أطباء بلا حدود تعلن ايقاف رعاية 5 آلاف طفل يعانون من سوء التغذية في معسكر زمزم بالفاشر
أمستردام: 12 أكتوبر 2024:راديو دبنقا
قالت منظمة أطباء بلا حدود إنها اضطرت إلى وقف الرعاية الخارجية لـ 5آلاف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، ويعيشون في معسكر زمزم للنازحين بالفاشر في السودان في نهاية سبتمبر.
وعزت المنظمة ذلك إلى منع الأطراف المتحاربة تسليم الطعام والأدوية والإمدادات إلى معسكر زمزم لعدة أشهر.
وتصاعدت حدة القتال في الفاشر منذ أبريل الماضي كما فرضت قوات الدعم السريع حصارا مطبقا على المدينة.
ودعت جميع أطراف النزاع وحلفائهم لبذل قصارى جهدهم لتسهيل تسليم المساعدات إلى مخيم زمزم.
وأشارت المنظمة لنفاد الإمدادات في نهاية سبتمبر، مما اضطرها إلى إيقاف رعاية 5 آلاف طفل في العيادات الخارجية، بما في ذلك 2900 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد. ولم يتبق سوى مستشفى أطباء بلا حدود المكون من 80 سريرًا الذي يعمل في المعسكر لعلاج الأطفال الأكثر عرضة للوفاة.
ويقول ميشيل أوليفييه لاشاريتيه، رئيس عمليات الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود: “هناك حاجة ملحة لإمدادات هائلة من المنتجات الغذائية والطعام لمساعدة الناس، إنه وضع كارثي حاليًا”. “تدعو منظمة أطباء بلا حدود مختلف أصحاب المصلحة والحكومات وحلفاء أطراف النزاع وقوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية والقوات المشتركة، لتسهيل توصيل المساعدات الإنسانية إلى المعسكر”.
وأشارت المنظمة إلى وصول بعض الإمدادات المحدودة في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك الإمدادات الطبية التي تمكنت منظمة أطباء بلا حدود من نقلها، لكن الكميات لا تزال منخفضة للغاية لتلبية احتياجات الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية في مخيم زمزم، الذي يبلغ عدد سكانه حوالي 450 ألف نسمة.
وتزايد الاهتمام الدولي في معسكر زمزم مؤخرا حيث خلصت لجنة مراجعة المجاعة التابعة للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي في أغسطس إلى أن المجاعة جارية في مخيم زمزم. وفي وقت سابق من هذا العام، أظهرت تقييمات سوء التغذية التي أجرتها منظمة أطباء بلا حدود أن 30% من الأطفال يعانون من سوء التغذية، حيث قدرت أن طفلاً يموت لأسباب مرتبطة بسوء التغذية كل ساعتين في المتوسط. وبما أن الأزمة الحالية تحد أيضاً من قدرة أطباء بلا حدود على جمع بيانات جديدة، فإن المعدل الحالي للوفيات بين الأطفال غير معروف.
ويقول لاشاريتيه: “في الأيام القليلة الماضية، رأينا بعض العلامات الإيجابية، مع وصول الشاحنات بعد أشهر من الحصار شبه الكامل حول المعسكر. ومع ذلك، فإن هذه الكميات غير كافية. وهذه علامات إيجابية، ويمكننا أن نرى أن أطراف الصراع تدرك خطورة الوضع وتبدأ في السماح للشاحنات بالوصول.
ويقول: “إذا أردنا أن نحظى باستجابة ضخمة، فسوف يتعين على وكالات الإغاثة أيضاً تكثيف جهودها بشكل كبير، وسيتعين على جميع أصحاب المصلحة الدبلوماسيين الذين يتفاوضون مع أطراف الصراع إقناعهم بضمان استمرار هذا التسليم على مدى الأشهر المقبلة”.
على سبيل المثال، فإن توفير حصص غذائية طارئة تكفي لمدة شهر (حوالي 500 سعر حراري في اليوم للشخص الواحد) لـ 450 ألف شخص في زمزم يمثل حوالي الفي طن من الحصص الغذائية. وسوف يتطلب الأمر 100 شاحنة شهريًا لتوصيلها.