د. خطار أبو دياب، أستاذ العلاقات الدولية بالجامعات الفرنسية

امستردام: 4/ يونيو/2024م: راديو دبنقا

بدأ نائب رئيس مجلس السيادة الفريق مالك عقار، زيارة رسمية إلى روسيا تستغرق عدة أيام يرافقه عدد من الوزراء والمختصين. للمشاركة في فعاليات الدورة السابعة والعشرين للمنتدى الاقتصادي الدولي بسان بطرسبورغ ومن المنتظر أن يلتقي الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في ختام الزيارة.
تأتي الزيارة بعد أيام من تصريحات للفريق ياسر العطا، مساعد القائد العام للقوات المسلحة، لقناة العربية الحدث عن موافقة السودان على منح روسيا، قاعدة لوجستية في البحر الأحمر. وقد أكدت تصريحات السفير السوداني لدى روسيا لوكالة نوفستي الروسية قبل يومين موافقة الحكومة السودانية على منح روسيا تسهيلات عسكرية في بورتسودان.

قاعدة لمدة 25 عام
وسربت العديد من المصادر، ومن بينها قناة الشرق، معلومات اليوم عن أن اتفاق القاعدة سيمتد لفترة 25 عاما قابلة للتجديد وأن القاعدة ستكون قاعدة فنية لا تسمح فيها بتواجد أكثر من 300 جندي في وقت واحد، كما لا تسمح بتوقف 4 سفن عسكرية روسية في القاعدة بشكل متزامن.
وأثار هذا التطور العديد من التساؤلات بشأن التأثيرات الجيواستراتجية للقاعدة وكيفية تعامل القوى الدولية والإقليمية معها خصوصا في ظل تصاعد الوجود الإيراني في السودان بعد عودة العلاقات بين البلدين مؤخرا.

تحول كبير في التوازنات
راديو دبنقا التقى بالدكتور خطار أبو دياب، أستاذ العلاقات الدولية بالجامعات الفرنسية وسأله عن مدلولات موافقة السودان على منح روسيا قاعدة عسكرية بحرية على البحر الأحمر.
اعتبر الدكتور خطار أبو دياب هذا التطور بمثابة منعطف سيمثل تحولا في التوازنات الراهنة سواء أن كان في منطقة حوض البحر الأحمر أو في منطقة القرن الأفريقي وفي وادي النيل.
يتابع الجميع اليوم ما يجري من هجمات على الملاحة البحرية في البحر الأحمر وتأثيرات ذلك على الملاحة الدولية، وكذلك الأوضاع غير المستقرة في منطقة القرن الأفريقي والإقليم ككل.

مرحلة جديدة من الصراع
وشدد أستاذ العلاقات الدولية بالجامعات الفرنسية على أن التمركز الروسي يعني أن الصراع في السودان، والمتفاقم منذ بداية الحرب عام 2023، يدخل الآن حيزا جديدا. فهذا الصراع لم يكن دوما لأسباب داخلية وجهوية وإقليمية، وإنما هو أيضا بسبب الموقع الجيوسياسي للسودان وثقله الاستراتيجي كبلد.
ونوه الدكتور خطار أبو دياب إلى أن روسيا كانت ترنو إلى السودان منذ عهد حكم البشير-الترابي وتحاول التمركز على أراضيه، لكن الحكم في السودان كان يتملص. لكن هذه المرة ونتيجة للحرب العبثية ضد الدعم السريع وصل الأمر إلى ما وصل إليه من خلال إعطاء روسية قاعدة فنية.

عودة النفوذ الإيراني
وأوضح الدكتور خطار أبو دياب في حديث لراديو دبنقا أن روسيا أصبح لها موطئ قدم، لكن الملاحظ أن ذلك يتزامن مع الدعم الإيراني للجيش السوداني. وهذا بدوره عامل جديد قد يعني وكأننا نشاهد تكرارا للوضع السوري لناحية الوجود المشترك الروسي-الإيراني ومن خلال هذا الصراع الدولي الدائر في الإقليم.

وحول تأثير هذا التطور الجيواستراتيجي على الحرب الدائرة في السودان، قال أستاذ العلاقات الدولية في الجامعات الفرنسية إنه بالرغم من كل الدعم الذي تلقاه الجيش في الفترة الأخيرة، سمح له هذا الدعم بصمود أكثر فأكثر على بعض الجبهات، لكن زخم اندفاع الدعم السريع مستمر. لكن من الواضح في هذا الصراع المستمر منذ أكثر من عام، أن أيا من طرفيه لن قادرا على حسم الحرب لمصلحته على المدى المنظور، كما أن الطريق نحو تقسيم السودان لن يكون مفتوحا.

لا استثناء سوداني
واعتبر الدكتور خطار أبو دياب أن الأخطر هو أن يتكرر في السودان ما يحدث في بلدان اخرى من ليبيا إلى الصومال وحتى أثيوبيا وهذه أمثلة من دول مجاورة للسودان. وعبر عن قلقه من تطورات الأوضاع السودان وبقاء البلاد ساحة للصراع على موارد السودان وموقعه الجغرافي الحساس، فيما يتم تجاهل الإنسان السودان وهذه أكبر كارثة يمكن أن تصيب هذا البلد.

Welcome

Install
×