بحري وامدرمان.
وتبادل الجيش والدعم السريع الاتهامات بشأن إحراق المصفاة.
وقال الدكتور حامد سليمان، وكيل وزارة الطاقة الأسبق في حديث لراديو دبنقا، إن المعلومات غير مؤكدة حتى الآن حول حجم الضرر الذي اصاب المصفاة. وأكد إن كمية اعمدة الدخان المتصاعدة تؤكد ان المصفاة تعرضت لضرر كبير ولحرائق في المواد البترولية.
وأشار إلى انبعاث غازات ضارة جراء الحريق مثل ثاني اكسيد الكبريت، واكسيد النتروجين، واول اكسيد الكربون التي تسبب اضرارا بليغة للجهاز التنفسي.
وأكد الدكتور حامد سليمان أن جزئيات البنزين ومركباته المختلفة تسبب اضرار على المدى البعيد للكبد والكلي والجهاز العصبي. كما تسبب حرائق المواد البترولية اضرارا صحية حادة ووقتية مثل الصداع وفقدان الوعي.
ونبه الدكتور حامد سليمان إلى الآثار البيئية الضارة للهواء والماء والتربة جراء الحرائق. وقال إن الحريق يعرض حياة العاملين والسكان في المخاطر الكبيرة ويهدد المنشآت المجاورة.
وتشمل المنشآت مستودعات استراتيجية، محطات قري للكهرباء ومحطات خطوط الانابيب وشركات التوزيع ومصنع البتروكيماويات.
تبادل اتهامات
واتهمت القوات المسلحة في بيان قوات الدعم السريع بإحراق مصفاة الخرطوم بالجيلي. واعتبرت ذلك محاولة يائسة لتدمير بنيات البلاد. وقالت إن قوات الدعم السريع يئست من الاستيلاء على مقدرات البلاد وأرضها.
بالمقابل اتهمت قوات الدعم السريع طيران الجيش بقصف مصفاة الجيلي للبترول بالبراميل المتفجرة وتدمير ما تبقى فيها من منشآت.
وقالت في بيان إن عمليات القصف الجوي المستمرة على المصفاة تمثل جريمة حرب مكتملة الأركان.
من جهته اعتبر الباشا طبيق، في تغريدة على منصة إكس، قصف المصفاة سلوك ممنهج يهدف إلى تدمير البنى التحتية والمرافق الإستراتيجية . واعتبره تحدي واضح للقانون الإنساني الدولي ومخالفة لقواعد الاشتباك التي تُحرم استهداف البنى التحتية والمرافق الإستراتيجية والأعيان المدنية.
وشهدت المصفاة حرائق عديدة منذ اندلاع الحرب ولكن الحريق الذي جرى اليوم يعد الاضخم من نوع من حيث سحب الدخان الضخمة.
وتقول القوات المسلحة إنها تحاصر مصفاة الجيلي بالاتجاه الشمالي والجنوبي. و أعلنت مصادر عسكرية اليوم سيطرة الجيش على التصنيع الحربي شمال المصفاة كما أعلنت أمس سيطرتها على مطاحن روتانا وعبور الجيلي جنوب المصفاة.
الجيش يقصف المستودع الوحيد
قالت مجموعة محامي الطوارئ في بيان اطلع عليه راديو دبنقا إن قوات الجيش قصفت، صباح اليوم الخميس، المستودع الوحيد المتبقي تحت سيطرة قوات الدعم السريع، مما أدى إلى تدميره بالكامل.
وقالت إن قوات الدعم السريع منذ أن سيطرت على المصفاة في مايو 2023، عمدت إلى استغلالها بشكل ممنهج عبر إجبار العاملين على تشغيلها قسراً. وأشارت إلى استخدام الوقود لدعم عملياتها العسكرية، إضافة إلى بيعه في السوق السوداء بمناطق مختلفة. واعتبرت ذلك استغلالاً واضحاً للموارد العامة بما يتعارض مع القوانين الوطنية والدولية.
كما أوضحت أن قوات الجيش عملت على استهداف المنشأة الحيوية بالقصف الجوي والمدفعي خلال فترات مختلفة من عام 2023. وقالت إن ذلك تسبب في أضرار كارثية شملت تعطيل وحدة التحكم الرئيسية وتوقف المحطة الأساسية لإنتاج البنزين بالكامل في يونيو 2023.
وحملت الطرفين المسؤولية الكاملة عن هذا التدمير الممنهج الذي يشكل انتهاكاً صريحاً للحقوق الاقتصادية والاجتماعية للشعب السوداني. وأكدت إن استخدام المنشآت المدنية لأغراض عسكرية أو استهدافها بشكل متعمد يُعد انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي الإنساني.
أهم المنشآت النفطية
وأكد الدكتور حامد سليمان وكيل وزارة النقل الأسبق لراديو دبنقا إن المصفاة أحد الأصول الهامة في قطاع الصناعة النفطية وتقدر قيمتها الكلية بمليار ونصف دولار.
وتعتبر مصفاة الجيلي شمالي الخرطوم، واحدة من أهم المنشآت النفطية بالسودان، وأكبر مصفاة لتكرير البترول بالبلاد.
وتنتج المصفاة في الظروف الطبيعية نحو 10 آلاف طن من الجازولين و4500 طن بنزين و800 ألف طن من غاز الطهي. وكانت تعمل بأقل من طاقتها القصوى والبالغة 100 ألف برميل في اليوم.
وتقدر قيمة المواد البترولية المُنتجة من المصفاة حتى توقفها، بخمسة ملايين وثمانمائة ألف دولار يومياً.
وتوقفت المصفاة في أكتوبر 2023 بسبب الحرب وتوقف الإنتاج في عدد من الحقول المنتجة لخام البترول.
وتبلغ طاقتها التصميمية مائة الف برميل في اليوم، وتنتج الديزل، البنزين، غاز الطهي وتوفر 45% من احتياجات البلاد من المنتجات النفطية .
وتغذي المصفاة لمصنع البتروكيماويات الملحق بالمصفاة بالغازات البترولية لإنتاج حبيبات البلاستيك التي ترفد الصناعات البلاستيكية بالبلاد بالمادة الخام اللازمة .
تقع المصفاة في منطقة الجيلي على بُعد 70 كيلومتراً شمال العاصمة، وتأسست في عام 1997م، وبدأت عملياتها في عام 2000 وهي مناصفة بين الحكومة السودانية ممثلة في وزارة الطاقة، والشركة الوطنية للبترول الصينية.
كذلك تُعد من أكبر المصافي في السودان وترتبط بخط أنابيب للتصدير بميناء بشائر على ساحل البحر الأحمر شرقي السودان .
وترتبط المصفاة بآبار النفط في ولايات غرب وجنوب كردفان. وتسببت سيطرة قوات الدعم السريع على عدد من الحقول في هذه الولايات في تقليص إمداد الخام للمصفاة، وتراجع سعتها التكريرية.