لاجئون سودانيون في معسكر أولالا في اثيوبيا أثناء تأهبهم للفرار نحو مدينة غوندر- مايو 2024- راديو دبنقا

كومر – أولالا: 1مايو 2024: راديو دبنقا

فر آلاف اللاجئين في غرب اثيوبيا، معظمهم من السودانيين، من معسكري “كومر” و”اولالا” في إقليم الأمهرا خوفاً من اتساع الهجمات المستمرة عليهم من السكان المحليين بغرض النهب مطالبين بإجلائهم إلى مكان آمن.

وقال لاجئون سودانيون من معسكر أولالا بإقليم الأمهرا لراديو دبنقا إن آلاف اللاجئين خرجوا، صباح اليوم الأربعاء، سيراً على الأقدام من معسكر أولالا صوب مدينة غوندر التي تبعد نحو 200 كيلو متر للاعتصام أمام مقر مفوضية اللاجئين احتجاجاً على التردي الأمني.

وأوضحوا أن قوة من الشرطة والجيش الإثيوبي اعترضت طريقهم على بعد كيلومترات من معسكر أولالا وحاولت إجبارهم العودة إلى المعسكر ولكنهم رفضوا ذلك وجلسوا على الأرض، وأوضحوا إنهم يعانون لحظة اعتراضهم اليوم من عدم توفر الطعام والماء.

لاجئون بمعسكر أولالا أثناء تأهبهم لمغادرة المعسكر – المصدر صفحة اللاجئين السودانيين في اثيوبيا على فيسبوك

وفي معسكر كومر المجاور الذي يقع على بعد حوالي 20 كيلومترا من الحدود السودانية الاثيوبية، خرج مئات اللاجئين من المعسكر صباح الأربعاء واحتموا بمركز الشرطة الفيدرالية المجاور إثر هجوم شنه مسلحون محليون على المعسكر فجر نفس اليوم بغرض السرقة والنهب.
وأشارت لاجئة من المعسكر لراديو دبنقا فضلت حجب اسمها لأسباب أمنية إن المجموعة المسلحة أطلقت الرصاص داخل المعسكر غي تمام الساعة الواحدة فجراَ لمدة 20 دقيقة مما أدى لإتلاف ستة من الخيام دون خسائر في الأرواح، وأشارت إلى تعرض لاجئين للنهب صباح الأربعاء داخل المعسكر أثناء محاولتهم الخروج إلى مركز الشرطة.

وردد اللاجئون المحتجون هتافات (معسكر كومر أشبه بالجحيم، لا أمن ولا سلامة ولا حماية، نريد الاجلاء). وكشفت اختصاصية نفسية من المعسكر لراديو دبنقا عن تزايد حالات الإصابة بالأمراض النفسية وسط اللاجئين وإن العدد الكلي للمصابين بأمراض نفسية بمعسكر كومر ارتفع إلى 100 حالة، وأضافت ” إن الوضع النفسي للأطفال ساء كثيراً بسبب إطلاق النار المتكرر بعد أن تحسنت احوالهم خلال الفترة الماضية وتخلصوا من حالة الرعب والهلع التي كانوا يعيشونها جراء الحرب في السودان”.

وقالت لاجئة أخرى لراديو دبنقا ” نحن نعاني ونموت يومياً ونتعرض لإطلاق نار وتحرش واغتصاب، ونريد الإجلاء إلى مناطق آمنة”.

وأشار أحد اللاجئين تحدث لراديو دبنقا إن قوة من قسم الحماية من المفوضية السامية لشئون اللاجئين قدمت من مدينة شهيدي المجاورة إلى منطقة الاحتجاج أمام قسم الشرطة في كومر ووعدت برفع الأمر لإدارة المنظمة. وأضاف:” لن نعود إلى المعسكرات وننتظر الإجلاء إلى أي مكان آمن”.

وطلب فريق راديو دبنقا من مكتب مفوضية اللاجئين في جنيف عبر البريد الكتروني التعليق حول أوضاع اللاجئين ولكنه لم يتحصل على أي رد، كما حاول الاتصال الهاتفي بالسلطات المحلية في إقليم الأمهرا باثيوبيا ولكنها لم ترد على المكالمة.

مظاهرات في معسكر كومر في ابريل الماضي

ويقيم أكثر من 8 آلاف لاجئ بمعسكر كومر من بينهم أكثر من أربعة آلاف سوداني عبروا الحدود في مايو الماضي بسبب الحرب الدائرة بين الجيش والدعم السريع.
وحسب احصائيات الأمم المتحدة فإن أكثر من 8 مليون سودانيا قد فروا من منازلهم خلال العشرة أشهر الماضية بسبب الحرب من بينهم 1,8 مليون لاجئي إلى دول الجوار.

وأكدت المفوضية السامية للاجئين إن أكثر من 100 ألف شخص عبروا الحدود إلى إثيوبيا من السودان، منذ اندلاع الحرب من بينهم نحو من 47 ألف لاجئ وطالب لجوء. بينما تقدر الجالية السودانية في اثيوبيا عدد السودانيين الذين دخلوا إلى اثيوبيا بعد اندلاع الحرب ومازالوا فيها حتى الآن بنحو 60 ألف شخص.
ويتوزع اللاجئون السودانيون بإثيوبيا في أربعة معسكرات،هي معسكر الاستقبال في مدينة المتمة ، ومعسكر اولالا ومعسكر كومر، بجانب معسكر في إقليم بني شنقول.

اللاجئون في أولالا أثناء تأهبهم لمغادرة المعسكر

مذكرة مطلبية
في وقت سابق سلم ممثلون للاجئين السودانيين بجانب اللاجئين من ارتريا وجنوب السودان الذين عبروا الحدود إلى اثيوبيا بعد الحرب في 15 ابريل، مذكرة إلى ممثل للمفوضية السامية لشئون اللاجئين، في ابريل الماضي، خلال زيارته معسكر كومر، طالبوا خلالها بالإجلاء إلى منطقة آمنة في أثيوبيا أو خارجها، بسبب التردي الأمني في المعسكرات.

وأشارت المذكرة إلى أن عدد الذين تعرضوا للانتهاكات تجاوز 10٪ من العدد الإجمالي للاجئين في المعسكرات مشيرين إلى وقوع 743 جريمة منذ انشاء معسكر كومر في مايو 2023. حيث، بلغت جرائم التهديد بالبنادق والتفتيش القسري 280 حادثة. وأكدوا إن أعداد ارتكاب الجرائم في ازدياد مع افلات الجناة من العدالة وعدم قدرة السلطات على توفير الأمن.

استطلاع وسط اللاجئين المتظاهرين في كومر واولالا راديو دبنقا

وتضمنت الجرائم الاختطاف طلباً للفدية، والقتل، والأذى الجسيم النهب والتهديد بالقتل، وإطلاق النار العشوائي وتقييد حركة اللاجئين، بجانب عدم توفر التعليم والرعاية الصحية ونقص الغذاء والماء. بجانب عدم توفر شبكة الاتصالات والإنترنت.

وأشارت المذكرة إلى إصابة ثلاثة لاجئين بعاهة مستديمة من بينهم سوداني، وإصابة خمسة لاجئين بالأذى الجسيم إثر اصابتهم بطلقات نارية أو الطعن بالسكين من بينهم اثنين من السودانيين تعرضا للاختطاف والطعن بالسكين.

اللاجئون بمعسكر أولالا أثناء مغادرتهم المعسكر – المصدر: صفحة اللاجئين السودانيين في اثيوبيا على فيسبوك

ولفتت المذكرة الانتباه إلى مقتل اثنين من اللاجئين في شهري يوليو ونوفمبر الماضي من بينهم سوداني بالقرب من المعسكر، كما تعرض 14 لاجئا سودانيا للنهب والاعتداء والتهديد بالقتل.

وأوضحت المذكرة إن عددا من الأطفال توفوا بسبب عدم توفر الرعاية الصحية، بجانب العديد من حالات الإجهاض مع الحوامل.، مشيرة إلى إنجاب من 36 امرأة دون أي رعاية طبية، وأشارت المذكرة إلى وفاة 7 من اللاجئين وتعرض آخرين للإعاقة بسبب رداءة الخدمات الطبية. وأشارت المذكرة إلى وفاة العديد من الحالات بسبب التأخر في اسعافهم إلى المستشفيات الكبيرة منبهة إلى عدم توفر عربة اسعاف في المعسكر مع بعد المسافة بين المعسكر والمستشفيات. كما أدى التشخيص الخاطئ إلى استئصال رحم إحدى النساء ووفاة توائم حديثي الولادة. وأوضحت إن مستشفى المعسكر يعاني من نقص في الأطباء الاختصاصيين وشح في المعدات وأجهزة الفحص.

وفي الجانب الغذائي، أشارت المذكرة إلى تقليل كميات الاغذية الشهرية المقدمة للاجئين من 10 كيلو من الدقيق أو القمح أو الأرز إلى 7.5 كيلو شهرياً، وأشار إلى شح المياه حيث توفر المنظمات شاحنتي مياه ل 8 آلاف لاجئ بالمعسكر، وإن اللاجئين يتعرضون للاختطاف في حال جلبهم للمياه من الوديان المجاورة للمعسكر، أو اجبارهم على العمل القسري في المزارع، او الاحتطاب لصالح السكان المحليين.

اخبار ذات صلة

Welcome

Install
×