أسير القوة المشتركة حالة إنسانية تتجاوز الصراع
رغم أن الفيديو يتضمن انتهاكًا لحقوق الأسير في سياق حرب 15 أبريل، إلا أنه أصبح ترندًا وجذب آلاف المشاهدات على مواقع التواصل الاجتماعي في السودان.
يُظهر المقطع الذي لا تتجاوز مدته 25 ثانية أسيرًا من القوات المشتركة لدى قوات الدعم السريع في دارفور، يتعرض للضرب والإساءة، حيث يتم السؤال عن اسمه و كيف وجد المعاملة، ومطالبته بتقليد أصوات الحيوانات. وفي لحظة غير متوقعة يحتضنه أحد جنود الدعم السريع ويقبل رأسه، مما عكس مشاعر مختلطة من الخوف والاطمئنان في عيني الأسير.
وفقًا للروايات المتداولة، فإن العلاقة بين الأسير موسى جري، من قرية “أم بيوم”، وأحمد يعقوب ود الفكي يعقوب، أحد عناصر قوات الدعم السريع، هي علاقة صداقة قديمة، حيث كان يعقوب يعمل في رعي البهائم لدى” جري”، الذي كان يعامله كأخ كبير، وهما من نفس المنطقة، والجيرة بينهما تسبق الحرب.
تشير الرواية إلى أن جري احتمى بأحمد بعد تعرضه للاعتداء، حيث احتضنه وقبله في مشهد يحمل في طياته أكثر من مجرد لقاء بين عدو وأسير، بل يعكس علاقة وطيدة.
بينما تذهب رواية أخرى إلى نفي وجود علاقة بين الأسير وعنصر الدعم السريع، موضحة أن بعض عناصر الدعم السريع كانوا يعتدون عليه، لكن شخصًا آخر تدخل لحمايته من الاعتداء. هذا الشخص لم يكن أخاه، لكنه أراد حمايته.
تفاعل المعلقون مع الفيديو بشكل واسع، حيث عبّر العديد منهم عن مشاعرهم تجاه الموقف. قال أحدهم: “ده ريدة في الله، الزول كان خايف وحبينا نطمئنوا”، بينما رد آخر: “طمنوا بعد جضمو.” في المقابل، عبّر آخرون عن طبيعة المشهد، مشيرين إلى أنه يجسد مشاعر بشرية حقيقية بغض النظر عن الانتماءات العسكرية. واعتبروا أن الموقف لا يختزل في كونه بين عدو وأسير، بل يعكس مشاعر إنسانية عميقة، تتجاوز الصراع العسكري، حيث تمثل لحظة صدق وألم لشخصين كانا يومًا ما في علاقة إنسانية قبل اندلاع النزاع.