أطباء بلا حدود توقف أنشطتها في معسكر زمزم بالفاشر

آثار الهجوم على معسكر زمزم بالفاشر - 12 فبراير 2025- راديو دبنقا
الفاشر: 24 فبراير 2025: راديو دبنقا
أعلنت منظمة أطباء بلا حدود تعليق جميع أنشطتها في معسكر زمزم بالفاشر، الذي يستضيف نحو 500 ألف نازح.
وقالت في بيان صحفي إنها اضطرت لاتخاذ القرار الصعب بعد تصعيد في الهجمات داخل معسكر زمزم وحوله.
وأوضحت أنها سوف تواصل البحث عن السبل المناسبة لمساعدة النازحين في معسكر زمزم دون تعريض موظفيها لمستويات غير مقبولة من المخاطر. ودعت جميع الجهات المسلحة في المنطقة لحماية المدنيين.
وأكد البيان أن التصعيد الحالي للهجمات والقتال داخل معسكر زمزم للنازحين وحوله الواقع بالقرب من الفاشر يجعل من المستحيل على المنظمة مواصلة تقديم المساعدة الطبية في مثل هذه الظروف الخطرة.
لا خيار
أضاف البيان ” ليس لدينا خيار سوى اتخاذ قرار بتعليق جميع أنشطتنا في المخيم، بما في ذلك المستشفى الميداني لمنظمة أطباء بلا حدود”.
وقالت المنظمة إن فرقها الميدانية استقبلت، في الأسابيع الثلاثة الأولى من فبراير الجاري، في زمزم 139 جريحًا في المستشفى الميداني لأطباء بلا حدود، يعاني معظمهم من إصابات بطلقات نارية وشظايا. ولا يمكن لمرفق أطباء بلا حدود المصمم للمساعدة في معالجة أزمة سوء التغذية الهائلة التي يشهدها المعسكر توفير جراحة الإصابات لأشخاص في حالات حرجة.
وفاة 11 شخصا
ويقول رئيس بعثة أطباء بلا حدود في السودان، يحيى كليلة، “توفي 11 مصابًا أثناء وجودهم في مستشفى أطباء بلا حدود، بينهم خمسة أطفال، لأننا لم نتمكن من علاجهم بشكل صحيح أو إحالتهم إلى المستشفى السعودي، وهو المرفق الوحيد الذي يتمتع بالقدرة الجراحية في الفاشر القريبة”. وأضاف:” في يناير وديسمبر، تعرضت سيارتا إسعاف تابعتان لنا تحملان مرضى من المخيم إلى الفاشر لإطلاق نار. وقد أصبح الأمر الآن أكثر خطورة، ونتيجة لذلك، فإن العديد من الناس بما في ذلك المرضى الذين يحتاجون إلى جراحة الإصابات أو حالات الولادة القيصرية الطارئة محاصرون في زمزم”.
شهدت المنطقة قتالًا عنيفًا بين قوات الدعم السريع والقوات المشتركة، المتحالفة مع القوات المسلحة مما أدى إلى آثار بالغة على المدنيين. ويُشار إلى أنّ قوات الدعم السريع قد حاصرت وقصفت مدينة الفاشر خلال الأشهر العشرة الماضية، وكثفت هجومها في الأسابيع الأخيرة وشنت هجمات على مخيم زمزم، ولا سيما في 11 و12 فبراير.
وتفاقمت معاناة النازحين إثر تعرض السوق للنهب والحرق.
قرار مؤلم
يضيف كليلة، “أن إيقاف مشروعنا في خضم كارثة متفاقمة في زمزم هو قرار مؤلم. خلال أكثر من عامين، بذلت فرقنا قصارى جهدها لتوفير الرعاية رغم كل الصعاب، على الرغم من الحصار ونقص الإمدادات والتحديات الأخرى المتعددة، مع احتدام معركة الفاشر ووصولها الآن مباشرة إلى مخيم زمزم، لا يتوفر حاليًا الحد الأدنى من الظروف الأمنية لنا للبقاء”.
ويُردف، “إن القرب الشديد من العنف، والصعوبات الكبيرة في إرسال الإمدادات، واستحالة إرسال موظفين ذوي خبرة لتوفير الدعم الكافي، وعدم اليقين بشأن طرق الخروج من المعسكر لزملائنا والمدنيين لا يترك لنا الكثير من الخيارات”.
يستضيف معسكر زمزم حوالي 500 الف شخص، وقد شهد وصول وافدين جدد فروا من أبو زريقة وشقرة وسلومة، يقيمون الآن في المدارس أو المباني المجتمعية أو تحت الأشجار في العراء. . كما وصلت مئات العائلات إلى طويلة، وأحيانًا كانوا يأتون حفاة بعد أن تركوا كل شيء وراءهم وهربوا من العنف المروع في طريقهم.
قلق
أعربت منظمة أطباء بلا حدود عن قلقها العميق بشأن سلامة موظفيها ومئات آلاف الأشخاص في مخيم زمزم. وتحث قوات الدعم السريع والقوات المشتركة وجميع الجهات الفاعلة المسلحة في المنطقة على حماية المدنيين والسماح لأولئك الراغبين في الفرار بالقيام بذلك من دون أن يصابوا بأذى.
وقالت المنظمة إن إدارة أنشطة الطوارئ في طويلة بشمال دارفور تواصل البحث عن كل طريقة ممكنة لمساعدة الناس في زمزم والفاشر من دون تعريض موظفيها لمستويات خطر غير مقبولة.
وجددت أطباء بلا حدود دعوتها إلى زيادة تقديم المساعدات بشكل كبير في العديد من الأماكن التي لا يزال ذلك ممكنًا فيها. ودعت الأطراف المتحاربة السماح بوصول المساعدات من دون عوائق، كما يجب على حلفائها والدول المؤثرة استخدام نفوذها لتخفيف العقبات التي تسبب الوفيات والجوع.