آلاف السودانيين على الحدود المصرية .. مأساة إنسانية
يعاني آلاف السودانيين العالقين في مدينة حلفا بشمال السودان أوضاع انسانية سيئة في انتظار العبور شمالاً إلى مصر.
وقال المواطن سعيد ابو عمار لراديو دبنقا إن 30 بصاً تصل يومياً إلى مدينة حلفا من مختلف مدن السودان، وان عدد العالقين في انتظار عبور الحدود إلى مصر يتجاوز عدد سكان مدينة حلفا.
عالقون في العراء
واشار إلى إيواء المواطنين الفارين من الحرب في عدد من المدارس ومستشفى غير مكتمل، بجانب بقاء عدد كبير من المواطنين في العراء بسوق المدينة وطرقات الأحياء من بينهم نساء وأطفال.
وذكر إن السلطات طلبت العالقين لإخلاء المدارس بسبب ظروف الامتحانات.
وقال إن جميع فنادق المدينة اكتظت بالعابرين على الرغم من ارتفاع تكاليفها ، وأشار إلى ارتفاع إيجار المنازل في المدينة بصورة جنونية حيث يتراوح تكلفة إيجار المنزل لليوم الواحد بين 50 إلى 100 الف جنيه ، واشار إلى تخصيص استراحة المحلية للأجانب .
تعقيد إجراءات التأشيرة
وقال المواطن سعيد أبو عمار لراديو دبنقا إن إجراءات الحصول التأشيرة في القنصلية المصرية في حلفا تستغرق أسابيع للفئات العمرية التي يتطلب دخولها إلى مصر تأشيرة دخول.
وتشترط السلطات المصرية على الذكور من الفئات العمرية من 16 إلى 50 سنة الحصول على تأشيرة دخول .
وأشار إلى تزاحم الآلاف يومياً أمام مبنى القنصلية في انتظار الإجراءات ، وقال إن القنصلية تسجل اسماء الراغبين للحصول على التأشيرة لانتظار دورهم في التقديم للتأشيرة وتسليم الجوازات ، و تصل مدة الانتظار إلى نحو اسبوعين ،بينما تستغرق فترة الحصول على التأشيرة نحو اسبوعين آخرين.
وقال إن بعض المواطنين ما زالوا في انتظار التأشيرات منذ 25 يوما . وبحسب مواطنين عالقين فإن القنصلية تصدر 100 تأشيرة يومياً مما يتسبب في كول فترة الانتظار.
ولفت إلى تكوين لجنة مشتركة من القنصلية والمحلية والجوازات، في بداية الأزمة،لاستلام الجوازات ، ولكن تم حل اللجنة بسبب اشكاليات حيث فقد عدد من المواطنين جوازات سفرهم .
وقال إن مواطنين انشأوا محلات لبيع الأطعمة والمشروبات وتصوير المستندات أمام القنصلية لتلبية متطلبات المواطنين المزدحمين .
وأوضح إن عدد من العالقين اضطروا للعودة إلى بورتسودان من أجل الحصول على التأشيرة من القنصلية المصرية هنالك ولكنهم أكدوا ايضاً إن الإجراءات تستغرق وقتاً طويلاً.
أوضاع صحية مأساوية
ووصف الوضع الصحي بالمأساوي بسبب انعدام الأدوية المنقذة للحياة وأدوية غسيل الكلى وندرة المستلزمات الطبية الأساسية مثل الشاش والكانيولا.
وأشار إلى نقص في الكوادر الطبية بالمستشفى العام حيث يعمل عدد محدود من الأطباء والكوادر ، بينما يتطوع عدد من الكوادر من العالقين في المستشفى وسط انعدام لأبسط مقومات العمل مثل الترحيل والإعاشة والنثرية .
وأكد إن الخدمات الصحية لا تغطي حاجة آلاف العابرين وسط بروز مشكلات صحية جديدة مثل التايفويد والحميات .
غلاء فاحش
وقال سعيد ابو عمار إن أسعار السلع الأساسية والأطعمة شهدت ارتفاعاً كبيراً بعد اندلاع الحرب ووصول الفارين من الحرب إلى المدنية ، وأوضح إن معظم المستلزمات الأساسية يتم جلبها من مصر حتى ( مياه الصحة).
إجراء مشددة
وأكد إن نحو 70 بصاً سفرياً تغادر حلفا يومياً عبر معبر اشكيت – القسطل إلى مصر، مبيناً إن الإجراءات في المنطقة المحايدة بين المعبرين تستغرق ساعات طويلة ربما تصل ليوم كامل بسبب تشديد اجراءات التفتيش والتدقيق.
وأشار إلى عدم توفر أي خدمات في المنطقة المحايدة حيث يضطر بعض المواطنين للبقاء لمدة يومين في انتظار لإنهاء الاجراءات مع عدم توفر أي خدمات طارئة أو منظمات تطوعية أو محلات لبيع الطعام والماء.
ارتفاع في أسعار التذاكر
وقفزت تذاكر السفر بين حلفا إلى اسوان، مع بداية الأحداث، من 8 آلاف جنيه إلى 150 الفاً ، وأشار سعيد إلى تخفيض أسعار التذاكر بعد تدخل السلطات ولجنة أمن المحلية لتتراوح بين 25 إلى 40 الف جنيه واعتبر ما يجري استغلالاً لحاجة المواطنين . وقال إن بعض الفئات تحجز تذاكر السفر إلى القاهرة واسوان من الخرطوم.
وقال إن حركة العودة العكسية من مصر إلى السودان محدودة للغاية ، مشيراً إلى وصول عدد من المواطنين لاستكمال إجراءات أسرهم العالقة في حلفا
ونوه إلى توقف جميع خدمات الإتصالات عدا شركة زين التي تعاني من ضعف شديد في خدمات الاتصال والإنترنت مع عدم توفر الرصيد مما أدى لصعوبة تواصل العالقين مع ذويهم .
……………